الزهايمر أعراضه الأولى بعد سن الستين ولا علاج شافيا حتى اليوم

اللاذقية-سانا

يعاني نحو 36 مليون شخص حول العالم من الزهايمر وفقا للاتحاد الدولي للزهايمر الذي يذكر أنه السبب الأكثر شيوعاً للخرف بين كبار السن إلا أن حالة واحدة فقط من بين أربع يتم اكتشافها وتشخيصها وبالتالي علاجها.

وتظهر أولى أعراض الزهايمر وهو أكثر انواع فقدان الذاكرة شيوعا بعد سن الستين وفقاً لاختصاصي الأمراض العصبية والداخلية الدكتور عارف مرهج ويحدث نتيجة إصابة قشرة الدماغ بإلتهاب يدمر تدريجياً الخلايا العصبية المرتبطة بالذاكرة والقدرة على التفكير والتعلم والفهم و الإدراك.

ويبين الدكتور مرهج أن الزهايمر يحدث خللا في الدماغ وبالتالي تغييراً في شخصية المريض وسلوكياته فيصبح أكثر عصبية وقد يصاب بالهلوسة ويعاني النسيان ويفقد القدرة على الفهم والتعلم و الإدراك ويجد صعوبة بالحديث مع الاخرين.

ويتطور الزهايمر على ثلاث مراحل يمر خلالها المريض بأعراض عدة وفقاً للاختصاصي حيث يعاني المريض في المرحلة الأولى من فقدان بسيط للذاكرة وصعوبة في إجراء العمليات الحسابية البسيطة ونسيان الأسماء وتحديد الاتجاهات ووضع الأشياء في غير مكانها فيما يجد في المرحلة الثانية صعوبة في تذكر الأقارب ويفقد القدرة على النطق والتواصل مع الآخرين ويعجز عن العناية بنفسه ويعاني من الهلوسة والضياع .

ويصاب المريض في المرحلة الثالثة من الزهايمر كما يوضح الدكتور مرهج بفقدان الشهية ويصبح طريح الفراش ومعتمدا بالكامل على الآخرين لمساعدته وتقديم الرعاية الصحية له.

ويذكر الاختصاصي أن نصف الأشخاص فوق سن 85 عاماً مصابون بإحدى درجات الزهايمر لكن لا يمكن اعتباره جزءا من الشيخوخة رافضاً الاعتقاد السائد بأن التقدم في السن يسبب الزهايمر وحتى الآن لم يتوصل العلماء إلى تحديد السبب المباشر له.

ويشير الاختصاصي إلى وجود خمس نظريات حول سبب الزهايمر لا تزال بحاجة للبحث من أجل إثبات صحتها وتعزي الأولى المرض لنقص المواد الكيميائية والبروتينية في الدماغ التي توفر تواصل الخلايا العصبية فيه وقد بينت الدراسات أن نقص مستوياتها تؤثر في الوظائف الفكرية والسلوكية.

بينما ترتبط النظرية الثانية حسب الدكتور مرهج الزهايمر بالعوامل الوراثية فقد لوحظ أن نسبة الإصابة بالمرض ترتفع إلى ضعفين أو ثلاثة عند الأشخاص الذين أصيب أحد والديهم أو أقاربهم به فيما تختص النظرية الثالثة بمجال المناعة الذاتية حيث اكتشف العلماء أن بعض مرضى الزهايمر يعانون خللا في وظيفة الجهاز
المناعي.

ويتابع الدكتورمرهج أن النظرية الرابعة تقول بوجود فيروس خفي يعمل ببطء شديد وبهدوء على تدمير الخلايا مسببا بعض الاضطرابات الدماغية التي تشبه إلى حد بعيد أعراض مرض الزهايمر أما النظرية الخامسة فتبين أن تشوهات تصيب الشرايين المغذية للدماغ تسبب الزهايمر مشيراً إلى أن التعرض لضربة قوية على الرأس يمكن أن يؤدي إلى فقدان الذاكرة والإصابة بالمرض.

ويشير الاختصاصي إلى أن الاضطرابات الدماغية عند الأشخاص فوق سن 65 تعود إلى حالات مرضية بالإمكان علاجها مثل الاكتئاب أو أمراض القلب أو الإفراط في تناول الأدوية أو غياب الدعم الاجتماعي او حدوث تغير كبير في حياة المريض أو الإصابة بصدمة نفسية مؤكدا ضرورة الكشف عن مؤشرات الزهايمر للتأكد من عدم تطور أي اضطرابات دماغية ناتجة عن حالات مرضية يمكن علاجها .

ويذكر الدكتور مرهج أن العلماء لم يتوصلوا إلى ايجاد علاج نهائي للزهايمر فكل البرامج العلاجية المطبقة تهدف إلى السيطرة على الأعراض أو تأخير ظهورها قدر الإمكان مبينا أن الأدوية التي تهدف لتحسين الذاكرة وتقويتها تفقد فاعليتها العلاجية مع تقدم المرض.

وينصح الاختصاصي للوقاية من الزهايمر أو ضبط أعراضه باتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية وتمارين تنشيط الذاكرة بشكل منتظم والتحفيز الفكري المستمر والتواصل الاجتماعي وتوفير جو مريح للمريض ليتمكن من التكيف مع وضعه الجديد.

سلوى سليمان