قمة الدول السبع الكبرى تظهر عزلة واشنطن

دمشق-سانا

مواقف أوروبية وكندية غاضبة إزاء سياسات وقرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتصريحاته المتناقضة وغير المتزنة حيال العديد من القضايا الدولية وخاصة المتعلقة بالتجارة العالمية الأمر الذي أرخى بظلاله على قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى المنعقدة حاليا في كندا ما جعل واشنطن تظهر في عزلة بين حلفائها.

الخلافات احتدمت بين قادة المجموعة بسبب قرارات ترامب المتهورة المتعلقة بفرض الرسوم الجمركية على واردات الفولاذ والألمنيوم من دول الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك مؤخرا متجاهلا كل الانتقادات لهذه الخطوة وسط توقعات بفشل المشاركين في القمة بالتوصل إلى اتفاق على بنود بيان مشترك حول أعمالها.

ترامب الذي فرض خلال انطلاق أعمال القمة أمس جدول أعماله على حلفائه الغاضبين من سياساته اتهم دول الاتحاد الأوروبي وكندا بـ “الحمائية” في حين دعا إلى عودة روسيا إلى المجموعة الأمر الذي أيده رئيس الوزراء الإيطالي الجديد جوزيبي كونتي.

في غضون ذلك يسعى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والأعضاء الآخرون في المجموعة إلى إقناع ترامب بعدم استهداف قطاعات صناعية أخرى برسومه الجمركية.

وقال ماكرون: إنني “مقتنع بأن أوروبا ستحافظ على وحدتها وستبقى كذلك لوقت طويل” متحدثاً عن تشكيل جبهة مشتركة في وقت رفع فيه الاتحاد الأوروبي شكوى ضد الولايات المتحدة إلى منظمة التجارة العالمية وأعد لائحة بالرسوم الجمركية ضد بعض المنتجات الأمريكية لكن هذه التدابير الانتقامية لم تدخل بعد حيز التنفيذ إذ على الدول الأعضاء أن توافق على القائمة غير أن ألمانيا تفضل الحذر خوفاً من أن يقوم ترامب بفرض رسوم على السيارات الأجنبية قريباً.

وحيال قرارات ترامب الأخرى المتعلقة باتفاقية المناخ والاتفاق النووي مع إيران يشدد الأوروبيون على الدفاع عن اتفاقية باريس للمناخ مع ضرورة تحديد “قواعد مشتركة” للتبادل الحر إضافة إلى التمسك بالاتفاق النووي ومواصلة تنفيذه.

وفي سياق المواقف الأوروبية أكد رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك أن قرارات ترامب المتعلقة بالتجارة تشكل “خطرا حقيقيا” على الاتحاد الأوروبي فيما حذرت فرنسا والمانيا من أنهما لن توقعا على البيان النهائي للقمة ما لم تقدم واشنطن بعض التنازلات الرئيسية.

وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند أعلنت أن فرض واشنطن رسوما على وارداتها من الفولاذ والألمنيوم “مخالف للقانون” وسيواجه بإجراءات انتقامية فيما أعلن ترامب تحقيق تقدم في المحادثات التجارية مع رئيس الوزراء الكندي خلال أعمال القمة.

المراقبون يرون أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب حيال واردات الصلب والألمنيوم من عدد من الدول تأتي في إطار سياسة الحمائية التجارية التي تنفذها الإدارة الأمريكية من خلال فرض القيود على التجارة العالمية في محاولات منها للسيطرة والهيمنة على الاقتصاد العالمي دونما اعتبار لمصالح شركائها التجاريين حول العالم.

باسمة كنون