البابا فرنسيس يدعو الأمريكيين والكوبيين لزيادة التقارب

هافانا-سانا

دعا البابا فرنسيس كوبا والولايات المتحدة لتقديم نموذج يحتذى به للعالم من خلال زيادة التقارب الذي بدأه البلدان قبل أشهر والذي ساهم هو نفسه في إنجازه.

وذكرت رويترز أن البابا الأرجنتيني الأصل استغل خطابه لدى وصوله إلى مطار هافانا أمس للإشادة بتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين هذا العام قائلا “أطالب الزعماء السياسيين بمواصلة السير على هذا الطريق وتطوير كل إمكانياته.. بالنيابة عن السلام والرخاء لشعبيهما.. لكل أمريكا.. ليكون ذلك نموذجا للمصالحة للعالم أجمع”.

وعمل البابا الأرجنتيني البالغ من العمر 78 عاما على تيسير المحادثات وبعث رسائل للرئيسين الكوبي راؤول كاسترو والأمريكي باراك أوباما في العام الماضي وأتت تلك الجهود ثمارها بإعادة إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين هذا العام وتخفيف بعض القيود على السفر والتجارة على الرغم من استمرار حصار اقتصادي قائم منذ 50 عاما يمكن فقط للكونغرس رفعه.

وهذه هي الزيارة البابوية الثالثة لكوبا في أقل من 20 عاما.

وشكر راؤول كاسترو البابا على مساعدته في عودة علاقات بلاده الدبلوماسية مع الولايات المتحدة لكنه أيضا استغل كلمته الترحيبية لتوجيه انتقادات للحظر التجاري الذي تفرضه واشنطن على بلاده ولاحتلالها قاعدة غوانتانامو البحرية في الطرف الشرقي من الجزيرة.

وقال كاسترو إن كوبا كانت مثالا للعالمية وللإنسانية في العقود الماضية مضيفا “كنا كذلك ونحن تحت الحصار ونتعرض للإهانات والهجوم بتكلفةعالية في الحياة البشرية ولدمار اقتصادي كبير”.

وينتظر أن يحضر البابا احتفالا في هافانا اليوم في ميدان الثورة حيث علقت بشكل مؤقت صورة ضخمة للمسيح إلى جانب صور أخرى دائمة لبطلي الثورة إرنستو تشي جيفارا وكاميلو سينفويغوس.

كما سيزور البابا مدينتي هولغوين وسانتياغو قبل سفره إلى الولايات المتحدة الثلاثاء المقبل حيث سيلتقي الرئيس الأمريكي باراك أوباما ويتحدث أمام الكونغرس والأمم المتحدة.

وأثناء وجوده في كوبا يتوقع أن يدعو البابا الأمريكيين لإنهاء الحظر على كوبا الذي أضعفه أوباما أكثر بحزمة من التغييرات في اللوائح.

لكن مساعدي البابا يقولون إنه ما إن يذهب للولايات المتحدة فإنه سيتبع نهجا أكثر لطفا لتجنب الظهور وكأنه يتدخل في شبكة التشريعات والمصالح الخفية والضغائن التي دامت لعقود والتي ساهمت في إبطاء وتيرة التغيير.