مظاهرات حاشدة في صنعاء تنديدا باستمرار الغارات

صنعاء-سانا

شهدت العاصمة اليمنية صنعاء اليوم مظاهرات حاشدة تنديدا باستمرار الغارات التي يشنها نظام ال سعود وحلفاؤه ضد اليمن مستهدفا المدنيين والبنية التحتية المدنية والعسكرية.

وذكرت وكالة (سبأ) اليمنية للأنباء أن “المشاركين في المظاهرات رددوا هتافات منددة بالعدوان البربري الذي يحصد أرواح الأبرياء العزل من الأطفال والنساء والشيوخ ورفعوا لافتات تندد بالصمت العربي والدولي تجاه العدوان السعودي على اليمن وسيادته في انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة والمواثيق الدولية التي تجرم الاعتداء على دولة عضو في الأمم المتحدة”.

وأصدر المشاركون في المظاهرات التي حملت شعار “ما لم تحصدوه بالحوار لن تحصدوه بالقوة” بيانا قالوا فيه: إن “استمرار العدوان السعودي الأمريكي وإمعانه في القتل والتدمير واستهداف المدنيين ومقومات الحياة بآلته الإجرامية والإصرار على قتل أبناء الشعب عن طريق الحصار الخانق ومنع دخول الاحتياجات الأساسية والضرورية من الغذاء والدواء والوقود إنما يهدف الى تركيع هذا الشعب العزيز وإرغامه على القبول بإملاءات مملكة قرن الشيطان وهيمنتها”.

وأكد البيان رفض أبناء اليمن “للعدوان الهمجي السعودي الأمريكي بكل صوره واستمرار التعبئة العامة لمواجهته مهما كانت التضحيات” داعيا أبناء اليمن كافة إلى مزيد من التلاحم والتكاتف للتصدي لمحاولة تدمير اليمن وتمزيقه وانتهاك سيادته واستقلاله.

كما طالب المشاركون في بيانهم بضرورة الإسراع في فتح تحقيق دولي في الجرائم التي ترتكب بحق الشعب اليمني وتقديم المتورطين للعدالة والعمل على إيقاف العدوان فورا وإنهاء الحصار الظالم والجائر الذي يطال اليمن ارضا وانسانا.

ولفت البيان إلى أن “تلاحم أبناء الشعب اليمني لمؤازرة ومساندة أبطال الجيش واللجان الشعبية في تطهير محافظات اليمن من التكفيريين خير دليل على أن الشعب يستطيع أن يحل مشاكله ويطهر وطنه ويحفظ استقراره بنفسه وأن جماهير الشعب اليمني قادرة على إسقاط كل المؤامرات”.

في وقت سابق أعلنت لجنة الشؤون الاجتماعية في صنعاء أن حصيلة الغارات التي تشنها السعودية وحلفاؤها على اليمن بلغت في صنعاء 385 قتيلا و342 مصابا معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ.

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية سبأ عن رئيس اللجنة حمود النقيب قوله “إن نتائج الحصر الأولية لأضرار العدوان السعودي وقصف الطائرات والضربات الجوية منذ أسبوعين أظهرت أن أضرارا بشرية كبيرة وقعت في صفوف المدنيين العزل وطالت أكثر من 34 تجمعاً سكانياً بمختلف مديريات أمانة العاصمة وأدت إلى استشهاد 385 وجرح 342 معظمهم أطفال ونساء وشيوخ”.

وأشار النقيب إلى أن القصف استهدف بشكل متعمد الأحياء والتجمعات السكانية وأدى لهدم أكثر من 230 منزلا بما في ذلك الغارات التي استهدفت تجمعاً سكانياً بمنطقة بني حوات بمديرية بني الحارث وأدت إلى هدم سبعة منازل على رؤوس ساكنيها ومقتل وجرح أكثر من 49 شخصا.

وبخصوص استهداف المنشآت والبنى التحتية أوضح النقيب أن “العدوان السعودي على العاصمة صنعاء ومحافظات الجمهورية استهدف تدمير مقدرات الشعب اليمني ومنشآته المدنية من طرقات وجسور وأسواق ومصانع ومخازن الحبوب بالإضافة إلى المطارات المدنية والموانئ والمخيمات ومحطات الكهرباء والغاز ما يدل على فشل العدوان والسقوط الأخلاقي والإنساني له”.

ودعا النقيب نقابة المحامين اليمنيين وكل رجال القضاء والقانون إلى رصد انتهاكات القتل والتدمير التي تنتهجها دول التحالف بقيادة السعودية للبنى التحتية المدنية بما فيها الأحياء والمنازل السكنية التي تعد انتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وجرائم حرب ضد الإنسانية.

في هذا الوقت وصلت إلى مطار صنعاء الدولي اليوم طائرة شحن مساعدات طبية تابعة لمنظمة اليونيسف على متنها 37 طنا من المواد الإغاثية.

ونقلت سبا عن المتحدث باسم المنظمة محمد الأسعدي قوله “إن هذه المساعدة تعتبر الأولى التي تقدمها المنظمة وستقوم بتسليمها لوزارة الصحة العامة والسكان لتوزيعها عبر هيئات المستشفيات المختلفة في مناطق الاحتياج”.

