التنبه من الأميركي وأصحاب البسمات الصفراء !-الوطن العمانية

تدلت شفاه البعض ممن يتصورون أنهم يعرفون ما تخبئ الولايات المتحدة في جعبتها إزاء اللعبة الجديدة التي تمارسها. هي نوع من البسمات الصفراء التي لا يلحظها صاحبها لكنها ظاهرة للعيان ولمن يعرف اسرار الوجوه في لحظات تركيبية.

هؤلاء يمنون النفس ان تحقق لهم الولايات المتحدة ما عجزوا عنه خلال السنوات الثلاث ونيف في سورية، بمعنى ان يكون لدى اميركا حساباتها الخاصة التي لم تهمس به الا لأقرب الأقربين بأنه حان الوقت لمحاسبة سورية بطريقتنا (اي الاميركية).

في كل الاحوال ثمة تنبه عال لأمر كهذا، اذ لا أمان للاميركي ولمن همس لهم وللآخرين الذين يتمنون الواقعة. بل هنالك دائما امام هؤلاء جميعا، كلام عريض ان امن ايران من امن سورية، وانه على الولايات المتحدة ان لا تقدم على خطأ فادح ان هي تخطط له ازاء سورية بالذات. وكذلك الحال مع العراق الذي عرفته جيدا وأظهر لها صورته على حقيقتها يوم كانت المقاومة العراقية تدك جحافلها وترميهم بالآلاف.

ثم أين الكلام عن القرار 2170 الذي تاجر به من رسموا في باريس عبر كلماتهم آفاقا لا حدود لها من العمل ضد “داعش” .. كأنما تبخر هذا القرار أو صار من الماضي وهو لم يجر تنفيذ حيثياته بعد. فأين الكلام عن تجفيف التمويل لهذا التنظيم، وعن منع شراء النفط منه، وعن وعن … كثير من البنود لم يتم الالتزام بها، ولا احد يفتح فاها للإعراب عن غضبه.

أولى الغارات الأميركية كما علمنا بدأت .. لم يقل ما هي نتائجها، ومع ذلك نحن أمام مهمات غامضة، يتهرب الأميركي واصحاب البسمات الصفراء من العمل على شرعية ما يفعلون أي اللجوء إلى مجلس الأمن كما يطالب الروس، والتي تنم عن مخاوف من ارتكاب حماقات تحت شعارات شتى يمكن لها ان تكون خارج سياق توجيه الضربات لـ “داعش”.

فكل الانتباه من الغزوة الجديدة التي تطالعنا الولايات المتحدة بمسيرها، وتفضحها بسمات صفراء تتابع بشغف وأمل ما قد تسفر عنه النقلات العسكرية الأميركية وإلى أين تصل بها الأمور كي تصل إلى المرحلة المطلوبة التي تحقق امانيها فتكون منشرحة الصدر وقد حققت غاياتها بعد كل العجز الذي عاشته خلال الأزمة السورية وغيرها.

كان يمكن لأصدقاء الولايات المتحدة ان يحتفلوا بالشروع في الهجمة المنتظرة .. وان يهيصوا، فالمسألة ليست سهلة، انها حرب طويلة الأمد (ثلاث سنوات كما يقول اوباما) ثم هي ضرب في المجهول لأن العدو ليس سهلا وليس بغبي، يعرف التخفي ويجيد التلاعب، ولديه آفاقه المفتوحة على امتدادات استخباراتية يلتقط من خلالها بعض ما يقال عن اسرار.

فالانتباه مرة أخرى، انها من المراحل الخطرة التي لا يأمن فيها جانب احد وخصوصا اميركا التي يمكنها ان تتجاوز كل المواثيق والاعتبارات، كما يمكنها ان تعرض السلم العالمي إلى ما لا تحمد عقباه. وليس ادل على ذلك بل لا تفسير سوى تفسير واحد لرد الرئيس اوباما على تهديد مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان بإمكانية اسقاط اي طائرة اميركية، فإنه لو حصل هذا الأمر فسيتم تدمير الدفاعات الجوية للجيش العربي السوري كما رد اوباما، من ان ثمة في الخطط تصور من هذا النوع.

بقلم: زهير ماجد

انظر ايضاً

الوطن العمانية: عودة سورية إلى الجامعة العربية تعيد الدور العربي لمكانته الصحيحة

مسقط-سانا أكدت صحيفة الوطن العمانية في افتتاحيتها اليوم أن العودة السورية إلى الجامعة العربية تمثل …