S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
دمشق-سانا
تقديراً لمسيرة شعرية تجاوزت نصف قرن رفدت الشعر العربي المعاصر بإبداع فريد وغني أقام اتحاد الكتاب العرب ندوة تكريمية للشاعر الراحل فايز خضور الذي قدم لبلاده وللثقافة بإخلاص رؤاه المبتكرة وخلاصة تجربته الطويلة ليحقق عبرها موقعاً متقدماً في عالم الحداثة الشعرية المعاصرة.
وتضمنت الندوة التي استضافتها مكتبة الأسد الوطنية بدمشق كلمات وجدانية وقراءات نقدية في أدب الراحل إضافة إلى عرض فيلم قصير استعرض بداياته الأدبية والشعرية وإصداراته ودواوينه وعلاقاته بأصدقائه الشعراء والأدباء.
وفي مستهل الندوة ألقيت كلمات تناولت مناقب الراحل وأثره في الحركة الشعرية العربية المعاصرة حيث أشار رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني إلى الفراغ الكبير الذي تركه خضور على الساحة الثقافية السورية والعربية الذي كان يكتب قصائد باهرة بلغة عالية ليكون على مدى ستة عقود أو أكثر أيقونة في الثقافة السورية سيخلدها التاريخ وتحفظها الأجيال.
بدوره استعرض الدكتور صفوان سلمان رئيس المكتب السياسي للحزب السوري القومي الاجتماعي الوسائل الإبداعية التي كتب فيها الراحل خضور إضافة إلى عمله الأدبي والثقافي للنهوض بالمجتمع من خلال تقديم أفكار تنويرية ورؤى إبداعية.
الشاعر حسين عبد الكريم استعرض في كلمته علاقة الراحل بأصدقائه الشعراء والأدباء كمحمد الماغوط وحنا مينا إضافة إلى النشاطات الأدبية التي كانت تجمعهم في الملتقيات والأنشطة الثقافية.
يانا خضور ابنة الراحل أشارت إلى الأخلاقيات الاجتماعية التي كان يعيشها والدها وتعامله الراقي والحضاري مدافعاً عن قناعاته ومكرساً وفاءه إلى أصدقائه ووطنه.
وتطرق الدكتور ثائر زين الدين خلال الندوة النقدية التي أدارها لتطور البنية الإيقاعية في شعر فايز خضور والذي حمل طوال حياته لواء قصيدة التفعيلة ولكنه سعى للتحرر من التفعيلة الواحدة والحفاظ على موسيقاها.
وأوضح الدكتور الناقد سعد الدين كليب في محوره أن الراحل قدم في شعره محاولات تجريب في شكل القصيدة العربية سواء عبر الإيقاعات الشعرية أم عبر التلاعب باللغة أو بدلالات المفردة وتقديمها بإيحاءات جديدة وشكل إبداعي من حيث التراسل مع الأجناس الأدبية إضافة إلى أن قصيدته تداخلت مع المسرحية والقصة والسيرة والملحمة مستفيداً من البناء الأسطوري القديم لتعزيز قصيدته والتجربة فيها.
ورأى الشاعر الدكتور نزار بريك هنيدي أن قصيدة التجربة عند خضور انطلقت من تجاربه الحياتية الخاصة ولا سيما في قصيدته آداد التي تعد من أهم ما كتب إضافة إلى امتلاكه قدرة على استثمار ما يشاهده في الحياة العامة وتحويله إلى تجربة شعرية.
أما الناقد الدكتور جمال أبو سمرة فبين أن الراحل تخطى حدود القولبة الشعرية ورأى أن التجربة الشعرية وحركة القصيدة الداخلية هي التي تحدد شكلها وبناءها الخارجي وتحدو بالشاعر لينساق خلف عربتها وهذا ما وشى به تنوع آليات البناء التي جاءت بها قصائده.
في حين قدمت الدكتورة بتول دراو قراءة في حوارات الشاعر الراحل من خلال آرائه النقدية في الأدب والشعر والثقافة والحياة إضافة إلى التعرض إلى المضمون واللغة والنثر والنقد وآراء المحاورين بأدبه.
محمد خالد الخضر وشذى حمود
