الارتجاع البولي عند الأطفال..الوراثة سبب رئيسي والإهمال يهدد بالقصور الكلوي

حماة-سانا

يعاني بعض الأطفال منذ ولادتهم مما يسمى الجذر المثاني الحالبي أو الارتجاع البولي الذي يؤكد الخبراء أن بعض حالاته بسيطة وتشفى تلقائيا وأخرى قد تتطلب علاجا جراحيا وفي جميع الحالات يحذرون من الاهمال الذي قد يسبب قصورا كلويا.

ويحدث الارتجاع حسب اختصاصي الأمراض البولية والتناسلية الدكتور صفوان بعجوري نتيجة وجود عيب خلقي في الوصل الحالبي المثاني ويكون غالبا ذا منشأ وراثي ويمكن أن يترافق مع اضطرابات وظيفية في الطرق البولية السفلية وهو باختصار ارتداد البول من المثانة إلى الحالب والحويضة والكؤيسات الكلوية.

ويوضح الدكتور بعجوري أن الحالبين الأيسر والأيمن يصبان في المثانة عبر مصب يشبه الصمام ما يمنع عودة البول منها إلى الحالب وعند وجود خلل تشريحي أو وظيفي في عمل هذا الصمام يعود البول باتجاه الأعلى إلى الحالب وقد يصل إلى الكلية وذلك حسب درجة الجذر الذي يمكن أن يوجد في جهة واحدة أو في كلا الجهتين.

ووفقا للاختصاصي فإن خطورة الجذر المثاني الحالبي تكمن في عودة جراثيم المثانة إلى الكلية مسببة التهابا في الحويضة أو الكلية كما يمكن أن تتأذى الكلية من البول نفسه ويؤدي تكرر الالتهاب إلى حدوث تندب في الكلية وخلل في عملها.

وتشاهد هذه الحالة عادة عند طفل واحد من كل مئة طفل ويحدث لدى طفل واحد من كل ثلاثة أطفال مصابين التهاب في الحويضة أو الكلية لذلك يعتبر استقصاء الجذر مهما بعد كل التهاب حويضة أو كلية عند الطفل.

وعن أنواع الجذر المثاني الحالبي عند الأطفال يشير الدكتور بعجوري إلى وجود نوعين الأول الجذر البدئي أو الوظيفي ويظهر منذ الولادة نتيجة خلل في عمل الدسام الحالبي المثاني مع أو دون خلل تشريحي في الجهاز البولي والثاني هو الجذر الثانوي وينجم عن إعاقة ميكانيكية في طرح البول نتيجة التهاب المجاري البولية أو تضاعف الحالب أو حدوث الإنتان البولي ما يؤدي إلى تورم الحالب وتوذمه وإعاقة انطراح البول.

وفيما يخص الأعراض يبين الاختصاصي وجود حالات تكتشف صدفة أو لا تكتشف أبدا لعدم وجود اعراض وقد تدل على المرض عدة أعراض منها التهاب في المجاري البولية وسلس بول ليلي أو نهاري وارتفاع ضغط شرياني نتيجة اعتلال الكلية أو التهاب الحويضة والكلية المزمن بسبب الحالات المهملة أو المتقدمة قصورا كلويا.

ويشخص المرض حسب الدكتور بعجوري بحسب عمر الطفل وحالته ومدى تكرر إنتان المجاري البولية لديه حيث قد يلجأ الطبيب للتصوير بالأمواج فوق الصوتية وهو فحص مفيد رغم أنه بسيط وغير راض أو التصوير الشعاعي للمثانة والحالب بحقن مادة ظليلة بالطريق الراجع أثناء التبول وهو فحص مهم لكنه راض قليلا ويمكن تصوير الكلية بالنظائر المشعة بعد حقن مادة خاصة عن طريق الوريد ثم أخذ صور متتابعة لجهاز البول وهو فحص مهم لكشف تندبات الكلية
كما يمكن تصوير الجهاز البولي الظليل بعد حقن مادة ظليلة عن طريق الوريد.

وعن العلاج يبين الاختصاصي أن الإصابة قد تشفى تلقائيا إذا كانت خفيفة أو وحيدة الجانب وغير مترافقة مع تشوهات أخرى كما يمكن أن تعالج بالأدوية مع الوقاية من الالتهابات البولية فيما تصبح الجراحة ضرورية في عدة حالات أبرزها تكرار الإنتان البولي رغم المعالجة الوقائية بالمضادات الحيوية ووجود تندبات كلوية وفي حالات الاصابات الشديدة.

تقرير سالم الحسين