المعارضة المعتدلة والإرهاب الدولي

يبدو أن وسائل الإعلام المرتبطة بالمشروع الأمريكي ـ الإسرائيلي قد حصرت اهتمامها في تسويق مايراه السياسيون في دول الاستعمار القديم, مع أن معظم هؤلاء السياسيين لا يعيرون وزناً للأعراف والمواثيق الدولية, ويقفزون متى يشاؤون فوق قرارات مجلس الأمن وفوق ميثاق الأمم المتحدة..

ومن هذا القبيل فقد بات الحديث عن المعارضة المعتدلة في معظم الدول التي لا تتوافق سياساتها مع المشروع الأمريكي ـ الإسرائيلي وكأنهم ملائكة يتأبطون السلاح وعلى المجتمع الدولي إغراق هؤلاء الملائكة بالمال وبالتحريض وبالسلاح أيضاً… مع أن ميثاق الأمم المتحدة يؤكد على سيادة الدول, والمساواة, وعدم التدخل في الشؤون الداخلية..

ووفق هذا المنظور فإن المعارضة المعتدلة أو غير المعتدلة تتحول إلى جماعة إرهابية بمجرد أن تحمل السلاح ضد الدولة, ولا يمكن لأمريكا أو فرنسا أو بريطانيا أن تسمح لعناصر أي حزب معارض بحمل السلاح..

فالمعارضة هي معارضة سياسية تحمل مشروعاً اقتصادياً ثقافياً اجتماعياً وسياسياً يهدف إلى تحسين أوضاع الشعب بكافة فئاته وانتماءاته السياسية, وكذلك إلى مراقبة عمل الحكومة وتنبيهها على السلبيات وغيرها من أمور يعرفها سياسيو الغرب بالتفصيل الممل..

ومن هذا المنطلق فإن الرئيس الأمريكي والرئيس الفرنسي ورئيس وزراء بريطانيا ووزراء الخارجية لتلك الدول والفضائيات التي تسوق للمعارضة المسلحة هم يخالفون ميثاق الأمم المتحدة ويمارسون الإرهاب السياسي ويدعمون كل من يمارس الإرهاب في سورية وفي العراق وفي لبنان وفي ليبيا, ويعملون على تقويض سلطة الدولة ونشر الفوضى واستبدال القوانين الناظمة بشريعة الغاب..

لقد آن الأوان كي يستفيق العالم في الغرب وفي الشرق لمواجهة ما تفعله أمريكا وحلفاؤها لتشويه المفاهيم والقيم والمصطلحات.. فالإرهاب بات يدق أبواب دول العالم قاطبة وإرهاب «داعش» رغم فظاعته وخروجه عما عرفته البشرية في الماضي إلا أنه لا يختلف كثيراً عن إرهاب ما يسمونه المعارضة المعتدلة التي تقصف المدن بالهاون وتفجر العبوات الناسفة والسيارات المفخخة وتخطف وتقتل المدنيين بغض النظر عن التسمية التي تختبئ وراءها.

بقلم: محي الدين المحمد

انظر ايضاً

تعادل تشرين والفتوة في الدوري الممتاز لكرة القدم

اللاذقية-سانا تعادل فريقا تشرين والفتوة بهدفين لمثلهما في المباراة التي جرت بين الفريقين على أرض …