أردوغان يوسّع خريطة أطماعه.. وأميركا تتوهم البقاء

من عفرين ومنبج وريف إدلب، ثم إلى شرق الفرات، ورئيس النظام التركي الواهن رجب طيب أردوغان يسعى لتوسيع خريطة السيطرة على الأراضي السورية، بذريعة مواجهة الجماعات الكردية، بينما الحقيقة أنه يخطط لقضم أكبر مساحة داخل تلك الأراضي لإحياء حلم عودة الإمبراطورية العثمانية مرة أخرى.‏

أردوغان لا يستطيع اللعب وحيداً وأبعد ما يكون عن الوقوف على المسرح السياسي بمفرده، حيث تسحبه الولايات المتحدة التي تشتهي دائماً إثارة الصدامات والنزاعات الإقليمية من يده، عبر تعزيز فكرة الأزمة الإنسانية في المنطقة، وفي الوقت الذي تدعم فيه الإرهاب لتحقيق غاياتها، مستخدمة إياه كفزاعة لإنجاح فكرتها، وصرف الانتباه عن الغاية الرئيسية، ما يؤكد أن دعاية مكافحته مجرد خدعة، ليس أكثر، ويؤكد أيضاً أن واشنطن كمن يحفر ذنوبه وعيوبه على النحاس والأخشاب العتيقة، ويدون «الفضائل» التي يدّعيها على صفحات الماء وألواح الجليد، وإلا لما كانت فكرة البقاء في سورية تراودها، بحجة أن هناك مكاسب «أمنية» تم تحقيقها ويجب حمايتها!!‏ ففي مسعى منها لتحقيق أجنداتها تنشئ الولايات المتحدة بؤر توتر مصطنعة، عبر أفق ضيق دون الأخذ بعين الاعتبار تقلص الوسائل المتاحة أمامها تدريجياً وانحسار مداها، ولم يبق منها سوى «التنف» المحاصرة بالجيش العربي السوري، ومخيم الركبان الذي تفوح من أسواره رائحة الفضائح الإنسانية التي ترتكبها.‏

بالعودة لتركيا فهي تحت ذريعة محاربة تنظيم داعش الذي تدعمه أصلاً، وتحجيم أي دور للأكراد الذين تتخذهم ذريعة دائمة كمسمار جحا، تحاول توسيع رقعة نفوذها في الشمال والشرق على نحو غير مسبوق، منذ أن أطلقت ما يسمى عملية درع الفرات في آب 2016، ودخلت آلياتها الأراضي السورية لأول مرة، وقد ذهب أردوغان إلى أبعد من سورية، حين هدد في آذار الماضي بدخول قواته إلى قضاء سنجار شمالي العراق، والحجة أيضاً تطهيره من العناصر الكردية، ليحشد اليوم تلك القوات لشن عملية شرقي نهر الفرات، حيث توجد «قسد»، فيما الغاية تحقيق أضغاث حلمه توسيع دائرة نفوذه إلى تلك المنطقة.‏

حتى الآن لم يراع النظام التركي القوانين الدولية، ويتابع مخططه العدواني الاستفزازي داخل الأراضي السورية، بذريعة تأمين حدود بلاده الشرقية والجنوبية، وحفاظاً على أمنها المزعوم، وهو ما يثير مع مرور الوقت جدلاً واسعاً، ولاسيما مع الأطراف الفاعلة في حل الأزمة والتي تتشارك وإياه اللقاءات والاتفاقات لتخفيف التوتر، لكن وراء الأكمة ما وراءها، حيث يرسم في الخفاء خريطة جديدة ويتوهم أيضاً تعليقها، محاولاً دون جدوى الهروب من مسؤولياته واستخدام مرتزقته في عملياته العسكرية قبل أن ينقلبوا عليه، لكن الأنباء تتحدث بأنهم باتوا قاب قوسين أو أدنى من ذاك الانقلاب.‏

بقلم حسين صقر

 

انظر ايضاً

المقاومة اللبنانية تستهدف بالأسلحة المناسبة التجهيزات ‏التجسسية للعدو الإسرائيلي في موقع /مسكفعام/ شمال فلسطين المحتلة وتحقق إصابة مباشرة