المدرسة الشعرية الشامية في عصر سيف الدولة

دمشق-سانا

في إطار نشاطات مجمع اللغة العربية بدمشق ألقى عضو المجمع وأستاذ البلاغة والنقد في جامعة حلب الدكتور عيسى العاكوب اليوم محاضرة بعنوان /المدرسة الشعرية الشامية في عصر سيف الدولة/ أكد فيها أن هذه المدرسة قدمت نموذجا فذا في تاريخ الشعر العربي ورسخت المتانة فيه وشدة الأسر وفصاحة الأداء وصفاء البداوة مع حلاوة الحضارة.

واعتبر الدكتور العاكوب أن المدرسة الشعرية الشامية استفادت من مختلف العوامل المتوفرة في عصر سيف الدولة الحمداني للوصول إلى مدرسة متميزة في الشعر ولا سيما أن الأخير كان يقيم وزنا كبيرا للفروسية والبطولة وبناء الدولة ويحتفي بالأقلام والمبدعين فكان بلاطه موئلا لأصحاب الفنون المتفوقين من أصقاع العالم وأنشأ ما يشبه اتحادا للشعراء العرب في ذلك العصر بعد أن جذب إلى بلاطه شعراء كبارا فخلق منافسة فيما بينهم من الصعب الوصول إليها في التاريخ الأدبي العربي.

وخصص الدكتور العاكوب جزءا من محاضرته للحديث عن خصائص المدرسة الشعرية الشامية في عصر سيف الدولة ولا سيما لجهة تفوقها وسبقها لباقي المدارس بسبب سلامة ألسنة شعرائها وجمعهم بين فصاحة البداوة وحلاوة الحضارة لدرجة يمكن القول ان شعراء الشام حققوا منذ وقت مبكر وثبة تطور جامع بين خصائص أصيلة مع قدرتهم على التمييز بين جيد الشعر ورديئه.

وتحدث صاحب كتاب موسيقا الشعر العربي عن الجزالة والعذوبة والفصاحة والسلاسة في المدرسة الشعرية الشامية وابتعادها عن الركاكة والرطانة مع التركيز على كلمات سهلة الإدراك وتخاطب القلب ما جعل أشعارها تصل إلى مرحلة يمكن وضعها في مرتبة البدائع واللطائف مشيرا إلى مهارة شعراء هذه المدرسة في استيفاء البراعة وكمال الصناعة ورونق الطلاوة.

يذكر أن عيسى العاكوب حاصل على دكتوراه فى اللغة العربية وادابها من جامعة دمشق ونال الجائزة العالمية للباحث المتميز فى الدراسات الايرانية وهو عضو فى مجمع اللغة العربية وفى اتحاد الكتاب العرب له عشرات الكتب في البلاغة والنقد والترجمة عن الفارسية والانكليزية.

شذى حمود

انظر ايضاً

الدكتور محمد قاسم… عضو جديد في مجمع اللغة العربية بدمشق

دمشق-سانا استقبل مجمع اللغة العربية بدمشق صباح اليوم الدكتور محمد قاسم عضواً جديداً إلى قائمة …