بدء موسم الأجبان والسمون العربية بالحسكة والأسعار تبدأ بالانخفاض

الحسكة-سانا

تشهد أسواق محافظة الحسكة ومحال بيع الألبان ومشتقاتها من أجبان وسمون حركة بيع وشراء جيدة هذه الأيام فمع دخول فصل الربيع يبدأ الأهالي بشراء هذه المنتجات لاستخدمها بشكل طازج في طعامهم اليومي أو تخزينها بأوعية معدنية أو بلاستيكية لفصل الشتاء القادم.

وللألبان والأجبان والزبدة والسمون العربية في المحافظة أنواع وأصناف وأسعار متباينة يتحكم فيها نوع وجودة الحليب المستخدم في الصناعة سواء ضأن أو ماعز أو بقر كونه المادة الأساسية لصناعتها وتبقى منتجات حليب الضأن الأغلى والأكثر إقبالا مقارنة مع منتجات الماعز والأبقار.

وللوقوف على واقع صناعة الأجبان والسمون وأنواعها وأسعارها كانت لمراسل سانا جولة على عدد من المحال التجارية بمركز مدينة الحسكة التقى خلالها عددا من الباعة والمواطنين .

ويقول البائع سليم سعد مع دخول فصل الربيع يزداد إنتاج الحليب الذي يستخدم في صناعة الألبان والأجبان والزبدة والسمن العربي مبينا أن المواد التي تصنع من حليب الضأن الذي يرعى في البراري هي الأغلى.

ويشير سعد الى أن سعر كيلو الجبن الضأن حاليا يقارب 900 ليرة سورية والزبدة 500 ليرة سورية واللبن 300 ليرة سورية فيما يبلغ سعر السمن العربي الضأن 4500 ليرة سورية فيما تنخفض هذه الأسعار بمقدار الثلث للمنتجات المصنوعة بحليب الماعز أو الأبقار.

وحول صناعة هذه المواد الغذائية يبين البائع محمد صلوح أن صناعة الجبن تتم بشكل يدوي حيث يقوم المصنع بوضع كمية من الحليب الفاتر بأوعية تضاف إليها بودرة تجبين وعند بداية تجبن الحليب يوضع في قماش شفاف لاستكمال عملية التجبن وفصل المياه الزائدة عنه وفي النهاية يتم وضع الجبن في حالته النهائية في أوعية ويتم بيعه للتجار موضحا أن كل 2 كيلوغرام من الحليب يصنع ما يقارب 1 كيلوغرام من الجبن.

أما صناعة الزبدة فيشير صلوح إلى أن هناك طريقتين لاستخراجها من مادة الحليب كامل الدسم الطريقة اليدوية القديمة والتي تتم عن طريق وضع اللبن في كيس يسمى باللغة العامية “الشجوة” مصنوع من جلد الغنم أو الماعز المدبغ وإغلاقه من جميع الاتجاهات وتبدأ المرأة بهز الشجوة بقوة ذهابا وإيابا لمدة ساعة يتخللها فتح أحد أطراف الشجوة وإضافة كميات قليلة من الماء البارد للحليب خلال فترات متقطعة فتنفصل الزبدة التي تحوي السمن والشوائب اللبنية عن اللبن العيران فتقوم المرأة بجمعها أولا بأول في وعاء والطريقة الثانية هي الطريقة الآلية التي ساهمت بتراجع كبير للطريقة اليدوية التقليدية حيث تقوم الآلة باستخراج الزبدة بشكل آلي.

ويضيف صلوح: أما السمن العربي فيستخرج من الزبدة عن طريق وضعها بوعاء معدني وتسخينها على موقد من النار وإضافة مادة البرغل لها حيث يقوم البرغل بامتصاص شوائب اللبن ويطفو السمن على وجه الوعاء حيث تقوم المرأة بتجميع السمن أولا بأول.

ويبين صلوح أن للأجبان من حيث الشكل نوعين الجبن العادي والجبن المشلل المربوط كالضفائر والفرق بينهما أن الجبن العادي كامل الدسم بينما المشلل خالي الدسم أما السمون فهي سمون الضأن أو الأبقار أو المخلوطة بين الاثنين مشيرا إلى أن لكل نوع من الأنواع السابقة سعرا محددا يناسب رغبة وقدرة المواطنين على الشراء.

وتقول المواطنة منال عيد إن مشتقات اللبن من أجبان و زبدة وسمون هي من المواد الغذائية الرئيسية التي لا تخلو مائدة من موائد الطعام في محافظة الحسكة منها وتحرص ربات البيوت في كل فصل ربيع على شراء كميات كبيرة من الأجبان لأكلها طازجة وتخزينها حيث يقوم الأهالي بشراء الأجبان الطازجة من الباعة ونقلها إلى المنازل وتقطيعها إلى مكعبات وتغطيتها بشكل كامل بكميات من ملح الطعام الصخري لتجفيفها من الماء وفي اليوم الثاني يتم وضع الجبن في وعاء معدني أو بلاستيكي ويغمر بالماء المملح لحفظه ويتم إغلاق الوعاء بشكل محكم لكي لا يدخل إليه الهواء ويفسد الجبن أو يتغير طعمه.

وتوضح عيد أن السمنة العربية تدخل في موائد الطعام والأكلات الشعبية التي تنتشر في المحافظة ولا سيما المناسف فبعد تجهيز المنسف المؤلف غالبا من الأرز يغطي وجهه باللحوم وتقوم ربة المنزل بإذابة القليل من السمن العربي ووضعه على المنسف ليضفي على الطعام نكهة خاصة ورائحة نفاذة شهية كما تستخدم كذلك في صناعة الحلويات والبعض يأكلها بشكل مباشر بجانب دبس التمر أو العنب.

من جانبه أشار المواطن إياد عارف إلى أن الأجبان والسمنة العربية من المواد الأساسية التي يقوم أهالي المحافظة بتموينها لاستهلاكها خلال شهر رمضان أو فصل الشتاء وفي سنوات ما قبل الحرب على الإرهاب كانت العائلة تقوم بتموين كميات كبيرة منها وتخزينها في أوعية مصنوعة من مادة التنك سعة 16 كيلوغراما أو 8 كيلوغرامات أما حاليا فيقتصر التموين على كميات أقل نتيجة ارتفاع أسعارها وضغط المصارف على الأسر.

نزار حسن