للتعريف بحضارة سورية وأماكنها السياحية…الجمعية الوطنية لإنماء السياحة تقيم أنشطة بيئية ومسرا مع بداية الربيع

اللاذقية-سانا

شهدت بداية شهر نيسان الجارى مجموعة من الأنشطة البيئية والمسر التى نفذتها الجمعية الوطنية لإنماء السياحة فى سورية بريف اللاذقية حيث استقطبت الكثير من المتطوعين الذين اختبر العديد منهم للمرة الأولى المسير الجاف والمسير الرطب وتعرفوا على أسس تجاوز خط السير بنجاح وتفادى المصاعب المحتملة من انزلاقات وطرقات وعرة شكلت تحديا للمشاركين فى الإنسجام مع الطبيعة البكر والتعايش معها بأبسط السبل وأكثرها فاعلية.

النشاط الأول كان مع مسير جروف أم الطيور وادى قنديل الذى يصنف كمسير جاف منخفض الصعوبة لمراعاة المشاركين الذين يعانون من أمراض جسدية وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة فى الأنشطة والإستفادة من جو الطبيعة ومياه البحر كعلاج استشفائى ناجع وكانت مزارع بلدة أم الطيور نقطة انطلاق المسير مرورا بخط النار فى المنطقة وهى عبارة عن طرق داخل المناطق الحراجية أو مناطق خالية من النباتات وكانت الإستراحة الأولى فى نهاية لسان جرف صخرى كبير بعمق البحر ذى إطلالة ساحرة على الشاطىء المخفى فى ام الطيور.

وبينت سحر حميشة رئيسة مجلس إدارة الجمعية لنشرة سانا سياحة ومجتمع ان أرض المسير تنوعت بين حصوية وحجرية وعشبية منوهة الى إطلالة الجروف الساحرة على المشهد البحرى حيث بلغت نسبة المناطق الظليلة 30 بالمئة من مسافة المسير الذى شارك فيه قرابة تسعين متطوعا ومتطوعة من مختلف الأعمار.

وقالت حميشة..” تمتاز هذه المنطقة بالتنوع الحيوى الكبير وسجلنا وجود أشجار الصنوبر والسنديان والقطلب والزمزريق ويظهر بوضوح أثر عمل الأحياء الحيوانية فى المنطقة و كان الجزء الأخير من المسير على شاطىء وادى قنديل حيث قضى المشاركون وقتا ممتعا فى السباحة والتعرض لأشعة الشمس وعلى الرغم من بساطة الخدمات السياحية المتوفرة فى المنطقة الا ان الطبيعة الساحرة وصفاء مياه البحر إضافة الى كرم الضيافة لدى أصحاب المنشآت هناك يبشر بمستقبل جيد لهذا الموقع السياحى المتميز.
مسير النهر الاسود فى منطقة مشقيتا كان عنوانا للنشاط الثانى للجمعية فى شهر نيسان ويعتبر من أنشطة التوغل النهرى ضمن مجرى مائى حيث بلغت مسافة المسير ككل خمسة كيلومترات وشارك فيه قرابة سبعين متطوعا كان مشرفو الجمعية عونا للكثير منهم لتجاوز صعوبات المسير وإعطاء الإرشادات اللازمة للنجاح فى تجاوز صعوبات المسير كالعصى وحركة القدم والقفز الصحيح .

البداية كانت من المجرى الأوسط للنهر وصولا الى مشهد المسقط المائى دوار رنكوز حيث قام بعض المشاركين بالسباحة والتسلق على صخور هذا المسقط المائى ثم بدأ التوغل ضمن بيئة النهر وسريره وصولا الى نقطة الاستراحة الأولى عند الصخرة المعلقة ليتوجه المشاركون لقطع المسافة الأطول ضمن المجرى الأدنى للنهر حيث الأكواع الطويلة نسبيا وأشجار الصنوبر ليكون الختام بجولة فى الزوارق ضمن بحيرة 16 تشرين وصولا الى جزيرة النبى نوح حيث نفذ المشاركون الاستراحة الختامية وتناولوا البرغل بحمص وجبة الغداء المحببة فى الساحل السورى والتى يطالب بها متطوعو الجمعية فى كل نشاط تقريبا.

وأوضحت رئيسة الجمعية ان الإرشادات النظرية تترسخ فى أذهان المشاركين بشكل اكبر أثناء المسير العملى لافتة الى ان المشاركين فى المسير الأخير تعرفوا على المجرى الأعلى للنهر بتشكيلاته الصخرية الفريدة المسماة قدور الجبابرة إضافة الى رؤيتهم للجداول والشلال و الكثافة النباتية ضمن المجرى الأوسط للنهر وسجلت مشاهدات لأشجار الدلب بشكل ملحوظ ليصل المشاركون الى المجرى الأدنى الذى يتميز بأعماق قليلة للمياه وانتشار لتوضعات الحصى والرمال.

واختتمت بالقول..يطالبنا العديد من المهتمين بفتح سقف المشاركة ضمن نشاطاتنا لكننا نفضل عددا محدودا لنكون قادرين على متابعة المشاركين وتجاوز الطوارئ فى حال وقوعها كما ان العدد المحدود يسهل علينا نشر الأفكار التنموية والبيئية التى نبثها خلال أنشطتنا لتعميم ثقافة توعوية جديدة تجاه البيئة والسياحة السورية التى تحتاج تضافر وتعاون الجميع.

يذكر ان الجمعية الوطنية لانماء السياحة فى سورية تأسست عام2012 وهى جمعية أهلية تهدف لنشر الوعى الثقافى السياحى والعمل إعلاميا للتعريف بحضارة سورية و تشجيع صناعة الحرف اليدوية والعمل على تسويقها إضافة الى تدريب وتأهيل أيدى عاملة فى مجال السياحة وإيجاد فرص عمل للمتخرجين فى هذا المجال مع إمكانية دعمهم لإنشاء مشاريع صغيرة.