تواصل الاحتجاجات في دول العالم رداً على قرار ترامب

عواصم-سانا

تواصلت الاحتجاجات في عدد من دول العالم ردا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول مدينة القدس الذي اصدره الاسبوع الماضي ولقي استنكارا وإدانات دولية واسعة.

ففي العاصمة الألمانية برلين خرج الآلاف في مظاهرة دعا إليها حزب اليسار الألماني وشاركت فيها الجالية والمؤسسات والجمعيات الفلسطينية والعربية والإسلامية وحركات التضامن والمقاطعة الألمانية في برلين.

وطالب المشاركون في المظاهرة الإدارة الأمريكية بالتراجع عن قرارها ولعب دور الوسيط النزيه تجاه القضية الفلسطينية.

كما نظمت الجالية الفلسطينية في مدينة فرانكفورت الألمانية مظاهرة حاشدة رفع المشاركون خلالها الأعلام الفلسطينية واللافتات التي تستنكر القرار مرددين الهتافات المؤيدة للحق الفلسطيني والمنددة بالاحتلال الإسرائيلي.

وفي ايرلندا نظمت الجالية الفلسطينية بمدينة لايميرك مسيرة جابت شوارع المدينة مطالبين الحكومة الايرلندية باتخاذ موقف من الادارة الامريكية والعمل لوقف الاستيطان في الأراضي المحتلة والحماية الدولية لكيان الاحتلال وتقديم قادته للمحكمة الدولية وزيادة الدعم للشعب الفلسطيني.

وفي أوكرانيا نظمت الجالية الفلسطينية بمدينة خاركوف الاوكرانية وقفة تضامنية مع القدس احتجاجا على القرار الأمريكي بمشاركة أبناء الجاليات العربية والإسلامية وطالب المشاركون المجتمع الدولي بالتحرك الجدي لإسقاط القرار الأمريكي مؤءكدين دعمهم للشعب الفلسطيني في مواصلة نضاله حتى تحقيق أهدافه الوطنية المشروعة.

كما نظمت الجالية الفلسطينية والعربية والمناصرون للقضية الفلسطينية مظاهرة في مدينة باتنروج بولاية لويزيانا الامريكية رفضا للقرار الأمريكي ورفع المشاركون فيها الأعلام الفلسطينية ولافتات تطالب الإدارة الامريكية بالرجوع عن هذا القرار الجائر والمجحف بحق الشعب الفلسطيني والمخالف لكل القوانين الدولية.

وفي المغرب خرجت مظاهرة كبيرة وسط العاصمة الرباط شاركت فيها الأحزاب المغربية ووزراء ونواب وقادة نقابات وجمعيات ورفع المشاركون خلالها اللافتات التي تستنكر القرار الامريكي.

وكان ترامب أعلن الأسبوع الماضي اعترافه بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي الغاصب في خطوة تمثل استخفافا بالقانون الدولي والقرارات الدولية.

احتجاجات أمام السفارة الأمريكية في اندونيسيا على قرار ترامب 

إلى ذلك تظاهر المئات من الأشخاص أمام السفارة الأمريكية في العاصمة الاندونيسية جاكرتا اليوم احتجاجا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول مدينة القدس المحتلة.

وذكرت رويترز أن المتظاهرين قاموا بإحراق صور ترامب والأعلام الأمريكية والإسرائيلية مرددين هتافات تؤكد دعمهم للشعب الفلسطيني مشيرة إلى أن هذا الاحتجاجات جاءت استمرارا لأخرى أكبر انطلقت مطلع الأسبوع دعا خلالها الآلاف لقطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة وطرد سفيرها من إندونيسيا.

وكان الرئيس الاندونيسي جوكو ويدودو ندد بالقرار الامريكي في وقت سابق واعتبره خرقا للقوانين والمواثيق الدولية.

وخرجت على مدى الأيام الماضية مظاهرات واسعة في الأراضي الفلسطينية وفي الكثير من الدول العربية والأجنبية احتجاجا على قرار ترامب حول الاعترف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي الذي أصدره يوم الأربعاء الماضي في خطوة تمثل استخفافا بالقانون الدولي والقرارات الدولية قابلتها إدانات عربية ودولية واسعة.

