إدانات دولية ومظاهرات ضد قرار ترامب حول القدس

عواصم-سانا

أدانت كوريا الديمقراطية بشدة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي.

ونقلت وكالة الأنباء الكورية الديمقراطية المركزية عن متحدث باسم وزارة الخارجية قوله إن “الولايات المتحدة ستحاسب على هذا القرار المتهور والشرير” مجددا دعم بيونغ يانغ “الراسخ وتضامنها مع الفلسطينيين والشعوب العربية التي تكافح لنيل حقوقها الشرعية”.

وأشار المتحدث باسم الخارجية الكورية الديمقراطية إلى أن “هذه الخطوة الامريكية تظهر بوضوح للعالم بأسره من هي الدولة التي تدمر السلم والأمن العالمي.. ومن هي الدولة المارقة الشريرة في المجتمع الدولي” لافتا بذلك الى التوصيفات التي يكررها ترامب والمسؤءولون الامريكيون ضد الدول المستقلة وذات السيادة.

بابيش ينتقد قرار ترامب ويرفض نقل السفارة التشيكية إلى القدس

وانتقد رئيس الوزراء التشيكي اندريه بابيش قرار ترامب مؤكدا أن لهذا القرار تداعيات خطيرة على الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط.

ووصف بابيش في حديث للإذاعة التشيكية قرار ترامب حول القدس بأنه “ليس جيدا بدليل التداعيات السلبية التي أثارها” مؤكدا رفضه دعوة الرئيس التشيكي ميلوش زيمان السير على خطى الولايات المتحدة ونقل سفارة بلاده إلى القدس.

وأشار بابيش إلى أن موقفه إزاء قرار ترامب يتوافق مع الاتحاد الأوروبي مشددا في الوقت ذاته على ضرورة العمل على منع نشوء نزاعات جديدة في الشرق الأوسط والسعي نحو احلال الهدوء والسلام.

إلى ذلك أكد نائب رئيس مجلس النواب التشيكي فويتيخ فيليب أن قرار ترامب حول القدس ناتج إما عن “قصور واخفاق” من جانب الرئيس الأمريكي في مجال السياسة الخارحية أو أنه عبارة عن “استفزاز مقصود” لإبقاء التوتر في المنطقة.

وأشار فويتيخ إلى ن قرار ترامب سيكون له تداعيات سلبية بما فيها انتشار الفوضى واستمرار موجة الهجرة إلى أوروبا.

وأعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي باستثناء الولايات المتحدة عن قلقهم البالغ حيال القرار فيما اعتبر سفراء السويد وفرنسا وألمانيا وايطاليا وبريطانيا لدى الأمم المتحدة فى بيان مشترك أنه لا يتطابق مع قرارات مجلس الأمن الدولي مشددين على أن “القدس الشرقية جزء من الأراضى الفلسطينية المحتلة”.

مسؤولون إيرانيون: قرار ترامب حول القدس يؤكد أن المقاومة هي الأسلوب الوحيد لاسترداد الحقوق

بدوره أكد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي أن العالم الإسلامي يواجه اليوم اختبارا صعبا مع إعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني.

وقال رضائي في تصريح له اليوم إن هذا القرار “يتطلب رد فعل حاسم من البلدان الإسلامية يتمثل في سحب سفرائها من واشنطن كخطوة أولى وممارسة الضغوط على أميركا عبر خفض إنتاج النفط وعرضه في الأسواق”.

وأضاف رضائي إن خطوة ترامب هذه تؤكد صواب موقف محور المقاومة القائم على عدم إمكانية التفاوض مع الاعداء بل إن الأسلوب الوحيد لاستعادة الحق منهم يتمثل بالمقاومة فحسب.

بدوره دعا عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران سعيد جليلي إلى وجوب وضع الكفاح من أجل تحرير فلسطين كأولوية وإلغاء نهج المساومة إلى الأبد.

وقال جليلي في تعليق له على صفحته على تلغرام إن “القرار العدائي الأخير للرئيس الأميركي سيوفر الفرصة لتستعيد الأمة الإسلامية وحدتها”.

وأكد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري في بيان له اليوم أن قرار ترامب “يشكل فرصة لانطلاق انتفاضة جديدة ضد الصهاينة” مشيرا إلى أن على أميركا “أن تعلم بأن وحدة المسلمين وصحوتهم ستمنع تنفيذ هذا القرار المتهور”.

وجدد باقري التأكيد على السياسة المبدئية لإيران المرتكزة على دعم الشعب الفلسطيني وإدانة الإجراءات التي تتخذها أميركا والكيان الصهيوني والتي تؤدي إلى تهديد استقرار وأمن المنطقة.

من جهته أكد سفير إيران في لبنان محمد فتحعلي أن المقاومة هي الخيار الوحيد لإسقاط المؤامرة الأميركية الجديدة ضد القدس المحتلة كما أفشلت في السابق مخططات الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ضد المنطقة وشعوبها.

وقال السفير الإيراني في حديث صحفي اليوم إن هذا القرار الأميركي الجديد “جاء في ظل الظروف الراهنة وبعد هزائم منيت بها المخططات الأميركية في المنطقة من هزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية والعراق إلى فشل مشروع تقسيم العراق” مشددا على أن كل مشاريع الفتنة التي أوجدتها الولايات المتحدة في المنطقة كانت ترمي إلى المحافظة على أمن الكيان الإسرائيلي وترسيخه.

شخصيات وقوى لبنانية: المقاومة الخيار الأوحد لمواجهة قرار ترامب 

في لبنان واصلت الشخصيات والفعاليات والقوى الوطنية والدينية الإعراب عن استنكارها وإدانتها لقرار ترامب.

