سوريون يفتقدون أجواء رمضان المميزة بسبب كورونا

دمشق-سانا

عبر اقتصار التهاني على وسائل التواصل الاجتماعي وتخفيف الاجتماعات العائلية وإلغاء طقوسه المعروفة جاء شهر رمضان هذا العام بشكل لم يعهده السوريون سابقا فتغيرت عاداتهم خلاله وافتقدوا أجواءه المميزة بسبب إجراءات التصدي لفيروس كورونا.

السوريون افتقدوا لمة العائلة على مأدبة الافطار في بيت أكبر أفرادها سنا أو “بيت الجد كما هو متعارف عليه” وفقاً لعبد الحميد الذي أشار لمراسلة سانا إلى أن رمضان في زمن الكورونا ليس كما عرفناه وعهدناه من قبل فلا اجتماعات عائلية حول سفرة رمضانية التي تحمل بين أطباقها أصناف المأكولات الشهية المتنوعة كما سبق ولا تجمعات في الأسواق مبينا أن العائلة تقضي وقتها في المنزل فالسلامة أهم من أي شيء.

لرمضان طقوس خاصة به على موائد الإفطار الدمشقية وفق محمد العوض حيث تتطلب تحضيرات كثيرة وفي ظل إجراءات كورونا انعكس ذلك بشكل كبير وسلبي على السفرة الرمضانية هذا العام كما أن وقف حركة السفر بين الدول وحتى بين المحافظات والمدن في كثير من الدول منع لقاء الكثير من العائلات التي اعتادت أن تجتمع في رمضان والعيد.

السيدة ابتسام العبد الله تحرص على إنهاء إعداد وطهي طعام الإفطار قبل موعد حظر التجوال لتتمكن من إرسال سكبة لجيرانها بالوقت المناسب مشيرة إلى أن سكبة رمضان عادة متوارثة بدمشق منذ القدم حيث يتبادل جيران الحي صحون الطعام بين بعضهم ولا تكتمل بهجة رمضان إلا بها على حد تعبيرها مبينة أنها قامت هذا العام بصناعة اصناف متعددة من الحلويات وذلك من باب التوفير والتسلية لتمضية وقت الحجر المنزلي.

عدد لا بأس به من الأشخاص الذين التقتهم سانا افتقدوا الخيمات الرمضانية وسهرات السحور المميزة في المطاعم التي كانت تستضيف فنانين وتقدم فقرات منوعة مع أجواء تضفي على المكان البهجة والتسلية فقد لفت أحمد عبدو إلى أن الجميع يفتقد أجواء الحياة الاجتماعية في الخيمات الرمضانية ورقص المولوية “الروحاني” موضحا أنه اعتاد قضاء فترة الإفطار مع أفراد الأسرة ومن ثم الخروج وقضاء سهرة ما بعد الإفطار مع الأصدقاء في خيمات رمضان بما تحمله من أجواء وتسال ممتعة.

في نهاية سوق الحميدية مقابل الجامع الأموي لفت ناظم جمال إلى أن هذه المنطقة شاهدة على طقوس احتفال الدمشقيين برمضان حيث كانت تقام في السنوات السابقة رقصات المولوية وفرق الإنشاد الديني واحتفالات من بعد الإفطار حتى السحور بالإضافة لموائد الرحمن والخيمات الرمضانية والأنشطة الخيرية مشيرا إلى أن الإفطار أمام الجامع الأموي له خصوصيته المميزة.

ومن المعتاد قبيل رمضان تزيين الأسواق وامتلاؤها بكميات كبيرة من المنتجات الغذائية والتمور والعصائر والحلوى لتلبي رغبات الصائمين لكن رمضان هذا العام كان مختلفا حيث انخفضت أعداد المتسوقين نتيجة الالتزام بإجراءات الوقاية والاكتفاء بالنزول للتسوق للأساسيات والضروريات فيما توجه آخرون لصنع المشروبات الرمضانية المميزة “قمر الدين والتمر هندي والعرق سوس” في المنزل.

مدى علوش

 

انظر ايضاً

الصحة العالمية: ارتفاع حاد بعدد الإصابات بفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم

جنيف-سانا أعلنت منظمة الصحة العالمية أن عدد الإصابات بفيروس كورونا “كوفيد19”