مسيرة في نابلس احتجاجا على قرار ترامب بشأن القدس

كما تواصلت حالة الغضب الشعبي في الأراضي الفلسطينية المحتلة احتجاجا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول مدينة القدس حيث شهدت مدينة نابلس في الضفة الغربية مسيرة احتجاجية نظمتها بلدية المدينة.

ونقلت وكالة وفا الفلسطينية عن محافظ نابلس أكرم الرجوب قوله خلال المسيرة “إن قوة إرادة الشعوب هي التي ستسود وهي التي ستفرض على أرضها” مشيرا إلى أن إرادة الشعب الفلسطيني لن تنكسر مهما مورس عليه.

وأكد الرجوب أن هذه المسيرات ستستمر من أجل فرض إرادة الشعب الفلسطيني على الأرض.

وفي كلمة الفصائل الوطنية قال أمين سر حركة فتح في نابلس جهاد رمضان أن الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير وفصائلها وكل مكوناتها موحدون اليوم ضد قرار ترامب ويؤكدون أن معركة القدس هي معركة كل فلسطيني فالقدس خط أحمر.

بدوره قال محمد الشنار من بلدية نابلس إن القدس ستبقى عنوان الأمة وإن الحق لن يضيع مهما حاول الآخرون.

في غضون ذلك اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم مقبرة باب الرحمة الملاصقة للسور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة لليوم الثاني على التوالي.

وأوضح مسؤول في الأوقاف الإسلامية فراس الدبس بالقدس أن سلطات الاحتلال واصلت اعتداءاتها الممنهجة على المقبرة حيث عمدت أمس لاقتحامها والعبث فيها وقامت بتخريب الأشجار .

وحاول المقدسيون التصدي للاعتداء على المقبرة إلا أن قوات الاحتلال أبعدتهم بالقوة واعتدت على بعضهم بالدفع واعتقلت خلال ذلك أمين سر حركة فتح في بلدة سلوان أحمد العباسي وشابا آخر.

وزير الخارجية الفلسطيني: اعتداء سافر على حقوق الفلسطينيين ويجب إلغاؤه فورا

من جهته جدد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي التأكيد على أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باطل ويجب إلغاؤه فورا لأنه يشكل اعتداء سافرا على الحقوق التاريخية والقانونية للشعب الفلسطيني.

وأشار المالكي في كلمته خلال جلسة طارئة للبرلمان العربي في القاهرة إلى أن هذا القرار وإجراءات الاحتلال العنصرية تهدد الاستقرار والأمن الدوليين مؤكدا سيادة فلسطين على كامل أراضيها المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية والحدود مع دول الجوار وحقها في مواجهة أي خطوات من شأنها المساس بالوضع التاريخي أو القانوني أو الديني لمدينة القدس.

ودعا المالكي إلى مواجهة سياسة التهويد والحرب المعلنة على الوجود الفلسطيني في القدس وإدانة انحياز الكونغرس الأمريكي لصالح الممارسات الاستعمارية والعنصرية لكيان الاحتلال وجرائم التطهير العرقي التي يرتكبها بحق الفلسطينيين.

وحذر المالكي من أن “الولايات المتحدة تؤسس لخطوة أكبر وهي إجهاض كل مساعي إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية”.

وطالب المالكي دول العالم بالتعبير عن رفضها قرار ترامب والتأكيد على اعترافها بدولة فلسطين والقدس عاصمتها الأبدية.

وانتقد المالكي غياب الردود الرسمية العربية على قرار ترامب رغم المطالبات الشعبية بإغلاق السفارات وطرد السفراء مبينا أنه “لم يتم قطع العلاقات أو حتى تجميدها ولم تتوقف الزيارات أو استقبال الوفود أو حتى مقاطعة البضائع الأمريكية ولا تقديم الدعم المالي لتعزيز صمود أهل القدس في مواجهة سياسة التهويد”.

