مع تواصل اللقاءات التشاورية بموسكو.. مشاركون يشيرون إلى تفاؤل بإمكانية نجاحها

موسكو-سانا

استأنف المشاركون في اللقاءات التشاورية حول الأزمة في سورية اجتماعاتهم أمس الثلاثاء في موسكو لليوم الثاني وراء أبواب مغلقة ودون تغطيات إعلامية كما قرر منظمو هذه اللقاءات الروس وتحدث مشاركون من ممثلي “المعارضة” عن مسعى لمحاولة إيجاد تقاطعات فيما بينهم مشيرين إلى تفاؤل بموقف روسيا وتاريخها غير الاستعماري.

وأعرب سمير هواش عضو المكتب السياسي لحزب الشعب المشارك في اللقاء التشاوري حول الأزمة في سورية في حديث لمراسل سانا في موسكو عن الحاجة للتوافق والحوار حتى “نتمكن من تحقيق الحل السياسي إلى جانب مكافحة الارهاب” مشيرا إلى أن الحوار بين ممثلي المعارضات السورية سيمكنهم من التوصل إلى إتفاق على رؤية موحدة لكيفية الخروج من الأزمة في سورية.

ولفت هواش إلى وجود “انقسامات” حادة جدا بين أطراف المعارضة من حيث الرؤى الموجودة لدى كل طرف منها وهذا ما يفسر الحاجة الملحة للحوار للاطلاع على جميع وجهات النظر وجها لوجه لنتمكن من صياغة رؤية واحدة أو على الأقل متقاربة للخروج من الأزمة التي تمر بها بلادنا.

وقال هواش “إننا يجب ان نكون متفقين جميعا على أن نقف خلف الجيش العربي السوري في مواجهة التنظيمات الإرهابية مثل داعش وجبهة النصرة وأخواتهما والتي لا يمكن لأحد حتى التفكير في الحوار معها أبدا”.

بدوره اعتبر ماجد حبو أمين سر هيئة التنسيق في المهجر أن “لقاء موسكو التشاوري هو منصة إعلامية بالدرجة الأولى وسياسية أيضا من أجل إيصال صوت المعارضة التي تؤمن بالمشروع الوطني الديمقراطي ولا تسيء لمصطلح السيادة بمعنى أنها ليست تابعة لمشاريع اقليمية ودولية من أجل إيجاد الطريق بالتوافق مع كل الأطراف حكومة ومعارضة بهدف الخروج بحل سياسي للأزمة في سورية”.

وبحسب حبو فإن الهيئة “كانت منذ البداية داعما لأي حل سياسي للأزمة في سورية” معتبرا  أن “هيئة التنسيق مشاركة في هذا اللقاء من خلال أفرادها الذين يمثلون وجهة نظرها لإيجاد جسور في بناء الثقة بين الحكومة والمعارضة وخصوصا فيما يتعلق بملف المعتقلين ووقف العنف وهي من الملفات التي تهم المواطن السوري اليوم”.

وفي مقابلة مماثلة لمراسل سانا في موسكو اعتبر عبد المجيد حمو الأمين المساعد لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي أن تلبية الدعوة الشخصية للمشاركة في هذا اللقاء التشاوري التمهيدي في موسكو “جاءت للتعبير عن موقف حزبه من أجل إيجاد مخرج وحل سياسيين للوضع في سورية من أجل مستقبل أفضل”  مضيفا “إننا نلتقي كسوريين من أجل البحث عن إيجاد مناخات تحقق الأمن والأمان للمواطنين والسعي من أجل التوجه نحو مفاوضات تحقق الحل السياسي ” ومعربا عن اعتقاده ” بأن لقاء موسكو بين السوريين ليس بديلا عن جنيف بل هو من أجل إيجاد مناخات للإنتقال إلى وضع أفضل وأسس للإنطلاق نحو تحقيق ما قرره جنيف1″.

