«تدعيش» الإرهاب …

عندما تغطّي أخبار داعش على كل ما عداها.. ما سبقها وما يعاصرها و ما بالتأكيد سيتبعها… وتصبح مشكلة العالم بأثره ومستقطبة اهتمامه وجهوده ولاسيما الجهود المزعومة لمحاربة الارهاب، فمهما بلغ شأو هذا التنظيم المجرم ومهما بلغت مقدرته فإن في الأمر مكيدة.

تكاد تغيب عن ألسنة الإعلام العالمي وساسته عبارة «إرهاب» إلا مقرونة بداعش أو تحل داعش محلها، في حين نسيت أو تكاد تنسى القاعدة وبناتها وأبناؤها – ليست داعش إلا من بناتها الساقطات – ومن بينها النصرة والجبهة الاسلامية و الاخوان بالتفاهم. كأن ثمة من يريد أن يقول : هناك داعش وما عداها معتدل.. أو معارضة معتدلة فيما إن قرنوا الحديث بسورية.‏

هل هناك إرهاب سيئ وآخر معتدل؟…الأول نزعم أننا نزمع قتاله فنؤلب عليه قلوب القبائل ونقيم لمواجهته التحالفات ونشحذ عليه ببراعة بل نتبارى في طقوس الشحاذة، من واشنطن إلى باريس!. و الآخر ندعمه ليشاركنا في محاربة الأول… !؟… ما هذا النفاق كله؟… ولماذا؟!‏

يخطئ من يظن أن القضية بما فيها: من سيدفع الفاتورة؟!… فالدافع جاهز.. وهو لم يتأخر يوماً عن الدفع لكل من جاء المنطقة لإخضاع شعوبها… و ليس من المنطقي بشيء أن نعتقد ولو للحظة أن قطر أو السعودية أو دول الخليج عامة يمكن أن تفكر للحظة بألا تدفع! هي ستدفع لأكثر من سبب و سبب. أولا ً ستدفع بحكم التبعية التاريخية التي لا مناص ولا مهرب منها!! فإذا كانت هذه الدول في مرحلة المد القومي العربي لم تتوان عن التبعية و الدفع، هل ستتوانى اليوم والتنافس على خطب الود الأميركي الغربي لا يخجل منه زعيم أو مثقف أو « ثائر». و ثانياً ستدفع لأن ثمة من يزعم حمايتها من إيران وهي توافق و إن كانت تعلم علم اليقين أن لا أطماع لإيران عندها تدفعها لقتالها. وأيضاً ستدفع للحليف ضد سورية كي يستمر في خدمة هذا التحالف المشبوه المشوه… والأهم من ذلك كله أنها ستدفع لأن تفاصيل الحكاية الكاملة لقضية الإرهاب موجودة لدى دوائر المخابرات الغربية من القاعدة إلى أصغر منظمة ارهابية عاملة في المنطقة مروراً بداعش، و جاهزون للفضائح !.‏

ما يقوم به الإرهاب و ضمنه داعش هو إنجاز للغرب الاستعماري و دول الخليج وتركيا وإسرائيل مقصود بحرفيته وإن كانت بعض التشوهات تظهر فيه أحياناً و هناك قوى تقاتله و تعاديه و تفضحه. الغايات وإن بدت واضحة، تخفي خلفها من الحقائق والتفاصيل أكثر مما تظهر.‏

ليست المسألة بوابة للعبور الأميركي للمنطقة… فمتى غاب الأميركي عنها؟!‏

الحكاية ما زالت في أولها..ولا بد لكشف حقيقة تحالف النفاق في محاربة الارهاب من قيام تحالف حقيقي لمحاربته. و لعل بندقية الجيش السوري تشكل المعطى الأول لمثل هذا التحالف الصادق لمحاربة الارهاب.‏

بقلم: أسعد عبود