الخارجية الروسية: على الولايات المتحدة الاهتمام بقضاياها الداخلية بدل التدخل في شؤون الآخرين

موسكو-سانا

دعت روسيا الولايات المتحدة الأمريكية إلى الاهتمام بقضاياها ومشاكلها الداخلية واسعة النطاق واتخاذ التدابير الفعالة لحلها بما يتجاوب مع متطلبات القرن الحادي والعشرين بدلا من السياسة الموروثة من الماضي للتدخل في شؤون البلدان الأخرى وتغيير الأنظمة التي لا تروق لها تحت ذرائع “الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان”.
جاء ذلك في تعليق لقسطنطين دولغوف مفوض حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون في وزارة الخارجية الروسية على الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة فيرغيسون بولاية ميسوري الأمريكية بسبب مقتل الشاب مايكل براون على يد ضابط بالشرطة الأمريكية.
وقال دولغوف في تعليقه الذي نشرته الخارجية الروسية في بيان لها اليوم “إن الأحداث المأساوية في مدينة فيرغيسون نتيجة قيام شرطي بقتل الفتى الزنجي براون في الثامنة عشرة من عمره تدل بكل وضوح على درجة التوتر العالية جداً في المجتمع الأمريكي الذي لا يزال منقسما حسب المؤشر العرقي” مضيفا إن “أعمال الاحتجاج الجماهيرية المتواصلة لعشرة أيام والتي انتقلت إلى مدن أخرى تتركز فيها أقليات اجتماعية تعاني من أوضاع صعبة وكذلك الاستخدام الواسع لأساليب القوة عند تفريق المتظاهرين واستخدام وحدات الحرس الوطني وفرض حظر التجول كل ذلك يكرر إلى حد كبير الاضطرابات العرقية التي شهدتها الولايات المتحدة مرارا في الماضي”.
واعتبر دولغوف أن “الاضطرابات في فيرغيسون وردود فعل السلطات عليها بدءا من الاعتماد على القمع الشديد للأعمال المناهضة للقانون إلى الدعوات للهدوء والحوار تؤكد مجددا وجود مشاكل منهجية عميقة في مجال مراعاة حقوق الإنسان والمعايير الديمقراطية في المجتمع الأمريكي وأن سلطات الولايات المتحدة التي تطالب البلدان الأخرى بضمان حرية التعبير وعدم قمع الاحتجاجات المعادية للحكومات لا تتساهل أبدا مع أولئك الذين يعبرون عن سخطهم للاجحاف في المجتمع الأمريكي والتمييز الفعلي ووضع السكان من الصنف الثاني”.
واوضح أن “المدافعين الأمريكيين عن حقوق الإنسان يقرعون الطبول نظرا لاتساع استخدام الشرطة بصورة غير مبررة للأسلحة والأدوات الخاصة من الترسانة العسكرية ضد المدنيين حيث تفيد معطيات المنظمات غير الحكومية بما فيها الرابطة الأمريكية من أجل الحريات المدنية بأنه يجري على نطاق واسع استخدام أجهزة حفظ النظام والمدرعات والغاز المسيل للدموع والقنابل المضيئة وراجمات القنابل والأسلحة النارية والرشاشة حتى عند القيام بإجراءات بسيطة مثل أعمال التفتيش العادية علما بأن ضحايا التنكيل من جانب الشرطة هم على الغالب من الزنوج الأمريكيين والناطقين بالإسبانية والمنحدرين من البلدان الآسيوية”.
وفي هذا الإطار قال دولغوف “يبدو لنا أن على الولايات المتحدة الاهتمام بمشاكلها الداخلية واسعة النطاق واتخاذ تدابير فعالة لحلها وهذا هو الطريق الأكثر إيجابية الذي يتجاوب مع متطلبات ووقائع القرن الحادي والعشرين بدلا من السياسة المورثة من الماضي للتدخل في شؤون البلدان الأخرى وتغيير الأنظمة التي لا تعجبها بذرائع مختلقة للدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان”.
وكانت رقعة الاضطرابات في ولاية ميسوري الأمريكية اتسعت وامتدت الاحتجاجات على مقتل “براون” إلى90 مدينة أمريكية في الولاية حيث جددت الشرطة الأمريكية إطلاقها القنابل الدخانية والغازات المسيلة للدموع على المحتجين في شوارع مدينة فيرغيسون الليلة الماضية بينما أفادت تقارير إخبارية أن هناك أصوات إطلاق نار فيها.
ووفقا للتقارير فإن مئات المتظاهرين من بينهم عائلات معها أطفال لاذوا بالفرار بعد أن دخل رجال الشرطة الأمريكية وهم يرتدون الدروع واقنعة واقية من الغازات وأطلقوا قنابل دخانية لتفريقهم في فيرغيسون.

انظر ايضاً

موسكو: واشنطن غير جادة بالتصديق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية

موسكو-سانا أكد نائب مدير إدارة منع الانتشار والحد من الأسلحة بالخارجية الروسية ميخائيل كوندراتنكوف أن …