أردوغان يصدر أزمته.. الجيش التركي يتوغل في شمال العراق

أنقرة-سانا

في محاولة لتصدير الازمة الداخلية التي تعانيها الحكومة التركية توغلت قوات خاصة تابعة للجيش التركي في الأراضي العراقية بحجة ملاحقة عناصر من حزب العمال الكردستاني بعد مقتل 31 جنديا تركيا تلاهم مباشرة سقوط 12 شرطيا شرق تركيا.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن وكالة دوغان التركية للأنباء نقلت عن مصادر عسكرية قولها إن “كتيبتين من الوحدات الخاصة في الجيش التركي عبرتا الحدود لملاحقة مجموعتين من حزب العمال الكردستاني بعد الهجوم الذي أوقع 31 قتيلا من الجنود الأتراك قرب الحدود التركية”.

وكان الجنود الاتراك الـ 31 قتلوا أول أمس في كمين نصبه لهم مسلحون جنوب شرق تركيا كما قتل 12 من عناصر الشرطة التركية على الاقل وأصيب آخرون فى هجوم بعبوة ناسفة استهدف حافلتهم في محافظة اغدير شرق تركيا.

وتشن قوات رجب اردوغان حملة عسكرية فى محافظات جنوب شرق تركيا بحجة ملاحقة مسلحين وتؤكد أحزاب المعارضة أن ما تعيشه البلاد اليوم محاولة من أردوغان لخلط الأوراق على الساحة ومنع تشكيل حكومة ائتلافية بعد فشل حزب العدالة والتنمية الحاكم فى الحصول على الاغلبية فى الانتخابات التى تخوله تشكيل حكومة بمفرده مبينة ان اردوغان مستعد لحرق تركيا مقابل الحفاظ على حكمه المطلق.

ويحذر الوسط السياسي التركي من أن أردوغان على استعداد للتضحية بمزيد من الجنود الأتراك لإقناع الناخب التركي بأن حزب العدالة هو الحصن المنيع ضد الإرهاب والسلاح الفعال لحماية تركيا منه.

مقتل 4 عناصر شرطة أتراك وإصابة آخرين بهجمات منفصلة جنوب شرق تركيا

إلى ذلك قتل ثلاثة عناصر شرطة أتراك إثر هجوم مسلح في محافظة شيرناق جنوب شرق تركيا.

وذكرت وسائل إعلامية محلية أن الهجوم وقع في مدينة جزرا التابعة للمحافظة.

بدورها أفادت صحيفة جمهوريتالتركية بأن مسلحين أطلقوا نيران البنادق الآلية على سيارة تابعة لشرطي تركي في محافظة تونجلي شرق تركيا ما ادى الى مقتله.

وفي السياق ذاته قالت صحيفة أفرنسل التركية أن “ثمانية شرطيين اتراك اصيبوا بجروح مختلفة عقب انفجار وقع لدى مرور مركبتين مدرعتين تابعتين للشرطة في حي نور بمدينة جزرا وادى الى تدميرهما” مشيرة الى أن المدينة شهدت اشتباكات عنيفة الليلة الماضية بين قوات الامن التركية ومقاتلي حزب العمال الكردستاني.

وكان أعلن في وقت سابق اليوم مقتل/12/ شرطيا تركيا واصابة اخرين في هجوم بعبوة ناسفة استهدفت حافلتهم في محافظة اغدير شرق تركيا بينما اعلن عن اصابة اربعة من افراد الشرطة التركية في هجوم استهدف حافلتهم ايضا في بلدة جزيرة ابن عمر جنوب شرق البلاد.

من جهة أخرى أصيب ثلاثة أطفال أتراك بجروح اليوم اثر اطلاق شرطة نظام رجب اردوغان النار عليهم أمس اثناء توجههم لشراء الخبز في مدينة جزرا بمحافظة شيرناق.

وقال موقع إيلري خبر التركي إن “فرق الاسعاف ترفض القدوم الى مدينة جزرا بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الامن التركية على المدينة”.

الشارع التركي: أردوغان هو سبب الإرهاب الذي تعيشه تركيا

وقد أثارت تصريحات الرئيس التركي رجب أردوغان حول مقتل الجنود مؤخرا ردود فعل عنيفة في الشارع الشعبي والسياسي التركي بعدما كشفت عن احتمال تورط حزب العدالة والتنمية في الأعمال الإرهابية التي أودت بحياة عشرات الجنود في محاولة للضغط على الشارع التركي الذي لم ينجح في كسب أصواته الانتخابية التي تخوله تشكيل حكومة وحده.

