(الطرق الجبلية الوعرة).. تحكي نضال السوريين ضد المحتل الفرنسي

دمشق-سانا

تحكي رواية “الطرق الجبلية الوعرة” لعلي محمد مرعي عن نضال أبناء الساحل السوري ضد الاحتلال الفرنسي على لسان شخوص تتنازعهم صفات نفسية متناقضة وتحولات مدهشة تطرأ عليهم في سياق العمل الروائي.

ويقدم مرعي في الرواية الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب نماذج بشرية واقعية للإنسان في صراعه مع الوجود وتغيراته على ضوء متغيرات المكان والزمان من جهة والسياسة والاقتصاد والثقافة من جهة أخرى.

الدكتور شريف بطل الرواية يمثل التحول الرئيسي فيها فهو يصل إلى مكانته كطبيب بعد أن امتدح أحد وجهاء المنطقة الاقطاعيين ليكون له عونا في دراسته ثم يشكل مجموعة من الثوار في المنطقة لمواجهة المحتل الفرنسي ويؤسس جريدة مناوئة للاحتلال ثم ينقلب الحال به بعد أن يتزوج ابنة الاقطاعي ويسافر إلى فرنسا ويتحول إلى مواطن فرنسي متجاهلا خطه الوطني.

كما يظهر في الرواية أبطال يتحولون من الخط السلبي للإيجابي كشخصية “فجر” الذي كان ينظر إليه نظرة سلبية من قبل المجتمع ليتحول إلى رمز من رموز المقاومة في وجه المحتل ليصاب في النهاية بشلل يقعده في فراشه ولكن إرادة الحياة تنتصر لديه فيتحول مرة أخرى إلى صانع أدوات منزلية بالحفر على الخشب ثم يبدع أجمل المنحوتات وأروع التصاوير.

كذلك تتحول حفيظة التي أجبرتها الظروف على الخدمة في بيت الاقطاعي من امرأة سيئة السمعة إلى مناضلة تدعم الثوار بالسلاح والأخبار من خلال عملها مع الاقطاعي والاحتلال الفرنسي ثم تتحول من جديد إلى امرأة تقية ورعة بعد زواجها من عجوز غني.

الرواية صورة عن الواقع بكل تحولاته ومتغيراته استطاع الفنان والروائي مرعي رسمها بالحروف مضفيا عليها لغته الشاعرية ليلونها بين حين وآخر بعتابات مجروحة على ألسنة أبطاله يبث فيها أنفاس الجبال المقاومة للمحتل والرافضة لذيوله من اقطاع وزعامات تدعي الوطنية من جهة وتستغل الفلاحين وتسلبهم لقمة عيشهم وتتعامل مع المحتل من تحت الطاولة.

يقع الكتاب في 385 صفحة من القطع الكبير ويشار إلى أن مرعي كاتب وشاعر وفنان تشكيلي من مواليد طرطوس وصدرت له روايتا “الشيخ سعد..ذاكرة” و”شجرة الخرنوب” ومجموعة “ياما” في الشعر المحكي إضافة إلى إقامة عدد من المعارض الفردية والجماعية في مدينة طرطوس.

بلال أحمد