الشاعر جميل حداد يحتفي به منبر ثقافي أبو رمانة بمشاركة أصدقائه ومحبيه

دمشق-سانا

تختزل سيرة حياة الشاعر جميل حداد الكثير من الجوانب على الصعيدين الوطني والإنساني فهذا الإنسان الذي ولد في ريف اللاذقية سنة 1935 كان من المشاركين بقوة في المشهد السياسي السوري ستينيات القرن الماضي ليتوج رحلته بثلاثة دواوين شعرية أصدرها في العقد الأخير.

وتقديراً لنتاجه الإبداعي ودوره الوطني أقام المركز الثقافي العربي في أبو رمانة ندوة حوارية حول تجربة الشاعر حداد الإنسان والمناضل والشاعر بعنوان (بيادر الإبداع) تناوب على الحديث فيها مجموعة من الشخصيات الثقافية والفكرية من أصدقاء المحتفى به.

وافتتحت الندوة رباب أحمد رئيسة ثقافي أبو رمانة بكلمة عددت فيها مآثر حداد وسجله الناصع في العملين الإداري والسياسي وشعره الذي شغل فيه الوطن وقضاياه مكانة متميزة.

أما الشاعر المحتفى به جميل حداد فعبر خلال كلمة ألقاها عن سعادته بما لاقاه من ترحيب بعد عودته من الغربة إلى أحضان الوطن لأنه أغلى ما في الوجود وعلينا أن نحفظه للجيل القادم كما فعل آباؤنا ليظل قوياً عزيزاً منيعاً.

سماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون أثنى بدوره على مسيرة حياة حداد الثقافية والاجتماعية الحافلة بالوفاء والشرف والأمانة وانعكاس ذلك على كتاباته الأدبية والشعرية.

وألقى الشاعر حداد قصيدة شعرية عنوانها (السيف والقلم) تناولت حضور دمشق عبر التاريخ وضرورة الحفاظ على روح الصمود فيها حيث انتقى البحر البسيط والقافية الملائمة لمعانيه فقال “دمشق عند صباك السيف والقلم، فلا تهوني ففيك الفجر يبتسم”.

بدوره قدم الدكتور علي سليمان لمحة موجزة عن حياة حداد ومعرفته بمناقبه وصفاته المتعددة منذ أربعين عاماً مبيناً أنه لم تغيره الظروف ولا الحالات المختلفة وأن أدبه يتميز بالصدق والقيم والبعد الانساني والمحبة والوجدان والوفاء.

أما الشاعر محمد حديفي فأشار فيما قدمه إلى أن حداد محب للخير ويقضي جل وقته في مساعدة الناس واستطاع عبر حياته تجاوز الظروف الصعبة والمعاناة التي نشأ فيها فهو ابن أسرة مكافحة ومناضلة زرعت فيه القيم التي نعتز بها.

وتحدث الدكتور فائز الصائغ عن التصاق الشاعر حداد بقضايا العدالة والإخاء وعن مجموعة القيم الثقافية والأخلاقية والاجتماعية التي سعى لتكريسها بدءاً من نفسه ثم فيمن حوله.

وألقى الشاعر الدكتور جهاد بكفلوني قصيدة من البحر البسيط استخدم فيها الباء كحرف روي يتلاءم مع العاطفة المحبة معدداً من خلالها مناقب المحتفى به وصفاته وتمسكه بوطنه.

كما تحدث الشاعر محمد حسن العلي عن القيم الفنية التي تميز بها شعر جميل حداد وما فيها من صور وعواطف وتشكيلات فنية ثم ألقى نصاً شعرياً نابعاً من حالة وجدانية عفوية تميز بوفرة المحبة وقوة الوفاء.

على حين تحدث الشاعر الدكتور صابر فلحوط عن الترابط بين شعر حداد وسلوكه ومحبته للناس وللوطن وسعيه لتعزيز استخدام القيم الفنية في نصوصه.

الندوة التي أدارتها الإعلامية إلهام سلطان سردت فيها لمحة عن تاريخ وحياة الشاعر جميل حداد.

وفي تصريح لـ سانا اعتبر الدكتور محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب أن الاحتفاء بمبدعينا وشخصياتنا الفاعلة التي قدمت لوطنها هو من أهم المقومات المساهمة في بناء ثقافة وطنية سليمة لأناه تشكل قدوة ومثلاً للأجيال.

وفي تصريح مماثل رأى وسيم مبيض مدير ثقافة دمشق أن الكلمات التي ألقيت خلال الاحتفالية اتسمت بالعاطفة والتماهي مع شخصية حداد لأنها جاءت على لسان أعلام في الفكر والثقافة عرفوه وأحبوه لشخصه وأخلاقه.

محمد خالد الخضر

انظر ايضاً

(لوحة ومنحوتة)… معرض للفنان التشكيلي محمد حمود في ثقافي أبو رمانة

دمشق-سانا افتتحت مديرية ثقافة دمشق اليوم المعرض الفردي العاشر للفنان التشكيلي محمد حمود بعنوان “لوحة …