لامكان لـ «اللحديون» في سورية- بقلم… عبد الرحيم أحمد

الدرس الذي تعلمه العميل انطوان لحد وزمرته من عمالتهم للعدو الإسرائيلي في جنوب لبنان ليس بعيداً، وأغلب من يسيرون على طريقته في سورية عايشوا كيف تخلى كيان الاحتلال الإسرائيلي عن عملائه جارّاً ذيول هزيمته منسحباً من جنوب لبنان عام 2000.

ورغم أن الدرس في الجوار القريب ومع العدو نفسه، مايزال هناك من يصر من بعض السوريين على تكرار التجربة التي لن تكون نهايتها مختلفة عما لقاه عملاء العدو في جنوب لبنان.. ورغم كل «الإنسانية» المصطنعة التي أظهرها العدو الإسرائيلي مع من حمل السلاح ضد الجيش العربي السوري، فإن على السوريين بمختلف انتماءاتهم السياسية والفكرية وبغض النظر عن مواقفهم أن يدركوا تماماً أن مايهم هذا العدو وحكومته لايعدو عن استغلال هؤلاء في معركته «الاستراتيجية» ضد وطنهم ودول المنطقة.‏‏

يصعب على السوريين أن يفهموا كيف يمكن أن تتحول البندقية التي قاتلت عدواً محتلاً للأرض ومنتهكاً للعرض إلى سلاح بيد هذا العدو يقاتل معه ابناء شعبه ويدمر بناه التحتية ووسائط دفاعه الجوي ويأتمر بإمرة هذا العدو لتحقيق مصالحه على حساب مصلحة وطنهم… كيف يمكن ان تنتقل بندقية فلسطيني قدمتها له سورية لمحاربة الجيش العربي السوري خدمة لعدو احتل أرضه وشرده من بيته.‏‏

حديث الجنوب السوري- في درعا والقنيطرة- يأخذ اليوم قسطاً كبيراً من الثرثرة الدولية وكثيراً من الجدية السورية، فالجيش العربي السوري الذي حرر الغوطتين في ريف دمشق والريف الشرقي للقلمون والريفين الشمالي والجنوبي لحمص وحماه وقبلها تدمر ودير الزور وحلب، القى المنشورات على تلك المناطق تدعو من حمل السلاح للتخلي عنه والعودة لحضن الوطن على غرار ماجرى في الغوطة وفي ريفي حمص وحماه لأن سورية حضن الجميع وأم الجميع.‏‏

واهم من يعتقد أن العدو الإسرائيلي أو الولايات المتحدة قادرة أن تمنحه الحصانة والحماية للاستمرار في الاعتداء على المواطنين والأملاك العامة ومواصلة حمل السلاح ضد الدولة السورية، وعليه أن يتأكد أولا هل لهؤلاء القدرة على حماية انفسهم أولاً .. عليه أن يتذكر الرد الصاعق الذي لقيه العدو الإسرائيلي أكثر من مرة، وكيف تحولت صواريخ العدوان الثلاثي إلى العاب نارية امام شاشات التلفزة.‏‏

أيام وتتكشف حقيقة المشهد في الجنوب السوري كما تكشفت حقائق الميدان قبل ذلك في الحجر الأسود وبلدات الغوطة الغربية والشرقية والقلمون الشرقي وريفي حمص وحماه.. ومشهد عودة بلدات الغوطة آمنة مطمئنة إلى حضن الوطن الحامي لأبنائه ينبغي ألا تغيب عن اذهان السوريين أينما كانوا ..‏‏

ما ينطبق على الجنوب السوري ينطبق على المناطق السورية الأخرى التي توهم البعض فيها أن أمنهم وحمايتهم تنبع من التحالف مع عدو وطنهم .. لهؤلاء أينما كانوا نقول.. لا مكان لـ «اللحديون» في سورية.‏‏

صحيفة الثورة

انظر ايضاً

المقاومة اللبنانية تستهدف بالأسلحة المناسبة التجهيزات ‏التجسسية للعدو الإسرائيلي في موقع /مسكفعام/ شمال فلسطين المحتلة وتحقق إصابة مباشرة