صدور المجموعة الشعرية الأخيرة للراحل وفيق سليطين

دمشق-سانا

“ذلك البزوغ الأول ذلك الاحتجاب العظيم” المجموعة الشعرية الأخيرة للراحل الدكتور وفيق سليطين والتي صدرت قبيل رحيله بأيام لتؤكد لنا حضور المبدع وإن غاب.

وتظهر المجموعة حضور قصيدة النثر وبهاءها طالما حملت الفكر والصور والمعاني المحتشدة بلغة بسيطة ومفردات سهلة تأتي أهميتها من براعة الشاعر في استخدامها عبر علاقات ومعان جديدة.

ويشتغل الشاعر على الجانب الفلسفي النفسي في تحليل الذات الإنسانية من النص الأول الذي أخذ الرقم واحد ضارباً عرض الحائط بالعناوين ربما ليقول لنا أن القصيدة تعرف من محتواها وليس من عنوانها وربما كل قارئ يعنونها بما تترك أثراً فيه حيث يقول في هذا النص..

“لمن نكتب ونحن ندير مرايا العدم في كل شيء..

سبقنا ظلنا إلى المقبرة

وما زلنا في الطريق نحزن قليلاً

ونقرأ اليافطات الملونة”.

وفي النص 2 يظهر البعد الفلسفي النفسي للذات الإنسانية حين يقول فيه “قرأنا عن اللا شيء

وقرأنا فيه ما يشبهنا..

في صحوة الاختلاف كتبنا أسماءنا

هناك على الحافة المتجمدة”.

ورغم أن الشاعر سليطين يرى في الأشياء ما لا يراه الآخرون فللحجر عيون ووجوهنا حجارة إلا أنه يطوع تلك العلاقات للهموم الحياتية الاجتماعية والوطنية والإنسانية فهو يتحدث بصيغة الأنا عن الإنسان السوري الذي حولته الحرب الإرهابية على بلادنا إلى حجارة كما في قوله “ورجمني الحجر بنظرته الحادة لم تغير فيك شيئاً الحرب التي أخذت رحيقي الحجر الذي مات في داخلي كان وجهي الأجمل”.

وتحتوي المجموعة الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب على 44 نصاً دون عنوان ويذكر أن الشاعر سليطين يحمل دكتوراه في الآداب وهو عضو في الهيئة التدريسية بجامعة تشرين وفي اتحاد الكتاب العرب جمعية الشعر، من أعماله الشعرية (أسفار الكائن الآخر) و(في سماء الهديل) و(حافياً إلا من هذا الحب) ومن مؤلفاته النقدية (الزمن الأبدي) و(غواية الاستعادة).

بلال أحمد

انظر ايضاً

بعد مسيرة حافلة.. رحيل الباحث والأديب وفيق سليطين عن عمر 60 عاماً

اللاذقية-سانا خسرت الأوساط الثقافية والأدبية في سورية عموماً واللاذقية خصوصاً اليوم الباحث والأديب والشاعر الدكتور …