باقري: قرار ترامب خطوة خبيثة وسيكون بداية انتفاضة كبرى في فلسطين

وأكد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس شكل أحدث خطوة أمريكية خبيثة لدعم هذا الكيان .

وأوضح باقري في كلمة خلال الملتقى الوطني تحت عنوان “القوى الكبرى وأمن منطقة غرب آسيا” في طهران اليوم “إن بريطانيا في البداية ومن ثم الولايات المتحدة قدمتا الدعم اللامحدود لكيان الاحتلال الصهيوني في المنطقة وتمثل آخر دعم أمريكي بقرار الرئيس دونالد ترامب إعلان القدس عاصمة لهذا الكيان الغاصب وهذا سيكون بداية لانتفاضة كبرى” .

من جانبه أكد نائب القائد العام لقوات حرس الثورة الإسلامية العميد حسين سلامي في كلمة له بالملتقى أن احتمالات التدخلات الامريكية المباشرة في منطقة غرب اسيا قد بلغت نهاية المطاف .

وبين سلامي أن الكيان الصهيوني يعد جزءا من هوية أمريكا الاستعمارية لذا فإن عالم الاستكبار يسعى لتقسيم دول المنطقة وتشكيل حكومات ضعيفة ليصبح الكيان الصهيوني في مأمن .

يشار إلى أن المحاور الأساسية التي يتناولها الملتقى دور الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي والناتو في أمن منطقة غرب اسيا ودور القوى الكبرى في مستقبل التطورات الأمنية في منطقة غرب آسيا .

عون: خطأ كبير ويجب تصحيحه بالعدول عنه

بدوره أكد الرئيس اللبناني العماد ميشال عون أن قرار ترامب حول مدينة القدس خطأ كبير ويجب تصحيحه بالعدول عنه مشيرا إلى أن هذا القرار يخالف كل القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال عون خلال لقائه اليوم في بيروت موفد رئيس كوريا الجنوبية جونغ سوك ايم: “إنه سيطالب رؤساء الدول الاسلامية الذين سيلتقون على مستوى القمة في اسطنبول الاربعاء المقبل بضرورة اتخاذ القرارات اللازمة للحفاظ على عروبة القدس مدينة الاديان السماوية كافة”.

كما دعا عون الامم المتحدة إلى أن تقوم بواجبها لجهة احترام قراراتها والا فانها ستلغي دورها في العالم وقال: “من غير الجائز أن يطرد شعب من وطنه وأرضه لحل مشكلة شعب آخر”.

كما عرض عون خلال اللقاء الموقف اللبناني من قضايا المنطقة.

وتسلم الرئيس اللبناني رسالة من رئيس كوريا الجنوبية مون جاي نوه الاخير فيها بالتطور الذي شهدته العلاقات اللبنانية الكورية في المجالات كافة معربا عن امله في ان تتعزز هذه العلاقات اكثر فأكثر.

منصور: فلسطين تحتاج إلى موقف عربي موحد 

من جانبه أكد وزير الخارجية اللبناني السابق عدنان منصور أن فلسطين لا تحتاج إلى بيانات التنديد والشجب وانما إلى موقف عربي موحد يدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني ضد كيان الاحتلال الاسرائيلي ويلغي قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس.

وقال منصور في تصريح اليوم إن “المظاهرات وبيانات التنديد والادانة لا تؤثر بـ “اسرائيل” والمطلوب هو قرار عربي واحد يدعم الشعب الفلسطيني وانتفاضته ومقاومته ويفعل المقاطعة مع “إسرائيل” “.

وأكد منصور ضرورة اتخاذ اجراءات ضد الدول التي تدعم كيان الاحتلال والمطالبة بتنفيذ القرارات الدولية بشأن القدس والأراضي العربية المحتلة.

وأشار منصور الى ان بيانات الشجب والادانة والاستنكار التي نسمعها اليوم وهي أقل من عادية والتطورات التي نراها تستلزم موقفا واضحا وقابلا للتطبيق على الأرض.