ويرى الشارع التركي اليوم أن أردوغان هو سبب الإرهاب الذي تعيشه تركيا ويتمنى المزيد من الإرهاب والمزيد من الضحايا انتقاما من قرار الشعب الرافض لسياساته الداخلية والخارجية والتي حولت تركيا إلى معسكر لتدريب الإرهابيين.

وبينما شغل مقتل الجنود الأتراك الأوساط التركية خرج أردوغان بتصريحات على أحدى المحطات التلفزيونية الموالية عكست تعطشه للإرهاب في سبيل تحقيق أحلامه السلطوية قائلا “لو منحتم حزب العدالة والتنمية مقاعد اكثر لما وقعت هذه الأعمال الإرهابية”.

ويحذر الوسط الساسي التركي من أن أردوغان على استعداد للتضحية بمزيد من الجنود الأتراك لإقناع الناخب التركي بأن حزب العدالة هو الحصن المنيع ضد الإرهاب والسلاح الفعال لحماية تركيا منه.

وتؤكد أحزاب المعارضة أن ما تعيشه البلاد اليوم محاولة من أردوغان لخلط الأوراق على الساحة ومنع تشكيل حكومة ائتلافية بعد فشل حزب العدالة والتنمية الحاكم في الحصول على الأغلبية في الانتخابات التى تخوله تشكيل حكومة بمفرده مبينة أن أردوغان مستعد لحرق تركيا مقابل الحفاظ على حكمه المطلق.

ويسعى أردوغان من خلال هذا التصعيد إلى التأثير على نحو مليون من المواطنين الأتراك الذين صوتوا لحزب الشعوب الديمقراطي في انتخابات حزيران الماضي حتى لا يصوتوا له في الانتخابات القادمة بعد اتهامه بالإرهاب.

وسينتظر أردوغان حتى اللحظة الأخيرة قبل أن يتخذ قراره النهائي فيما يتعلق بمصير الانتخابات القادمة وسيسعى من خلال تحركاته الحالية الى ضمان الفوز عبر تحالفات جديدة من أهمها إقناع فاتح أربكان نجل نجم الدين أربكان باغراءات مالية وسياسية للانضمام إلى حزب العدالة والتنمية وكسب أصوات حزب السعادة الإسلامي.

وحتى ذلك التاريخ تبقى أنقرة بانتظار المزيد من الإرهاب في حال مواصلة أردوغان انتهاج سياسات الإرهاب والترهيب والتصعيد والاستفزاز ضد الجميع من الأكراد والمعارضة التركية وهي السياسة التي سبق ان حذر منها زعماء المعارضة اكثر من مرة عندما وصف زعيم الحركة القومية دولت باهشلي اردوغان بأنه “هتلر وموسوليني” جديدان كما عبر زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار اوغلو عن قلقه من سياسات التعسف والاستبداد التي ينتهجها اردوغان منذ ما يسمى بالربيع العربي وقال عنها انها “السبب في تدمير سورية والعراق وليبيا والمنطقة عموما وجاء الدور على تركيا”.

حزب الشعوب الديمقراطي: سفك الدماء في تركيا متواصل بسبب رغبة أردوغان الحصول على 400 مقعد في الانتخابات التشريعية

من جانبها وصفت الرئيسة المشتركة لحزب الشعوب الديمقراطي فيغن يوكسك داغ الاشتباكات والاحداث التي تشهدها تركيا بأنها “بروفة” للحرب الاهلية.

ونقل موقع /ايلري خبر/ عن يوكسك داغ قولها في تصريح للصحفيين قبل اجتماع اللجنة الادارية المركزية لحزب الشعوب الديمقراطي إن “مقرات حزب الشعوب الديمقراطي تعرضت لهجمات شاملة مخطط لها مسبقا في 128 منطقة”.

واضافت يوكسك داغ “نعلم ان هذه الهجمات موجهة ومقصودة حيث شهدنا حربا اهلية شنها تكوين سياسي فقد سيطرته على زمام الحكم بالامس ويسعى الى تسلم مقاليد الحكم مجددا” مشيرة الى ان كل الهجمات التي تعرض لها الاكراد ومقرات حزب الشعوب الديمقراطي ليلة امس خطط لها من قبل حكومة حزب العدالة والتنمية.

