بومبيو.. والديبلوماسية «القوية»! بقلم أحمد ضوا

 لا تترك التصريحات الجديدة لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وخاصة إعلانه الاعتماد على « الديبلوماسية القوية « أي مجال للاعتقاد أن إدارة ترامب لديها أي نية لصياغة سياسة أميركية تغلب القانون الدولي وشرعة الأمم المتحدة ولغة المصالح المشتركة على التهديدات العسكرية والضغوط السياسية والاقتصادية.

من يسمع بومبيو يعتقد أن بلاده خلال العقدين الماضيين كانت تستخدم الديبلوماسية الطرية أو المرنة وأنها لم تحتل أفغانستان وتدمر العراق وتدير التنظيمات الإرهابية التي كانت ولا زالت تشكل عصب الربيع العربي.

كل ما يبتغيه بومبيو هو تحقيق المصالح الأميركية بأقل الخسائر الممكنة دون مراعاة مصالح الآخرين الأمر الذي يفتح الباب على مصراعيه لمزيد من التوترات والحروب حول العالم وخاصة في الشرق الأوسط حيث الكيان الإسرائيلي اللاعب المهم والأساسي في توجيه دفة السياسة الأميركية.

لا شك أن اختيار بومبيو للديبلوماسية القوية لا يعني أن الولايات المتحدة تخلت عن ضغوطها العسكرية ودعمها للتنظيمات الإرهابية في العالم الذي يندرج أيضا تحت بند الاعتماد على الوكلاء في تحقيق المصالح القومية الأميركية.

إن إدراج وزير الخارجية الأمريكي لما حدث في شبه الجزيرة الكورية ضمن خيار الديبلوماسية القوية هو شكل من أشكال الهيمنة والتسلط والقوة وقد يكون في نفس الوقت محاولة من الولايات المتحدة لكسب مزيد من الوقت لتمرير اتفاقات في شرق آسيا قد تدفع في مراحل لاحقة إلى توترات إذا لم تأخذ بعين الاعتبار مصالح دول المنطقة وخاصة الصين وروسيا القوتان الفاعلتان على الساحة الدولية. وكذلك الأمر لا يختلف موقفه من الاتفاق النووي الإيراني والوضع في سورية عما ساقه بشأن شبه الجزيرة الكورية وهو يروج بعد أن فشلت أدواته الإرهابية في تحقيق أهدافه قي المنطقة لـ»الديبلوماسية القوية» التي تنضوي تحتها كل التهديدات الأخرى بما فيها العسكرية والضغوط الاقتصادية وهو ما يتجلى الآن بشكل واضح في تعاطي الإدارة الأميركية بشأن القضية الفلسطينية والتي ترافقت مع وقف إدارة ترامب للمساعدات التي كانت تقدمها واشنطن للأونروا ومنظمات أخرى تعنى باللاجئين الفلسطينيين والسلطة الفلسطينية.‏

من جانب آخر يمكن فهم اختيار وزير الخارجية الأميركي الجديد لديبلوماسية القوة بدلا من الرصاص ضعفا غير معلن للقوة العسكرية الأميركية أو تعبير عن مشاكل تواجهها هذه المؤسسة من الناحية التقنية أو من ناحية إدارتها من قبل الرئيس ترامب حيث تشير تقارير إلى خلافات واضحة بين وزارة الدفاع الأميركية والبيت الأبيض بشأن العديد من الملفات الواقعة تحت إدارة وزارة الدفاع الأميركية . ولعل أبرز ما يدعم هذا التحليل هو حديث بومبيو أمام مجموعة من الدبلوماسيين الأمريكيين ان ادارة ترامب تمر بأوقات عصيبة، وهناك حاجة لقيادة قوية تقف في وجه التهديدات بشجاعة وقوة ملمحا الى ان ترامب يؤمن بالديبلوماسية القوية .‏

ان اكبر نجاح لديبلوماسية ادارة ترامب القوية برز واضحا في تعاطيه مع دول الخليج التي خرت صريعة امام تهديداته اذا لم تبادر بدفع كميات كبيرة من المال للولايات المتحدة ولكن مثل هذه السياسة لا تنفع مع دول اخرى وخاصة تلك التي افشلت الحرب الارهابية الاميركية بالوكالة وخاصة سورية وايران . حتى اليوم لا يمكن التكهن بمسارب السياسة الاميركية على الصعيد الدولي ومنv المستبعد ان تستقر هذه السياسة في الاشهر المقبلة بالنظر الى التقلبات التي تشهدها ادارة ترامب وما دام ترامب لديه القدرة على استخدام تويتر فالتغييرات الجذرية والانية في السياسية الاميركية محتملة في اي وقت.‏

انظر ايضاً

المقاومة اللبنانية تستهدف بالأسلحة المناسبة التجهيزات ‏التجسسية للعدو الإسرائيلي في موقع /مسكفعام/ شمال فلسطين المحتلة وتحقق إصابة مباشرة