فرقة مشتى الحلوالمسرحية ملتقى للشباب السوري وتجاوب مع تطلعاته الثقافية

حمص-سانا

في ملتقى ثقافي حضاري يعكس صورة منطقة مشتى الحلو الحضارية والإنسانية اجتمع عدد من الفنانين الشباب قبل عامين لتأسيس فرقة مسرحية تمزج ثقافة المنطقة بمنهل تاريخها وأصالة سكانها ولتسلط الضوء على جوانب اجتماعية وفكرية تساهم في نقل الأفكار الصحيحة للأجيال القادمة وتبعث روح الأمل في نفوسهم.1

واختار الفنانون لفرقتهم الجديدة اسم فرقة مشتى الحلو المسرحية حيث أوضح مؤسسها بسام المطر لنشرة سانا الشبابية أن الفرقة تجسد تعزيز ثقافة الاندماج وعولمة المعرفة للمساهمة في صناعة عالم جميل من خلال تأسيس فرقة مسرحية تتجاوب مع تطلعات وأهداف المسرح النبيلة وتسعى لتعزيز التبادل الثقافي في المنطقة من خلال تقديم الأعمال الحضارية والإنسانية التي تمجد الإنسان والسلام وأمل.

ويرى المطر أن العمل المسرحي يحتاج إلى خبرات وتدريبات مكثفة وهذا ما يعمل عليه مع أعضاء فرقته حديثة الولادة من خلال التدريبات المتواصلة والتكريم لأعضاء الفرقة الذي يضفي نوعاً من الدعم والترحيب بالحالة الثقافية والتفكير بطريقة جيدة بعيداً عن الضجيج.

وكانت الفرقة قدمت في بداية مشوارها الفني مسرحية مقعد في الحديقة وهي عبارة عن أربعة اسكتشات متنوعة تحكي قصصا إنسانية اجتماعية منفصلة ثم تتابعت أعمالها المسرحية فقدمت مسرحية الوحشة لأنطون تشيخوف والتي تحكي عن عزلة الإنسان وبالرغم عمرها الذي يتجاوز 150 عاماً إلا أنها تعبر عن المفارقة التشيخوفية التي لا تزال نابضة في حياتنا وتخص أرواحنا أيضا.2

أما آخر أعمال الفرقة فهي مسرحية الشجرة التي تعرض حالياً وعنها يقول المطر أن نص المسرحية يحكي قصة طفل مشاغب يقطع الأشجار ويعبث بها لتراقبه راعية تحب الطبيعة وتعتني بغابة كاملة ثم يمرض الطفل فجأة بمرض خطير ويكون علاجه الوحيد أن يأكل من ثمار تلك الشجرة التي يقوم يومياً بايذائها لتكون هي منبع الحياة لديه.

وعن المشاريع المستقبلية للفرقة يبين المطر أنه يتم التحضير حالياً لأكثر من نص مسرحي إلا أن الأمر صعب كونه يتطلب نصوصا تناسب أعمار أعضاء الفرقة وخبراتهم الفنية للاستفادة من الطاقات الموجودة وتوظيفها في العمل مشيراً إلى أن الفرقة ستعرض مسرحية الشجرة في القرى المجاورة.

ويشكو المطر من عدم احتضان الفرق الناشئة حيث لا يوجد مكان دائم للعرض مشيراً إلى أن فرقته تعرض أعمالها بصالات ملتقى مشتى الحلو الثقافي العائلي او صالات الكنيسة في المدينة.4

يشار إلى أن فرقة مشتى الحلو المسرحية اجتمعت على حب المسرح  وأحست بآلام الوطن  وتلمست أوجاعه فقررت أن تضيء شمعة لعلها تكون رسالة لمن يهمهم الأمر وليتدرج بعض أعضائها  من الهواية إلى الاحتراف وبعضهم الآخر في أوائل خطوات هوايته المسرحية وهذا المزيج هو ما يضمن لفرقة شبابية استمراريتها كما يمنعها من الترهل وإعادة إنتاج ذاتها.

لمى الخليل