ولفتت يوكسك داغ الى ان نحو 200 مدني وعسكري وشرطي فقدوا حياتهم خلال الشهرين الماضيين مؤكدة أن هذه الاحداث “وقعت بسبب طموح حزب العدالة والتنمية لفرض سيادته السياسية بهدف ضمان فوزه في الانتخابات التشريعية المبكرة المزمع اجراوءها في الاول من تشرين الثاني المقبل وحماية القصر الرئاسي وضمان بقائه”.

بدوره انتقد ايهان بيلغن المتحدث باسم حزب الشعوب الديمقراطي سياسة نظام اردوغان في تعاطيه مع الاحداث في البلاد وقال إن “ما تشهده مدينة جزرا بمحافظة شرناق يجر تركيا نحو الانقلاب العسكري”.

وأضاف بيلغن في تصريح للصحفيين عقب اجتماع اللجنة الادارية المركزية لحزب الشعوب الديمقراطي نقلته صحيفة طرف اليوم “إن سفك الدماء في تركيا يستمر بسبب أهداف رئيس النظام التركي اردوغان وحزب العدالة والتنمية الرامية للحصول على 400 مقعد في الانتخابات التشريعية المقبلة” متسائلا “هل ينوي نظام اردوغان الحصول على 400 نائب عن طريق اعلان حالة الطوارىء في المدن والمحافظات وقتل الاطفال والاعتداء على الاكراد أو ارسال مزيد من العسكريين والشرطة الى الموت”.

وأشار بيلغن الى تواصل هجمات قوات الامن التركية التي تستهدف المدنيين في مدينة جزرا على الرغم من اللقاءات التي أجراها الحزب مع السلطات المعنية موضحا ان ما تشهده مدينة جزرا يهدف الى تهيئة الظروف للخطوات التي من شأنها ان تقود تركيا الى الانقلاب العسكري.

وتشن قوات رئيس النظام التركي رجب أردوغان حملة عسكرية في محافظات جنوب شرق تركيا بحجة ملاحقة مسلحين لكن أحزاب المعارضة تؤكد أنها محاولة من أردوغان لخلط الاوراق على الساحة ومنع تشكيل حكومة ائتلافية بعد فشل حزب العدالة والتنمية الحاكم في الحصول على الاغلبية في الانتخابات التي تخوله تشكيل حكومة بمفرده مبينة أن اردوغان مستعد لحرق تركيا مقابل الحفاظ على حكمه المطلق.

نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي: أردوغان يتحمل مسؤولية الأحداث الدموية في تركيا وتجب محاكمته

بدوره حمل نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي بولنت تازجان رئيس النظام الحاكم في تركيا رجب أردوغان مسؤولية كل الأحداث الدموية التي تعيشها تركيا داعيا الى محاكمته على الفور لمسؤوليته المباشرة عن الاحداث الخطرة في البلاد.

وكان عدد من المدن التركية شهدت اليوم أعمال عنف واعتداءات شملت مقر صحيفة حرييت التركية في اسطنبول وتكسير مدخلها ومحاولة إضرام الحريق في المبنى واحراق العديد من المحال التجارية وبيوت المواطنين الأتراك من أصول كردية.

واستهزأ نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي من تصرفات اردوغان غير المتزنة داعيا الطب الشرعي الى معاينته والتأكد من ملكاته العقلية مضيفا ان على نقابة المحامين ان تتحرك فورا وتحاكم اردوغان لمسؤوليته المباشرة في جميع الاحداث الخطرة التي تعيشها البلاد.

وتشهد مدن انقرة واسطنبول والانيا وطرسون وازميت ومدن أخرى أعمال شغب وهجمات مسلحة تستهدف مقار حزب الشعوب الديمقراطي في تلك المدن حيث احرق مثيرو الشغب والعنف هذه المقرات.

يذكر ان الرئيسة المشتركة لحزب الشعوب الديمقراطي فيغن يوكسك داغ وصفت في تصريح لها في وقت سابق اليوم الاشتباكات والأحداث التي تشهدها تركيا بأنها “بروفة” للحرب الأهلية منبهة الى ان سفك الدماء في تركيا متواصل بسبب رغبة اردوغان الحصول على 400 مقعد في الانتخابات التشريعية المقبلة.