الخارجية السلوفاكية: مستقبل القدس يتحدد من خلال المفاوضات 

في السياق أكدت وزارة الخارجية السلوفاكية أن مستقبل مدينة القدس يجب أن يتم تحديده نتيجة المفاوضات بين الفلسطينيين و”اسرائيل” وليس عن طريق قرارات سياسية أحادية الجانب.

وحذر الناطق الصحفي باسم الوزارة بيتر سوسكو في تصريح لوكالة الأنباء السلوفاكية من أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس ستكون له تداعيات سلبية على أفق مفاوضات السلام وعلى هدف التوصل إلى “حل الدولتين” كحل وحيد دائم و قابل للاستمرارية.

وأشار إلى أن سلوفاكيا ستستمر في التعامل مع موضوع مستقبل القدس انطلاقا من قرار الأمم المتحدة رقم 478 الصادر عام 1980 والموقف المشترك للاتحاد الأوروبي الذي يؤكد أن مستقبل القدس يجب التوصل إليه نتيجة للمفاوضات وليس عن طريق قرارات سياسية أحادية الجانب .

بدوره أدان الحزب الشيوعي السلوفاكي في بيان اليوم قرار ترامب بشأن القدس مؤكدا أنه يمثل تهديدا للسلام على الصعيدين الإقليمي والدولي وهو يكشف مدى عمق الأزمة التي يواجهها رأس المال الأمريكي حيث تنتظر الصناعات العسكرية الأمريكية صفقات جديدة من خلال خلق حروب جديدة .

وأشار الحزب إلى أنه كان على الدوام يعتبر وكما تنص قرارات المجتمع الدولي القدس مدينة فلسطينية محتلة منذ عام 1967 معلنا تضامنه مع الشعب الفلسطيني في كفاحه الصعب من أجل عودة المهجرين إلى بيوتهم والدولة الفلسطينية ذات السيادة .

تحالف قوى المقاومة الفلسطينية: القرار باطل ولاغ

كما أكد المشاركون في اجتماع القيادة المركزية لتحالف قوى المقاومة الفلسطينية والمنظمات الشعبية والهيئات والشخصيات الوطنية الفلسطينية أن قرار  ترامب بـ “الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني باطل ولاغ وخاطئ ولا يترتب عليه أي أثر قانوني أو عملي”.

وأوضح المشاركون في الاجتماع الذي عقد في مقر المجلس الوطني الفلسطيني بحي المزرعة بدمشق أن الرد العملي على هذا القرار والتحديات الخطيرة التي تواجه قضية فلسطين يتمثل في “دعم صمود الشعب الفلسطيني وإطلاق طاقاته من خلال هبات وانتفاضات ومواجهات مع العدو الصهيوني” مبينين ضرورة “التمسك بكل وسائل المقاومة وفي مقدمتها الكفاح المسلح كوسيلة استراتيجية لتحرير كامل التراب الفلسطيني”.

وطالب المشاركون الدول العربية المرتبطة مع كيان الاحتلال بمعاهدات أو اتفاقيات ب “قطع هذه العلاقات بكل أشكالها ووقف عملية التطبيع معه” معتبرين أن “من يواصل هذه العلاقات شريك في العدوان على الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية”.

وأعرب المشاركون عن بالغ غضبهم وسخطهم على هذا القرار الجائر المخالف لأبسط قواعد القانون الدولي مؤكدين أن القدس مدينة عربية فلسطينية محتلة وتحريرها وكامل التراب الفلسطيني واجب وطني وقومي وديني وإنساني.

ودعا المجتمعون إلى مواصلة التحرك الفعال للتصدي لكل الآثار المترتبة على هذا القرار الذي أزاح الستار عن تفاصيل ما يسمى صفقة القرن التي تستهدف تصفية قضية فلسطين موجهين التحية لمحور المقاومة الذي يخوض المعارك ضد الإرهاب ودفاعا عن فلسطين ولكل القائمين على الفعاليات والأنشطة الرافضة لهذا القرار.

حضر الاجتماع أمين سر التحالف خالد عبد المجيد وفعاليات ثقافية واجتماعية ودينية.