غبار الطلع السياسي يغلّف أجواء الميدان.. ودول تضمّد جراح القطيعة – صحيفة الثورة

مع اقتراب الدولة السورية من إنجاز النصر الكامل على الإرهاب وداعميه، وفشل محور دعم الإرهاب في تحقيق مشروعه العدواني، ثمة من يحاول إعادة قراءاته ومقارباته، وفقا لما فرضته معطيات واقع الميدان، ما يجعل دولاً تبحث عمّا يضمّد جراح القطيعة، وأخرى ترش على تلك الجراح ملحاً، بعد خروجها من مركز الجاذبية السوري، وعدم قبولها على طاولات ومقاعد التفاوض، أو حتى ما يسمى تحصيل المكاسب.‏

ومع أن تلك الحرب لم تنته وأمامنا الكثير من التضحيات، لكن بوادر نُخب النصر تلوح في الأفق، على الأقل حسب المعطيات المتوافرة، والتي تشير للاقتراب من ربع الساعة الأخير والتحضيرات لحصد مواسم الصمود، بعد أن تغلّفت أجواء الميدان بغبار الطلع السياسي، وباتت رؤية داعمي الإرهاب شبه معدومة، في وقت تتجلط فيه شرايينهم بعد انتظار سنوات لرؤية الانهيار، بينما كانت المفاجأة سقوط أحلامهم وتمنياتهم.‏

ففي الوقت الذي حاول فيه السوريون تحويل المُحال إلى بصيص أمل من أجل إنهاء الأزمة، سعى أولئك الداعمون لفبركة الروايات على اختلاف أشكالها بهدف إفساح المجال لأنفسهم من أجل التدخل، وترجيح كفة الميزان لأدواتهم، وحشو رؤوس المتابع للأحداث بالكذب والخداع، لكن ذلك لم يكن سوى أضغاث أحلام، وها هي ظروف التسويات الدولية والإقليمية تنضج أولاً بأول، مع اقتراب بعض المعرقلين للحل من القناعة الكاملة بأن وقت ذلك الحل قد حان ولا رادَّ له.‏

ثمن استمرار منظومة العدوان في الحرب على سورية، جعلها تدرك أنه سيكون باهظا على أميركا ووكلائها في المنطقة، وهذا ما جعل تطورات المواقف أكثر مرونة، وربما لزوجة، حتى أفلتت من قبضتها، وهو ما هيأ المناخ الملائم لتفتح وريقات بعض التفاهمات التي قد تكبر وتحمي ثمار التسويات والانتصارات الشاملة، وبالتالي لن تفيد الدراسة المتأنية والدقيقة أولئك لإطالة أمد الحرب على سورية والاستثمار فيها، وباتت الفصول التي رُتبت لاستمرارها إلى أجل غير مسمى تأخذ منحى تراجعياً لصفحات الأجندة الغربية، التي تدرّجت الإدارة الأميركية على مراحلها، وحاولت تقديم مشاهد فيها وتأخير أخرى غير مجدية.‏

حسين صقر