تحضيرات العيد تلون الحياة في مدينة الرستن بعد غياب لسنوات

حمص-سانا

بكبرياء فطري اكتسبته من طبيعة الحضارة السورية تطوي مدينة الرستن بريف حمص الشمالي صفحات السنوات العجاف وتستحضر ألوان الفرح والبهجة وهي تتحضر لاستقبال عيد الفطر بعد غياب مظاهر العيد لسنوات بسبب الإرهاب.

المدينة التي بدأت تستعيد عافيتها تدريجيا من مختلف الجوانب الأمنية والخدمية والاقتصادية والاجتماعية بهمة أهلها ومساندة يومية من قبل الجهات المعنية تبدو اليوم منشغلة ببلسمة جراحها النفسية والمادية وربما تكون مناسبة عيد الفطر الوقت المثالي لاظهار قدرتها على استعادة الحياة الهادئة والمنتجة والامنة بالوقت نفسه.

كاميرا سانا زارت المدينة في الأيام الأخيرة من شهر رمضان ورصدت النشاط الاجتماعي والخدمي والاقتصادي فيها حيث ينشغل الجميع باعمار ما دمره الإرهاب من مرافق خدمية وبنى تحتية ومنازل سكنية ومحال تجارية ولا سيما أن المنطقة تقع في قلب سورية ولها ثقل زراعي وتجاري وصناعي ويحاول ابناؤءها استعادة موقعها الإنتاجي والريادي على مستوى المنطقة الوسطى بشكل خاص وسورية بشكل عام.

السيدة أم محمد من أهالي الرستن نوهت في لقاء مع سانا بما تشهده المدينة من أجواء آمنة ومستقرة وحالة التعافي الاقتصادي وعودة النشاط التجاري استعدادا للعيد الذي غابت بهجته لسنوات داعية الجهات المعنية للإسراع بتأهيل البنى والمرافق الخدمية واعادة الخدمات وعلى رأسها الكهرباء.

تمام المطر صاحب محل تجاري في الشارع الرئيسي للمدينة أشار إلى أن العيد هذا العام هو اول عيد حقيقي يمر على المدينة بعد عودة الامن والاستقرار اليها وهذا ما يؤءكده اكتظاظ الأسواق بالناس ولا سيما خلال العشر الأخير من رمضان داعيا لإعادة فتح مياه الري من بحيرة قطينه لتغذية أراضي وحقول المنطقة التي تعد منطقة إنتاج زراعي على نطاق واسع.

وخلال تواجد فريق عمل سانا تم رصد مرور عدد من السيارات المحملة بالأثاث المنزلي مع أصحابها العائدين إلى مدينتهم وقضاء فترة العيد وسط أهلهم بعد ان وصلتهم الاخبار عن الاوضاع الامنة المستقرة التي باتت تنعم بها منطقتهم.

محمد عبد العزيز ديك من أهالي الرستن قال إن عودة الحياة الى مجراها الطبيعي في المنطقة والمدن والبلدات المجاورة انعكست على الأهالي في الجوانب كافة وفور استعادة الأمان طرأ انخفاض كبير على اسعار معظم السلع بمعدل 90 بالمئة ومن بينها الخبز حيث كان سعر الربطة الواحدة نحو 600 ليرة سورية والغاز الذي تجاوز سعر الاسطوانة الواحدة منه 15 الف ليرة خلال الفترة الماضية وهذا ينسحب على معظم المواد التموينية والأساسية التي باتت متوافرة باسعار السوق ودون أي زيادة.

ورأى خالد عبدو بحوح أن انتعاش الحركة الاقتصادية وتعزيز استقرار الأهالي مرهون بايجاد فرص عمل للشباب الذين فقدوا أعمالهم وقطاعاتهم الإنتاجية جراء الحرب من خلال إطلاق مشاريع إنتاجية وتأهيل المتعثر منها ناهيك عن تعويض النقص الحاد في كوادر معظم المؤسسات الخدمية في المنطقة.

التاجر محمود حمدان اعتبر أن حركة السوق والبيع والشراء في تحسن ملحوظ خلال هذه الفترة والأسعار مقبولة مطالبا بمعالجة الواقع الخدمي وتحسين واقع النظافة العامة ورفع مخصصات مدينة الرستن من مادة الخبز.

وللإجابة على مطالب الأهالي الخدمية التقى فريق سانا صلاح الحيدة المراقب الفني في مجلس مدينة الرستن الذي كشف ان هناك نقصا في الكوادر العاملة لدى المجلس في الوقت الراهن وتم رفع مذكرة لمحافظة حمص لتعيين عمال جدد تلبية للاحتياجات الخدمية المتصاعدة مشيرا إلى أن لدى المجلس حاليا سيارتين فقط لتنفيذ أعمال ترحيل القمامة.

وتوقع الحيدة أن تشهد منطقة الرستن التي يقدر عدد سكانها حاليا بنحو 75 ألف نسمة وتتبع لها 23 مدينة وبلدة وقرية في ريف محافظة حمص الشمالي مطلع العام المقبل طفرة خدمية في ضوء لحظها بالاعتمادات المالية المطلوبة لإعادة تأهيل مختلف المرافق المتضررة جراء الارهاب.

عبدالله الشيخ

انظر ايضاً

المقاومة اللبنانية تستهدف بالأسلحة المناسبة التجهيزات ‏التجسسية للعدو الإسرائيلي في موقع /مسكفعام/ شمال فلسطين المحتلة وتحقق إصابة مباشرة