ولنفس الغرض وصلت إلى مطار صنعاء أول طائرة شحن تابعة للجنة الدولية للصليب الاحمر على متنها 16 طنا ونصف من المساعدات الطبية العاجلة.

وأوضحت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن ماري كلير فغالي أن هذه المساعدات تحتوي على أدوية خاصة للحروق والإصابات بالرصاص والقذائف كما تحتوي على أمصال ومعدات جراحية.

وتوقعت فغالي أن تصل غدا طائرة شحن أخرى تابعة للصليب محملة بـ 32 طنا من المساعدات الطبية والخيام والمولدات الكهربائية لمساعدة المستشفيات تحديدا على الاستمرار في تدفق المياه.

وفي هذه الأثناء اعتبر خطباء المساجد في اليمن “العدوان السعودي” على الشعب اليمني والمصالح العامة والخاصة وتدمير البنية التحتية الوطنية من الجرائم التي تستوجب من جميع أبناء الوطن مواجهته بكل السبل والوسائل الممكنة والدفاع عن سيادته.

وأكد الخطباء في خطبتة الجمعة اليوم في مختلف المحافظات اليمنية أنه لا يجوز شرعا الاعتداء على مصالح الناس وارزاقهم ولا يجوز أن يقدم أحد العون لأي شخص يقوم بتلك الاعتداءات أو التبرير لها.

وحذر الخطباء من مغبة استمرار “العدوان السعودي” على سيادة اليمن وتماديه في قتل الأبرياء وانتهاك الحرمات وتدمير مصالح وخدمات الناس داعين لإدانة مثل هذه الأعمال الإجرامية من قبل كل أبناء الأمة باعتبارها من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وأشار الخطباء إلى أن الواجب الديني والأخلاقي يحتم على كل مسلم القيام بواجبه تجاه وطنه ومجتمعه بعيدا عن التعصب والمكايدات الحزبية الضيقة.. لافتين إلى أن تلك الأعمال مهما تعاظمت فإنها لن تزيد شعب اليمن إلا صمودا وثقة بالنصر.

يزبك: لم يعد خافيا قيادة الولايات المتحدة للحرب العدوانية على اليمن التي سترتد على مرتكبيها

من جهته أكد رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك أنه لم يعد خافيا قيادة الولايات المتحدة الأميركية للحرب العدوانية على اليمن التي سترتد على مرتكبيها.

وأضاف الشيخ يزبك خلال خطبة الجمعة في مدينة بعلبك إن ما يرتكب من جرائم بحق الشعب اليمني خطأ فظيع وجريمة نكراء ولا بد أن تتحرك المحكمة الدولية لمقاضاة المعتدين ولقد بات واضحا أن الحرب على اليمن تشكل دعما للإرهاب وتنظيماته التي تشكل امتدادا طبيعيا للوهابية منهجا وعملا.

وفي سياق آخر دعا يزبك الحكومة اللبنانية إلى ألا تتلهى بما يبعدها عن تحمل مسؤولياتها في معالجة كل الملفات الاقتصادية والأمنية والسياسية مشددا على حق كل مواطن أن يسأل عن ملف العسكريين المخطوفين.

مسؤول عسكري إيراني “العدوان السعودي على اليمن” جريمة حرب ويجب ملاحقة المسؤولين عنه

إلى ذلك قال المستشار الأعلى لقائد الثورة الإسلامية لدى الحرس الثوري الإيراني العميد يد الله جواني لإن “العدوان السعودي على اليمن يرتقي إلى اعتباره جريمة حرب” داعيا مجلس الأمن الدولي إلى التعاطي مع هذه الجرائم وملاحقة المسؤولين عنها.

وأضاف جواني في تصريح له اليوم إن “الأمر المتبع في العالم هو ملاحقة كل من يرتكب جرائم حرب وعلى دول العالم اتخاذ الإجراءات اللازمة لملاحقة حكام نظام آل سعود الذين شنوا حربا على اليمن وقتلوا المزيد من أبناء هذا الشعب باعتبارهم مجرمي حرب”.

وأوضح المسؤول الإيراني أن “الأجيال القادمة ستلوم نظام آل سعود على جرائم الحرب التي ارتكبوها وستنظر له باعتباره مجرم حرب” مضيفا “إننا من الآن نتوقع أن السعودية ستمنى بالهزيمة جراء هذا العدوان السافر”.

وأشار جواني إلى أن العمليات العسكرية الحالية للقوات السعودية التي تطال المدنيين فقط ليس لها أدنى قيمة في الحروب و”إن الكثير من المراقبين والمحللين العسكريين يرون أن السعودية ستغرق في المستنقع اليمني”.

ودعا المسؤول الإيراني النظام السعودي إلى “وقف عدوانه وجرائمه ضد الشعب اليمني الأعزل فورا” مشددا على أن “السعودية ارتكبت خطأ استراتيجيا بعدوانها على اليمن”.

وكان عضو مجلس خبراء القيادة في إيران أحمد خاتمي أكد في وقت سابق اليوم أن “العدوان السعودي” على الشعب اليمني الأعزل ستكون له تداعيات وثمن ستدفعه السعودية مشددا على أن “الأزمة اليمنية يمكن حلها عبر الحوار الوطني بين أبناء اليمن وفى مكان محايد لا عبر الهجوم والعدوان العسكري”.