رئيس الحكومة التشيكية: لن نشارك بالهجمات التي تشن ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية والعراق

براغ-سانا

أعلن رئيس الحكومة التشيكية بوهسلاف سوبوتكا أن بلاده لن تنضم إلى “الهجمات التي تشن على مواقع تنظيم داعش الإرهابي في سورية والعراق” فيما انتقد سلفه رئيس حزب القرن 21 ييرجي باروبيك قيام الولايات المتحدة وبعض الدول الحليفة لها بشن هجمات على مواقع التنظيم الإرهابي في سورية من دون الحصول على موافقة الحكومة السورية أو تفويض من مجلس الأمن الدولي.

وأكد سوبوتكا في تصريح له أن تشيكيا ليست عضوا في التحالف الذي أعلنته الولايات المتحدة الأميركية ضد تنظيم “داعش” الإرهابي وهي لن تنضم إلى الهجمات الجوية التي تشن على مواقع التنظيم في سورية والعراق.

وقال: “نحن ندعم الجهود المبذولة لاستقرار العراق غير أننا لا نأخذ بالحسبان إمكانية الانضمام إلى العمليات الجوية الجارية هناك ولا يتم التفكير بها” لافتا إلى أن مجلس أمن الدولة التشيكي سيبحث الوضع المستجد نتيجة هذا التطور مبينا أن الخطر الرئيسي يكمن هذه الأشهر في عودة “الإرهابيين” إلى الدول الأوروبية ولاسيما الذين قاتلوا في سورية والعراق.

وتابع رئيس الحكومة التشيكية “هناك مخاطر تشخصها حكومات الدول الأوروبية حول إمكانية انضمام هؤلاء إلى نشاطات إرهابية غير أن تشيكيا ليس لديها حتى الآن معلومات بوجود أشخاص على أراضيها شاركوا في عمليات داعش”.

بدوره انتقد رئيس الحكومة التشيكية الأسبق رئيس حزب القرن 21 ييرجي باروبيك قيام الولايات المتحدة وبعض الدول الحليفة لها بشن هجمات على مواقع تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية من دون الحصول على موافقة الحكومة السورية أو تفويض من مجلس الأمن الدولي.

وأكد باروبيك في تصريح مماثل ” أن مثل هذا الأمر يمكن أن يصبح سابقة خطيرة جدا وعلى الغرب أن يتصرف وفقا للقوانين المعترف بها دوليا إذا كان يريد إعطاء الدول الأخرى دروسا في التصرف”.

ودعا باروبيك الغرب للكف عن العمل بسياسة ” عدو عدوي هو صديقي” مذكرا بأن تنظيم “داعش” الإرهابي كان و” لفترة من الزمن يتلقى الدعم العسكري وغيره من أنواع الدعم من الغرب ضد الحكومة العلمانية في سورية”.

كما ندد باروبيك بالدعوة التي وجهها تنظيم “داعش” الإرهابي لقتل المدنيين والعسكريين من مواطني الدول التي تشارك في التحالف ضده مؤكدا أن مثل هذه الدعوات الإرهابية التي لا سابق لها تتعارض والتقاليد الدولية والقانون الدولي ومن الضروري بمكان التضامن مع مواطني جميع الدول الذين تتعلق بهم تداعيات
هذه الدعوات.

وفي السياق انتقد رئيس الحزب الشيوعي التشيكي المورافي فويتيخ فيليب قيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربات جوية للإرهابيين في سورية من دون موافقة مجلس الأمن الدولي مؤكدا أنه من غير المقبول السماح لأي دولة بأن تحول القانون الدولي إلى روزنامة يتم تمزيقها ولاسيما إذا كانت هذه الدولة عضوا في مجلس الأمن الدولي في إشارة إلى الولايات المتحدة.
بدوره استنكر محرر الإذاعة التشيكية روبرت ميكولاش مشاركة الدول التي ساهمت بتسليح وتمويل تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي وخاصة السعودية وقطر فيما يسمى الآن بـ “التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش” موضحا أن هذه الدول ساهمت في العمل ضد سورية ودعمت الإرهابيين وتشارك الآن في هذا التحالف ما يؤكد حالة “انفصام الشخصية القائمة” في موضوع التعامل الدولي مع هذا التنظيم الإرهابي.

وأكد ميكولاش في تعليق له نشره اليوم في الصحيفة الاقتصادية أن هذه الدول تحالفت مع الولايات المتحدة في تسليح وتدريب “المعارضة السورية ” رغم أن مثل هذه المعارضة غير موجودة أصلا مبينا أن الإرهابيين في سورية يقاتلون إلى جانب القاعدة أي “جبهة النصرة” أو “الجبهة الإسلامية” وبعضهم انتقل إلى تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي.

وحذر ميكولاش من أن تنظيم “داعش” الإرهابي ينشر نفس ايديولوجية مملكة سعود ما يمثل “خطرا مميتا” على كامل شبه الجزيرة العربية لافتا إلى أن التكفيريين لا يهدفون سوى إلى السلطة والحكم والتسلط على بقية المسلمين ولا وجود لأي حدود بين الدول بالنسبة لهم.

وانتقد ميكولاش الموقف “الانفصامي الواضح” الذي تتبناه تركيا مشيرا إلى أنها تقول انها تدعم الكفاح ضد تنظيم “داعش” الإرهابي ولكنها بنفس الوقت ترفض أن تكون جزءا من أي تحالف ضده.

ودعا ميكولاش المجتمع الدولي للوقوف ضد تنظيم “داعش” الإرهابي معتبرا أن العالم يمتلك في الوقت الراهن “وقت الذروة” كي يتدخل وذلك “بغض النظر عن المصالح المحلية والتنافر بين الأطراف المتنازعة التي توجد الآن وفجأة في مركب واحد بعد أن أصبح الخطر على الحضارة العالمية كبيرا وحقيقيا”.

وتشير المعطيات إلى أن تنظيم “داعش” الإرهابي وسائر التنظيمات الإرهابية الأخرى ما كانت لتنتشر في المنطقة بهذه القوة لولا دعم مشيخات النفط وخاصة قطر والسعودية إضافة إلى حكومة رجب طيب أردوغان التركية وإيجاد ملاذات آمنة لهذه التنظيمات.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون أعلنت أمس أن الجيش الأميركي وشركاء شنوا للمرة الأولى غارات على مواقع لتنظيم “داعش” الإرهابي في سورية بمشاركة عدة دول عربية بينها السعودية والبحرين والإمارات والأردن.

انظر ايضاً

رئيسا الحكومة التشيكية والمفوضية الأوروبية: سياسات الاتحاد الأوروبي غير فعالة لمواجهة التهديدات الإرهابية

براغ-سانا أكد رئيس الحكومة التشيكية بوهسلاف سوبوتكا ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أنه يتوجب …