روحاني يدعو لتعاون جماعي لحل مشاكل الإرهاب في العالم

طهران-سانا

أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده ترحب باستمرار بتطوير التعاون والعلاقات الطيبة مع دول منطقة أمريكا اللاتينية وقال إن “إيران والبرازيل تعتقدان بالاستقلالية وعدم التمييز بين الدول على الصعيد الدولي والعلاقات الثنائية وتعارضان الافعال الاحادية فالعالم يعاني اليوم من مشاكل مثل العنف والتطرف والارهاب ما يستدعي تعاونا جماعيا لإيجاد فكر الاعتدال والوسطية وخلق ثقافة التسامح في كل العالم لحل هذه
المشاكل”.

ونوه روحاني خلال لقائه وزير خارجية البرازيل ماورو فييرا في طهران اليوم بالدور الحيوي والمهم للبرازيل باعتبارها بلدا كبيرا في الحفاظ على الاستقرار والامن في منطقة أمريكا اللاتينية مشيرا إلى أنه بعد الاتفاق النووي الإيراني مع مجموعة خمسة زائد واحد توفرت أجواء جديدة أمام إيران والدول الصديقة لتعزيز التعاون مبينا أن الاتفاق النووي وفضلا عن تعزيز أجواء السلام والتعاون الودي بين الشعوب والحكومات اوجد الأمل بإمكانية معالجة أي مشكلة بالطرق الدبلوماسية وعن طريق الحوار .

ولفت الرئيس الإيراني إلى ضرورة التعرف على جميع الامكانيات لتنمية التعاون بين البلدين على جميع الاصعدة موضحا أن إيران والبرازيل حققتا تقدما ملحوظا في مختلف المجالات الصناعية والتقنية والعلمية وبامكانهما تبادل الخبرات في هذه المجالات مشيرا إلى الجهود المهمة التي بذلتها البرازيل أثناء المفاوضات النووية مع مجموعة خمسة زائد واحد مؤكدا في الوقت ذاته تقارب وجهات نظر إيران والبرازيل حول القضايا السياسية والدولية.

من جانبه قال وزير الخارجية البرازيلي إن “بلاده ترحب بأي إجراء يساعد على مكافحة ظاهرة الإرهاب واعتماد الحلول الداخلية لحل مشاكل الدول وهي تعتقد أن استخدام القوة لحل الأزمات الدولية لم ولن يجدي نفعا” مشيرا في هذا الاطار إلى أن بلاده تدعم كل الحلول التي تؤدي إلى إحلال الأمن في سورية وتحقيق مصالح الشعب السوري.

وأشار فييرا إلى أن إيران والبرازيل ترتبطان بمصالح مشتركة واسعة وقد دعمت البرازيل باستمرار المشاركة الإيجابية والتاريخية لإيران في التطورات الإقليمية والدولية.

وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أكد في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البرازيلي صباح اليوم أن لا حل عسكريا للازمة في سورية مشددا على أن إيران مستعدة لأي تعاون دولي لحل الأزمات في سورية واليمن وليبيا والمشاركة في أى فعالية دولية جادة لحل الأزمات.

شمخاني: مواجهة الإرهاب تتطلب تعاونا صادقا وتجنب القوى الكبرى استخدامه كأداة لفرض إرادتها على الدول المستقلة

بدوره أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن تجربة المفاوضات النووية تشكل أنموذجا لكل الدول كي تعتمد أسلوب خفض التهديدات واحترام الحقوق القانونية للدول المستقلة من خلال احلال التوجهات السياسية محل الصراع والعنف.

وأشار شمخاني خلال لقائه وزير الخارجية البرازيلي مانورا ويرا في طهران اليوم إلى تعاون إيران الوطيد مع أصدقائها لمعالجة القضايا الدولية المهمة وخاصة عودة الهدوء والاستقرار الى سورية والعراق واليمن وتحقيق مطالب وإرادة الشعوب لتقرير مصيرها معربا عن أسفه لأن مجلس الامن لا يعتمد توجها موحدا في الدفاع عن السلام والامن.

وأوضح شمخاني ان مواجهة فتنة الإرهاب بصورة فاعلة تتطلب تعاونا دوليا فاعلا وصادقا وتجنب القوي الكبرى استخدام الإرهاب كأداة لفرض ارادتها على الدول المستقلة مشيرا الى ان تصاعد التهديدات الإرهابية باعتبارها مشكلة عالمية يهدد السلام والامن الدوليين.

وأضاف شمخاني أن بعض الدول تسهم في تعزيز الإرهابيين من خلال شن الحروب غير المجدية وتدمير رأس المال الانساني وقتل الشعوب بما فيها الشعب اليمني دون مبرر وذلك في الظروف التي تتطلب اتخاذ نهج موحد والتنسيق بين الدول لمواجهة تهديد تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” أكثر من ذي قبل.

وأعرب المسؤول الايراني عن تقديره للمواقف المستقلة للبرازيل في الامم المتحدة واضطلاعها بدور بناء في القضية النووية الايرانية مؤكدا وجود الأرضيات لتعزيز العلاقات بين البلدين قائلا أن إيران تعير أولوية خاصة لتعزيز التعاون الشامل مع الدول التي لم تواكب الغرب طيلة فرض العقوبات الظالمة وغير القانونية ضد طهران.

من جهته قال الوزير البرازيلي.. نعتقد بأن الإجراء العسكري يؤدي فقط الى المزيد من تعقيد الأزمة وأن اتخاذ الآليات السياسية على أساس مطالب وارادة الشعب السوري يمكن فقط أن يعالج الأزمة في سورية.

وأشاد ويرا بالتوجهات البناءة لإيران في المفاوضات النووية لافتا إلى أن إيران والبرازيل يمكن ان تخلقا مناخا جديدا في العلاقات التاريخية بينهما في ظل الظروف الجديدة للعلاقات الاقتصادية والتقنية والصناعية معلنا عن استعداد بلاده لبدء المباحثات على مستوى الخبراء في هذا المجال.