الحقن بالخلايا الجذعية بين وعود بشباب دائم وتحذيرات من غياب الأدلة

حمص-سانا

تشهد عمليات الحقن بالخلايا الجذعية رواجا كبيرا مع مرور الوقت خاصة في مجالات الطب التجميلي لشد الوجه وملء الجلد في مناطق متعددة من الجسم وبالتالي الحصول على مظهر أكثر جمالا والتخلص من التجاعيد ومظاهر الشيخوخة في وقت يدعو فيه أطباء إلى التروي وانتظار براهين علمية مثبتة حول فعاليتها.

ويقول اختصاصي جراحة تجميل الوجه والأنف الدكتور سمير عاقلة ان أعضاء جسم الإنسان مكونة من خلايا مسؤولة عن وظائفه كل حسب موقعها وبسبب التعرض لعوامل خارجية وإجهاد الجسم ومرور الزمن تتلف بعض الخلايا بشكل يومي فيقوم الجسم باستبدال الخلايا التالفة وترميم الخلايا بخلايا جديدة وهنا يأتي دور الخلايا الجذعية.

ويوضح الدكتور عاقلة أن الخلايا الجذعية تتميز بقدرتها على الانقسام وترميم خلايا الجسم التالفة أو المصابة وهي نوعان الأول الخلايا الجذعية الجنينية التي تتكون في المراحل الأولى من حياة الجنين وتكثر في الحبل السري وتمتلك القدرة على التحول إلى كل أنواع خلايا الجسم والنوع الثاني الخلايا الجذعية البالغة وتوجد في جسم ودم الأطفال والبالغين ولها القدرة على تكوين أنواع متخصصة من الخلايا وليس كل خلايا الجسم ومنها “الخلايا الجلدية”.

ويبين الاختصاصي أن حقن الخلايا الجذعية في الوجه عن طريق حقن بلازما الدم يزيد من إنتاج خلايا الجلد الجديدة وينشط إنتاج الكولاجين والإيلاستين المسؤول عن مرونة الجلد وبذلك يتم شد الوجه ويستعيد نضارته مما يجعله أكثر شبابا ونقاء.

ويضيف انه يمكن حقن بلازما الدم في الوجه “الجبين وحول العينين والخد والذقن وحول الشفتين والرقبة وجلد الصدر واليدين والكفين” مؤكدا ان “الموضوع آمن ودون أضرار أو آثار جانبية كون الخلايا مستخرجة من نفس الشخص ولا توجد مخاوف من انتقال أي عدوى”.

وعن طريقة الحقن يلفت عاقلة إلى انه يتم سحب كمية صغيرة من دم نفس الشخص وفصل الدم للحصول على المصل الصافي ويعمد إلى حقنه مباشرة في المكان المطلوب بأيد خبيرة وينصح بإجراء جلسة كل أسبوعين أو ثلاثة حسب كل حالة ويتطلب الأمر بين 3 إلى 6 جلسات للحصول على نتائج جيدة ثم إجراء جلسة كل سنة للحفاظ على النضارة والشباب الدائم.

ويرى عاقلة ان تكاليف العلاج بالخلايا الجذعية “قليلة جدا” مقارنة بحقن المواد المالئة والبوتكس مشيرا إلى أنه متبع منذ ما يزيد على عشر سنوات حيث استخدم آنذاك لعلاج التشوهات والحروق.

ولضمان نتائج الحقن ومحاربة التجاعيد والشيخوخة والهالات السوداء ينصح الدكتور عاقلة بإعطاء الجسم حقه من النوم وعدم السهر طويلا لان عملية ترميم الخلايا تتم أثناء النوم ويفضل النوم دون أضواء مبهرة وتناول الطعام الصحي للحصول على الفيتامينات اللازمة لترميم خلايا الجسم وتجنب الريجيم غير المدروس والابتعاد عن التدخين والنرجيلة وعدم التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة خاصة في الظهيرة.

وبالمقابل يحذر علماء من الادعاءات التي تروج حول فوائد التجميل بالخلايا الجذعية مؤكدين أنه لم يتم حتى الآن تقديم براهين وأدلة علمية عن صحتها.

وكان باحثون في جامعة ستانفورد أكدوا في مقال نشروه في مجلة “جراحات الترميم والتجميل” الصادرة عن الجمعية الأمريكية لجراحي التجميل “أن مثل هذه الادعاءات تنتشر قبل ورود أي أدلة علمية حول سلامة وكفاءة هذه العمليات”.

ويقول الدكتور مايكل لونغاكير الباحث في المركز الطبي للجامعة “بينما تظل العلاجات بالخلايا الجذعية في مراحلها الابتدائية الأولى فإن هناك عددا متزايدا من جراحي التجميل الذين يروجون للعمليات الجراحية بوصفها عمليات دقيقة وأخف من الناحية الجراحية”.

لارا أحمد