وفي هذا السياق أكد بطريرك أنطاكية للروم الملكيين الكاثوليك السابق غريغوريوس الثالث لحام أن هذا القرار يشكل “تعديا صارخا على الحقوق الفلسطينية والمسيحية والإسلامية” داعيا الكنائس ومجلس البطاركة في سورية ولبنان إلى “التحرك واتخاذ خطوات فورية” ضد قرار ترامب وتنظيم مسيرات حاشدة في العالم العربي والدول الغربية للتعبير عن الرفض الشعبي للقرار الجائر.

بدوره اعتبر رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني وزير المهجرين طلال أرسلان في تصريح له أن قرار ترامب “ليس مستغربا في ظل انغماس بعض الأنظمة العربية بالتآمر على مقدساتنا وتاريخنا ودياناتنا ودولنا وثقافتنا” موضحا أن استمرار “كيان الاحتلال الإسرائيلي مرتبط بأموال هذه الأنظمة التي خلقت أيضا الإرهاب التكفيري”.

وقال رئيس المجلس السياسي في حزب الله ابراهيم أمين السيد في كلمة له: إن “أمريكا وحلفاءها في المنطقة وضعوا العالم العربي والإسلامي أمام خيارين إما المقاومة وإما تسليم القدس عاصمة لـ “إسرائيل” وكتبوا بأيديهم بأن أي خيار غير المقاومة هو خيار الاستسلام والخضوع والاذلال والذلة وذهاب الحقوق وضياع فلسطين والقدس”.

من جهته أوضح عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن قرار الرئيس الأمريكي يشجع كيان الاحتلال الإسرائيلي على شن عدوان جديد في المنطقة وخاصة في ظل التنازل والتخاذل العربيين والهرولة للتطبيع مع العدو الإسرائيلي.

وقال قاووق في كلمة له: إن “الذين قاموا بالاحتفاء بالرئيس الأمريكي شركاء في التمهيد لقراره العدواني على الأمة والقدس الشريف” متسائلا.. “أين الدول الإسلامية والعربية التي تعقد المؤتمرات والقمم وتشكل الأحلاف العسكرية وتجند المرتزقة لمحاربة سورية وتسلحهم بمئات المليارات من الدولارات وتشن العدوان على اليمن بينما العدو الإسرائيلي يمعن في تهويد القدس وبناء المستوطنات ويقوم بالتهجير”.

من جهته شدد عضو كتلة التحرير والتنمية النيابية النائب هاني قبيسي على التمسك بالمقاومة لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية وقرار الرئيس الأمريكي ترامب بشأن القدس المحتلة.

وقال قبيسي في كلمة اليوم: “نحن نعلم أن الإرهاب الذي دمر وقتل في سورية والعراق ولبنان هو إرهاب متصهين وأن تسميته بالربيع تشكل تزويرا للحقيقة والواقع” مؤكدا أن “الواجب الوطني العام يحتم على الجميع الالتزام بمبدأ المقاومة وبتحرير الأرض”.

ودعا رئيس حزب الاتحاد اللبناني الوزير السابق عبد الرحيم مراد المخدوعين الواهمين في البلاد العربية والإسلامية إلى أن يقروا ويسلموا بأن سياسات أمريكا وصوتها في كل المحافل يشكل صدى لرغبات الكيان الصهيوني وكل حديث عن شريك نزيه محايد أو عملية تفاوضية ليس سوى خديعة كبرى وإهدار للوقت والدم.

وقال مراد خلال اجتماع للأحزاب والقوى الوطنية والقومية اللبنانية والفصائل الفلسطينية في البقاع الغربي: إنه “لا سبيل لتحرير الأرض والمقدسات من رجس العدو الصهيوني سوى المقاومة لأن الأنظمة التي جنحت نحو الاستسلام وخرجت من دائرة الصراع الوجودي مع هذا العدو لم تجلب لقضيتنا القومية إلا الضياع “.

البابا تواضروس الثاني يرفض لقاء نائب الرئيس الأمريكي

إلى ذلك أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر أن البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية لن يستقبل مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي خلال الزيارة التي يزمع القيام بها إلى مصر خلال الشهر الحالي.

ونقلت وسائل إعلام مصرية عن الكنيسة قولها في بيان: إنه “نظرا للقرار الذي اتخذته الإدارة الأمريكية بخصوص القدس في توقيت غير مناسب ودون اعتبار لمشاعر الملايين من الشعوب العربية تعتذر الكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية عن هذا اللقاء”.

ودعت الكنيسة جميع الأطراف إلى التحلي بالحكمة والتروي في معالجة القضايا التي تؤءثر في سلام شعوب الشرق الأوسط.

وكان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب اتخذ أمس قرارا مماثلا برفض لقاء بنس تعبيرا عن رفض قرار ترامب حول القدس.

مسيرات حاشدة في الجزائر وبرلين تنديدا بقرار ترامب 

في سياق متصل تظاهرت حشود كبيرة من المواطنين الجزائريين اليوم في مدينة وهران تنديدا بقرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي.

وردد المتظاهرون شعارات تضامنية مع القدس وأخرى تندد بالقرار الأميركي ورفعوا الأعلام الجزائرية والفلسطينية.

وفي العاصمة الالمانية برلين احتشد المئات امام السفارة الاميركية أمس احتجاجا على قرار ترامب وقامت الشرطة الالمانية بتفريق المتظاهربن بالقوة واعتقلت عددا من الاشخاص كما اغلقت الطريق المؤدي الى السفارة الاميركية بالحواجز والشاحنات الصغيرة.

وخرجت مظاهرات واسعة في الأراضي الفلسطينية أمس واليوم وفي الكثير من الدول العربية والاجنبية احتجاجا على الخطوة الاميركية التي أعلن عنها ترامب يوم الاربعاء الماضي.