أكثر من 500 يوم لترامب في البيت الأبيض… تخبط سياسي وافتعال أزمات

دمشق-سانا

“هذا هو يومي الـ 500 في المكتب البيضاوي.. أنجزنا الكثير من الأمور التي يعتقد الكثيرون أنها أكثر من انجازات أي رئيس سابق خلال هذه الفترة” هكذا غرد الرئيس الأمريكي المثير للجدل دونالد ترامب على صفحته في تويتر محتفلا بما اعتبره إنجازات داخلية من فرض ضوابط للضرائب وخفض للجريمة والهجرة غير الشرعية وجعل الاقتصاد أقوى وتوفير وظائف أكثر .

ترامب الذي تباهى بإنجازاته الداخلية تجاهل قراراته المتناقضة وتخبطه في السياسة الخارجية ما دفع الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية جون برينان إلى وصفه بالغلطة العابرة التي ستختفي قريبا مشيرا إلى أن نزوات ترامب الطائشة وسياساته الجمركية السيئة تضر بمركز الولايات المتحدة الدولي وبمصالحها القومية.

ليست المرة الأولى التي يحاول فيها ترامب التعبير عن جنون العظمة لديه حيث كان وصف نفسه في تموز الماضي بأنه أفضل رئيس أمريكي في التاريخ لأنه خلال خمسة أشهر استطاع أن يحقق لبلاده ما لم يستطع تحقيقه الرؤساء الـ 44 السابقون في مثل هذه المدة القصيرة.

في عرض لـ “إنجازات” ترامب الخارجية نجد أنه تسبب بزيادة التوتر في العالم عبر مواصلة دعمه للإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية للدول إضافة إلى الاعتداء العسكري المباشر عليها والانسحاب من الاتفاقات الدولية والتجارية حيث استمر في دعمه للإرهاب في سورية عبر تحالف بلاده غير الشرعي الذي تم تأسيسه في العام 2014 تحت مزاعم محاربة تنظيم داعش الإرهابي لكن الوقائع أثبتت أنه يوفر الحماية لإرهابيي التنظيم وغيرهم ممن تجمعهم واشنطن في مناطق وجودها غير الشرعي في سورية ليرتكبوا أبشع الجرائم بحق الشعب السوري.

ولم تكتف الولايات المتحدة بدعم الإرهاب وبالمجازر التي يرتكبها طيران تحالفها ويذهب ضحيتها السوريون الأبرياء وباستهداف البنية التحتية وتدمير مدن بكاملها كما حصل في الرقة بل شنت عدوانا ضد سورية في الرابع عشر من نيسان الماضي بالتعاون مع شركائها بدعم الإرهاب بريطانيا وفرنسا بزعم استخدام السلاح الكيميائي في مدينة دوما بريف دمشق تلك المسرحية التي فبركها الارهابيون بايحاء من الدول الراعية لهم لاتهام الدولة السورية بها.

أكثر من 500 يوم من حكم ترامب ظهر فيها بوضوح دور كيان الاحتلال الإسرائيلي في رسم سياساته المتهورة ليقدم على ما لم يجرؤء أسلافه على القيام به وهو الاعتراف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال ونقل سفارة بلاده إليها كما برز دور النظام السعودي في تنفيذ سياسات ترامب الطائشة عبر مده بمئات مليارات الدولارات لتمكين محمد بن سلمان من تسلم الحكم ضمن ما تسمى صفقة القرن الرامية الى تصفية القضية الفلسطينية على حساب حقوق الشعب الفلسطيني إلى جانب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران.

سمسار العقارات يعتمد التجارة في سياساته ويبني علاقته مع أنظمة الخليج وفي مقدمتها النظام السعودي على الابتزاز الواضح فخلال حملته الانتخابية طالب السعودية بدفع فاتورة حمايتها قائلا: “لولا الولايات المتحدة ما كان للسعودية أن توجد أو تبقى” ليتسلم أولى دفعات ثمن الحماية خلال زيارته الى الرياض عبر صفقة تسليح تجاوزت قيمتها 460 مليار دولار تبعتها 200 مليار دولار أخرى قدمها ابن سلمان خلال زيارته الولايات المتحدة في آذار الماضي.

سياسات ترامب غير المتزنة وعزمه تصعيد الأزمات الدولية استلزم منه تجميع جوقة مروجي الحروب وداعمي كيان الاحتلال الإسرائيلي في البيت الأبيض حيث أقال وزير خارجيته ريكس تيلرسون وعين مارك بومبيو مدير وكالة الاستخبارات المركزية( سي اي ايه) مكانه كما أقال مستشار الأمن القومي هربرت ريموند ماكماستر وعين الصهيوني جون بولتون بدلا منه الأمر الذي حظي بترحيب مسؤءولي الكيان الصهيوني الذين وصفوا بولتون بالصديق الحقيقي .

وقوف دول محور المقاومة في وجه المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة لم يرق لترامب الذي رضخ لمشيئة كيان الاحتلال الإسرائيلي والنظام السعودي وأعلن في أيار الماضي انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الذي وقعته مجموعة الست مع إيران عام 2015 وإعادة فرض عقوبات عليها رغم معارضة الاتحاد الأوروبي وروسيا وتحذيرهما من عواقب هذه الخطوة ورغم تأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية احترام طهران التزاماتها بموجب الاتفاق.

حتى حلفاء ترامب لم يسلموا من تهوره حيث فرض رسوما جمركية على واردات الفولاذ والألمنيوم من دول الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك والذي دخل حيز التنفيذ مطلع الشهر الجاري إضافة إلى تهديده بفرض رسوم على واردات السيارات إلى بلاده متجاهلا التحذيرات من حرب تجارية عالمية تهز أسواق المال وتعيق النمو الاقتصادي العالمي وأكملها بنسفه نتائج قمة مجموعة السبع في كندا بعد تراجعه عن بيانها الختامي الذي كان وافق عليه.

تؤكد الوقائع أن التخبط سمة أساسية لأيام ترامب ال500 في البيت الأبيض حيث تحضر المزاجية بقوة في قراراته لينقلب بلحظة واحدة على سياسات ومواقف سبق أن تبناها واتفاقات دولية سبق لبلاده أن وقعتها مثيرا حالة من الجدل وربما يبرر العالم له هذه المزاجية بعد أن خضع لفحص حول سلامة قواه العقلية لكنه لن يغفر للولايات المتحدة اختيارها رئيسا قد يجر العالم إلى حرب عالمية ثالثة جراء سياساته الرعناء.

عاليا عيسى

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

استقالة مديرة جهاز الخدمة السرية الأمريكية بعد محاولة اغتيال ترامب

واشنطن-سانا قدمت مديرة جهاز الخدمة السرية الأمريكية كيمبرلي تشيتل استقالتها وسط تدقيق في الثغرات الأمنية …