الشريط الإخباري

“الألعاب الالكترونية” مخاوف متزايدة من مخاطرها والخبراء يحذرون من إبعاد الطفل عنها

السويداء-سانا

تتصاعد مخاوف الأهل في الوقت الراهن من الألعاب الكترونية وتأثيرها على أطفالهم من النواحي التربوية والتعليمية والسلوكية وقد يذهب البعض إلى اعتبارها منافسا لهم في عملية التنشئة وتكوين شخصية طفلهم وفي الوقت الذي يوافق الخبراء على آثارها السلبية يحذرون من اقصاء الطفل عنها.

والألعاب الالكترونية نشاط ذهني ترويحي يتضمن ألعاب الفيديو والحاسوب والهواتف النقالة حسب المرشدة النفسية هيفا المغوش التي تقول “بعيدا عن الجدل القائم حول ضرر الألعاب الالكترونية أو نفعها فالعمليات التي تجري داخل أدمغة الأطفال ليست واحدة بل تختلف حسب اختلاف الثقافات وتنوع الألعاب من سباق سيارات وألغاز وأحجيات ومطاردات الشوارع والألعاب القتالية والاجتماعية”.

ووفقا للعديد من الدراسات تشير الاختصاصية إلى أن الألعاب الالكترونية العنيفة المرئية تزيد من مظاهر الشعور بالغضب والعدوانية كونها تولد العنف الافتراضي وأفكارا عدوانية وسلوكيات مضادة للمجتمع وتضع اللاعب في دور المعتدي الذي يكافأ إيجابيا على سلوكه العنيف بالفوز ما يقلل حساسية الأطفال تجاه العنف فينجذبون إليه دون إدراك العواقب.

وتضيف المغوش إن معظم الأطفال الذين يلعبون ألعابا إلكترونية حركية أو قتالية يقلدون أبطالهم المفضلين ويتقمصون شخصياتهم ويتبنون مبادئهم وقيمهم الأمر الذي يؤثر مستقبلا على تكوينهم النفسي وبناء شخصيتهم وثقتهم بنفسهم فضلا عن إمكانية تحول الألعاب الالكترونية إلى إدمان وتداخلها مع أوقات الدراسة ما ينعكس سلبا على التحصيل الدراسي للطفل.

وتنفي المغوش وجود علاقة بين الألعاب الالكترونية والعزلة الاجتماعية فكثير من الأطفال يزداد تفاعلهم الاجتماعي بعد استخدام هذه الألعاب بينما يفضل آخرون تلك الألعاب عن لعبهم مع أقرانهم كما يفضل أطفال ممارستها كنشاط فردي بينما يرغب بعضهم الإنخراط بها مع أصدقاء.

ورغم الآثار السلبية العديدة للألعاب الالكترونية ترى المغوش أنه لا يجب إغفال التأثيرات الإيجابية لبعضها والمتمثلة بتعزيز السلوك الاجتماعي لدى الأطفال ودعم قدرتهم على التعاطف مع الآخرين والانتباه لمشاعرهم ما ينعكس بشكل مباشر على سلوك الطفل ويؤثر في توافقه مع الآخرين.

وتشير المغوش إلى أهمية ألعاب الحركة التي تتطلب تحديات بدنية كتخطي الصعاب وجمع نقاط لتحقيق معدل عال كونها تتطلب مهارات عدة منها الرؤية الشاملة ومعالجة المعطيات وتقدير المواقف الطارئة ما يستدعي رد فعل سريع لإنجاز مهام متعددة في وقت قصير مشيرة إلى أن دراسات عديدة أثبتت أن الأطفال الذين يلعبون ألعاب الحركة يفوقون أقرانهم بقدرتهم على حل الألغاز البصرية والتحكم في تركيز انتباههم على مكان محدد.
وتسهم بعض الألعاب الالكترونية حسب المغوش في تعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم واعتدادهم بذاتهم عن طريق تحقيق الفوز في اللعبة كما تمكن الطفل من التعبير عن مشاعره وتشجعه على ممارسة الرياضة البدنية وتكسبه مهارات التركيز والحساب فضلا عن استخدامها في بعض الحالات العلاجية وخاصة عند الأطفال الذين
يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.

كما تتيح الألعاب الالكترونية للطفل كما تذكر الاختصاصية فرصة الاكتشاف والتجريب دون مساءلة وعقاب فيختبر عواقب أشياء كان يخاف ممارستها حقيقة ويختبر الفشل في إنجاز أشياء أخرى من خلال اللعبة دون وقوعه حقيقة في الفشل وتجعله أكثر إصرارا على تحقيق الفوز ما يولد فيه الإرادة والرغبة في تحقيق طموحه وتؤثر إيجابا على طموحاته المستقبلية وإصراره على تحقيق غاياته.

وتحسن الألعاب الالكترونية كما تذكر المغوش حاسة البصر لدى الطفل وتعزز حساسية التباين أي التمييز بين الأشياء ذات التباين المنخفض وسرعة التعلم وتطوير التركيز الذهني وزيادة الوعي بالمكان ودقة التقدير والقدرة على إتمام مهام متعددة بكفاءة كما تعمل هذه الألعاب على تعليم الطفل كيفية التعامل مع التقنيات الالكترونية الحديثة من حواسيب وشبكة انترنت وهواتف نقالة وتدخله عالم التكنولوجيا الرقمية الافتراضي.

وتحذر المغوش من إقصاء الطفل عن الألعاب الالكترونية بشكل كامل بل يجب مساعدته على انتقاء اللعبة المناسبة لعمره وتكوينه الفكري والنفسي ومناقشة مظاهر العنف إن وجدت مع الطفل وتحديد الوقت المخصص للعب وتشجيعه على المشاركة في مختلف النشاطات الرياضية والفنية والثقافية للحيلولة دون قضاء وقت طويل أمامها والعمل على اكتشاف مواهب الأطفال وتعزيزها بالألعاب المناسبة.

ريم أبو ترابي

انظر ايضاً

الألعاب الالكترونية الانتحارية تنتشر على الإنترنت لأشهر قبل أن يتنبه الآباء لمخاطرها

واشنطن-سانا أظهرت دراسة أمريكية أن تدوينات مواقع التواصل الاجتماعي الداعمة والمروجة للألعاب الإلكترونية التي قد …