حفلات غنائية ومحاضرات فكرية ضمن مهرجان الحرف في اللاذقية

اللاذقية-سانا

انطلقت مساء اليوم على مسرح دار الأسد للثقافة في اللاذقية فعاليات مهرجان الحرف الثقافي الأول تحت شعار “سورية درة الشرق” الذي تقيمه وزارة الثقافة.

وتضمنت فعاليات اليوم الاول من المهرجان امسية موسيقية ومحاضرة عن حضارة الحروف في سورية والتعريف بالحرف الثقافية السورية اضافة الى اغان وطنية مجدت الشهادة والشهداء وحيت أبطال الجيش العربي السوري.

وقال الدكتور منيف حميدوش مدير عام المهرجان خلال حفل الافتتاح “الفعالية موجهة لمن آمن بالحرف والكلمة اذ لطالما التقت الحروف السورية مع حروف القرآن الكريم لتأليف أسمى المعاني الاخلاقية” لافتا إلى أن المهرجان عبارة عن “قصيدة حب متكاملة تتجسد فيها لغة الحياة لتكون طريقا للإبحار بالعقول نحو المستقبل فاختارت ادارته الحرف كعنوان له على اعتبار أنه أصل الوجود والرمز الذي حمل معاني مقدسة عميقة”.

وأضاف حميدوش: جاء المهرجان ليعطي الحياة في سورية رداء ثقافيا وفكريا يؤكد أن سورية مازالت درة الشرق مرسخا رسالتها في استلهام الحب والحياة رغم تقاطر الجهلة إلى أرضها.

بدورها قالت بشرى يونس في كلمة موءسسة رحمو نيوز الراعي الذهبي للمهرجان “لطالما جمع الحرف السوريين على حب الوطن الذي نادى جميع أبنائه منذ بداية الازمة في سورية للدفاع عنه والتضحية في سبيله وهذا ما عملت عليه مؤسسة رحمو الاعلانية لتشكل جزءا من مجموعة الايادي النبيلة لدفع العدوان عن سورية ونصرتها الى جانب الجيش العربي السوري” لافتة إلى “سعي المؤسسة لتبني مواهب الشباب وتوظيفها بالشكل الصحيح بعد تدريبهم ضمن دورات تخدم هذا الغرض”.

مدير الثقافة في اللاذقية مجد صارم أشار في كلمته إلى أهمية وجود مجموعة من اعلام الثقافة والادب ضمن فعاليات المهرجان المختلفة ما يجسد مساحة فكرية حرة قادرة على ان تلعب دورها في بناء الاخلاق ونشر الوعي معتبرا أن المهرجان يندرج ضمن مجموعة فعاليات تقام في اللاذقية ومختلف انحاء سورية لرعاية الابداع ونشر القيم وتعزيز العملية الثقافية “المناضلة” في ظل هذه الظروف.

أغنية /لبينا الندا/ التي جاءت كهدية للجيش العربي السوري كانت شارة البداية للإعلان عن انطلاق الفعاليات الرسمية للمهرجان حيث تضمن حفل الافتتاح عرضا تقديميا للدكتور بسام جاموس باحث الاثار السوري تحدث فيه عن حضارة الحروف في سورية التي اعتبرها ارض الابداع ومهد الحضارات كونها قدمت للبشرية اجمل الهدايا الحضارية ومنها لوحات تدوين الافكار الحجرية التي تعود إلى عشرة آلاف عام خلت وعثر عليها في مواقع الفرات ودمشق والساحل السوري وهي رموز واشارات تصويرية تسبق الهيروغليفية والسومرية بنحو 5000 عام وتضم هذه اللوحات لوحة طائر النسر ورموزا هندسية وخطوطا متعرجة ولوحة العد والاحصاء ولوحة الرموز الهندسية والتي تعد بمجملها بداية لغة التفاهم بين المجتمعات القروية.

كما تحدث المحاضر عن تطور الكتابة من المقطع الى الابجدية المتكاملة التي ابدعها الانسان الاوغاريتي في القرن الرابع عشر قبل الميلاد وقال عنها عالم اللغويات الفرنسي شارل فيروللو “إن شعبا انتج هذه الاعجوبة يستحق من العالم كل الاحترام والتقدير”.

كذلك كان للغناء الشرقي التراثي حصة وفيرة من حفل الافتتاح حيث قدم الفنان سام الملاح اغنية /يا محلا الفسحة/ التي تعد من تراث مدينة اللاذقية القديم وانسجم فيها الجمهور مع اللحن والكلمة الصادقة موضحا ان مجرد المشاركة ضمن فعالية فنية تحيي الجيش العربي السوري تغني مسيرة أي فنان.

أما المغنية عتاب راعي فقدمت بدورها توليفة من الاغاني الوطنية لفيروز وهي بنظر راعي الاقدر على تجسيد الحالة السورية بكل معانيها الى جانب أدائها اغنية خاصة بها حملت عنوان /معقول/ وتتحدث عن واقع الانتظار وفقدان الأحبة الذي تعاني منه المرأة السورية جراء الازمة.
وقدم الفنان حسين علي مجموعة من الاغاني التراثية الخاصة بالساحل السوري والتي اعتبرها بعيدة عما يقدم حاليا ضمن الموجة الغنائية السائدة ويقول حسين “قدمت اغنية لأم الشهيد وأخرى للجيش اضافة إلى أغان تراثية اردت من خلالها اعادة التراث الساحلي الى مساره الأصلي وصولا لخدمة التراث الغنائي الساحلي الذي يعتبر فنا اعمق واوسع بكثير من الاطار الذي قدم به”.

يذكر أن مهرجان الحرف الثقافي الأول يستمر حتى الثالث من شهر تشرين الأول القادم ويقدم عدة فعاليات مسرحية وسينمائية وندوات ثقافية وشعرية تلقيها اسماء اعلامية وفنية سورية متميزة.

انظر ايضاً

المقاومة اللبنانية تستهدف بالأسلحة المناسبة التجهيزات ‏التجسسية للعدو الإسرائيلي في موقع /مسكفعام/ شمال فلسطين المحتلة وتحقق إصابة مباشرة