البطريرك لحام يدعو إلى نبذ إيديولوجيا الإرهاب

بيروت-سانا

اعتبر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث أن الحرب الإرهابية التي تشن على سورية ودول أخرى في المنطقة أخذت صورة أشد بشاعة ودموية بسبب ظهور وتطور التنظيمات التكفيرية التي تجتاح مناطق واسعة في شرقنا مهد الديانات والحضارات وتهدد الغرب أيضا.

وقال البطريرك لحام في رسائل تهنئة بمناسبة عيد الأضحى المبارك “إننا كشركاء لإخوتنا المسلمين ولا سيما في العالم العربي نعتبر أن التحدي الأكبر الذي يواجهه الإسلام والمسلمون هو هذه الفرق التكفيرية وموقف الدول والمؤسسات الإسلامية الدينية والمدنية منها والتي تهدد الإسلام والمسيحية في قيمهم الإيمانية المشتركة وفي الحقوق والثوابت الإنسانية والتراث العالمي العام للبشرية بأسرها”.

وأضاف البطريرك لحام “لا أكون متطفلا على عالم أحبه وأنا منه وله إذا عبرت عن أمنية غالية وهي أمنية الأغلبية الكبيرة أن يعمل فقهاء الإسلام والمسلمين ومفتوهم وملوكهم وأمراؤهم ورؤساء حكوماتهم ودولهم على مصالحة عربية شاملة تبدأ مع هذا العيد الفضيل وتكوين مجموعة عربية إسلامية مسيحية تعمل على وضع ميثاق عربي جديد يلبي تطلعات الأجيال الشابة في دولة حديثة يتضامن فيها الدين والدولة بحيث يتوافر المجال الطبيعي المتناغم لكل منهما وتتناغم فيها الشريعة الحنيفة والمواطنة واحترام الحريات ولا سيما حرية العبادة والمعتقد للجميع من كل الطوائف والأطياف”.

وأوضح البطريرك لحام “كم نفرح إذ نقرأ يوما بعد يوم تصريحات تصدر من مراجع دينية إسلامية عربية مسيحية شرقية وغربية تنشر فكرا إسلاميا متنورا وتدعو إلى نبذ إيديولوجيا الفرق التكفيرية والتأكيد على الرؤية الأصيلة لقيم الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله والتي هي أساس حقوقه وما يسمى شرعة حقوق الإنسان”.

وتابع “إننا نصلي لأجل إخوتنا المسلمين شعوبا وحكاما رجال دين وسياسة وفكر وعلم ليقفوا معا صفا واحدا ضد هذه الفرق التكفيرية” مبينا أن الموقف الموحد الواضح الفاعل ضد هذه الفرق التكفيرية هو ضمانة للعالم الإسلامي وللقيم الإيمانية في الإسلام وضمانة وطمأنة للمسيحيين في هذا الشرق العربي مهد المسيحية والديانات والحضارات ونعتبر أن الوقفة الإيمانية المتضامنة الموحدة الفاعلة هي أقوى من الموقف الحربي العربي والعالمي فالإيمان هو القوة التي تفوق الأسلحة وهذه قناعتنا جميعا”.

وقال البطريرك لحام “أعيادنا هي أعياد إيماننا وقيمنا وقناعاتنا ولهذا السبب فهي أعياد مشتركة لنا مسيحيين ومسلمين” مضيفا “نعايد إخوتنا المسلمين بعيد الأضحى المبارك ملوكا وأمراء وحكاما ورؤساء دول ونشكر الذين يشاركوننا أعيادنا ويرسلون لنا رسائل المعايدة ونعتبر هذه الرسالة معايدة خاصة بكل واحد منهم”.

وختم البطريرك لحام متوجها بـ “الأماني الصادقة النابعة من قلب عاشق للعالم العربي العظيم وهذا المشرق مهد الديانات والحضارات والذي يقال عنه بحق “من الشرق يأتي النور” معربا عن أمله بأن يجد العالم العربي لنفسه مقاما خاصا فلا يكون تابعا ولا مقلدا ولا مقصرا ولا لاهثا وراء الآخر مهما كان هذا الآخر ولا يكون عرضة للاستغلال والشرذمة والابتزاز.

انظر ايضاً

البطريرك لحام يدعو شعوب العالم للاتحاد من أجل السلام في سورية

بيروت-سانا دعا البطريرك غريغوريوس الثالث لحام شعوب العالم إلى الاتحاد لتحقيق السلام في سورية. وجاء …