بدوره قال فاتح جاموس عضو تيار الطريق السلمي وجبهة التغيير والتحرير في مقابلة مماثلة لـ سانا إن “الأطراف التي لم تحضر إلى موسكو أرادت أن تخرب حتى النهاية هذا اللقاء بينما تبدو الأطراف التي حضرت جاهزة للوصول إلى حد ما من التوافق رغم بعض الخلافات فيما بينها” واصفا لقاءات موسكو بأنها “مهمة جدا” .5

واعتبر جاموس أن “هناك امكانية للنجاح في السير بخطى كبيرة نحو العملية السياسية لان عينة المعارضة المتواجدة في موسكو والتي عمل الروس على جمعها تختلف كليا عن عينة المعارضة التي كانت في جنبف” معربا عن “تفاؤله /بالحدود الاولية/ لإطلاق سلسلة من الخطوات التي تساعد على تحقيق امل بسيط للخروج من الوضع الراهن في سورية”.

وفي مقابلة مماثلة قال الشيخ محمود العرق ابن عروج شيخ قبيلة بني لام في سورية عضو مجلس قيادة العشائر في سورية  إن “اليوم الأول من لقاء موسكو كان إيجابيا وممتازا وشكل بداية موفقة والاختلافات في وجهات النظر لدى الأطراف الموجودة كانت قليلة إذ ان هم الجميع كان منصبا حول إيجاد حلول حقيقية ترضي الجميع ومن دون إقصاء أحد “مشيرا إلى” عدم وجود أي أجندات سياسية لوفده”.

بدوره عبر الشيخ قصي الويس عضو مجلس العشائر السوري المشارك في لقاء موسكو عن أمله بأن يفضي هذا اللقاء إلى التوافق على رؤية موحدة تجاه الأزمة في سورية والعمل بشكل موحد ضد الإرهاب والاتفاق في جلسات حوارية أخرى .

من جهته أعرب الشيخ أحمد حسن العلي عضو مجلس العشائر السورية من عشيرة شعيطات في دير الزور عن تفاوءله بموقف الجانب الروسي الذي دعا الى هذا اللقاء للتوصل الى حل بالطرق السلمية للازمة في سورية وان يسهم في انهائها مشيرا الى انه يتمنى أن يمهد هذا اللقاء لحوار ينهي المآسي التي يعيشها الشعب السوري.

وقال الشيخ فيصل محمد عبد الرحمن رئيس مجلس العشائر السورية “إن المشاركين وصلوا إلى قناعة تامة بأنه لم يعد هناك سوى الحل السياسي الذي يبدأ بطلب الممكن من الحكومة وليس المستحيل وعلى أن تطلب الحكومة من المعارضين طلبات معقولة “مؤكدا أن مجلس العشائر السورية هو على مسافة واحدة من الكل ولا يميز بين هذا وذاك لأن العشائر هي الإناء الحاوي لكل الشعب السوري.2

ولفت عبد الرحمن إلى تفاؤله بهذه اللقاءات في موسكو التي لم تكن ضليعة باستعمار الشعوب ولم تشارك بمعاهدة سايكس بيكو وهي صديقة للشعوب المضطهدة.

من جانبه قال الشيخ رضوان محمد الطحان شيخ قبيلة الأيم من الجولان “إننا على أمل بأن تتوافق كل الأطراف من أجل إيجاد صيغة لحل هذه الأزمة التي لا يمكن أن يحلها إلا السوريون بذاتهم”.

ولفت الشيخ الطحان إلى “أن الأطياف السورية تعيش منذ آلاف السنين معا ولكن غزتنا أفكار جديدة جلبها المستعمر الغربي والأمريكي والصهيونية العالمية للقضاء على تلاقي السوريين معا باتجاه العنصر المقاوم للعدو الذي يحاول جاهدا النيل من سورية”.

وكانت الخارجية الروسية أكدت أن هذا اللقاء هو تشاوري وغير رسمي يجري دون  شروط مسبقة ولن يقر أي وثائق ولن يشارك فيه أي مسؤولين روس على أي مستوى كما لن تتمثل فيه دول أخرى بل يساعد في إدارته وتنظيمه باحثون وخبراء روس متخصصون في شؤون الشرق الأوسط وعلى رأسهم البروفيسور فيتالي نعومكين مدير معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية.

انظر ايضاً

منتدى موسكو يبدد التشويش.. تركيز على مكافحة الإرهاب والحل السياسي

دمشق-سانا لم يمنع صقيع موسكو مع انتهاء مناقشات اليوم الأول للقاء التشاوري بين وفد الجمهورية …