الملحن وليم حسن: على الفنان أن يطرح ما بداخله بوجدانية خالصة

اللاذقية-سانا

الملحن الموسيقي وليم حسن تعلم العزف على آلة العود منذ طفولته وتابع دراسته بشكل شخصي حتى أصبح متمكنا من الآلة وخلال دراسته الجامعيه شكل فرقة “الوطن” للأغنية الوطنية قدم من خلال هذه الفرقة أغنيات على عدة مسارح داخل القطر وجل أعمال الفرقة كانت للشاعر الكبير محمود درويش وجميعها من ألحانه كعمل بعنوان عيونك شوكة في القلب.

وعن مسيرة حياته الغنية قال حسن في حوار لـ سانا “بعد التخرج سافرت إلى لبنان وتابعت دراسة الموسيقا على يد كبار الاساتذة كما درست التوزيع الموسيقي وبعدها عملت لصالح مهرجان الأغنية السورية لاربع دورات اضافة الى عملي كمشرف موسيقي لمهرجان المحبة عدة دورات إضافة إلى مهرجان الأغنية السورية الذي تميز من خلال ألحانه لاغاني /ياريت/الباب/ قلت لي انطريني/ الأرض/ و عمل غنائي اخر بعنوان “دمشق” للشاعر الكبير نزار قباني كما كنت مسؤولا موسيقيا عن إحتفاليات بحصين البحر بالتنسيق مع الممثل الراحل نضال سيجري بمناسبة الذكرى السنوية لرحيل الكبير سعد الله ونوس”.

وأضاف “كتبت موسيقا تصويرية لفيلم تلفزيوني بعنوان “الأستاذ” لصالح الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون إضافة إلى موسيقا تصويرية لمسرحيات كثيره لصالح مديرية المسارح والموسيقا ونقابة الفنانين ولحنت لهم أغنيات مختلفة للمسرح كما كتبت موسيقا لأعمال مسرحية لمخرجين كثر منهم‏ هاني محمد وسليمان شريبا وسهيل حداد وفائق عرقسوسي والأب الراحل حسن اسرب إضافة إلى التعامل مع شعراء كبار منهم نزار قباني ومحمود درويش وجوزيف حرب ومارون كرم وشعبان سليم و منيف حميدوش.

ويرى أن الموسيقا ليست مخصصة فقط للبهجة والسرور وانما هي لغة عالمية يتلقفها البشر ويستمعون اليها وهي تحاور و تدغدغ الأحاسيس والمشاعر وتحاكي وتخاطب الضمائر وتعبر عن كل الحالات التي يمر بها الإنسان من فرح وحزن وانتصار وانكسار ولذلك بعد أن شنت هذه الحرب الكونية على سورية وتغيرت الظروف وأحوال الناس وتغيرت معها كل المعطيات لذلك فقد قدم عدة أغنيات تحاكي الحرب بصوت المطربة لينا نجم بعنوان “بدك تعرف شو ديني” و “تراب بلادي” و قدم مؤخرا نشيد ” لبينا الندا” وذلك في دلالة على أن الفن الحقيقي موجود دائما ومواكب لكل حالات البشر.

وتابع دائما حلم الفنان أن يقدم عملا يحبه أكثر الناس لا العكس ومن هذا المنطلق فإن الفنان لكل الناس وعليه أن يطرح ما بداخله بوجدانية خالصة وأن يتمتع بقدرته على الفصل و أن يشير إلى الخطأ أينما وجد فغايته الأولى الوطن لأنه هو الإنسان بكل حالاته كالفرح والحزن والعشق والبعد والنضال والانكسار حسب تعبيره وفرقته الموسيقية تحمل هذا الاسم “الوطن” وكلمة الوطن نجدها بكلمات الأغنيات التي لحنتها وكتبت بعضاً منها.‏

وعن رأيه بالدراما السورية التي قدمت هذا العام أوضح حسن أنها متفاوتة بين الجيد والعادي فمثلا مسلسل “عناية مشددة” الأكثر مشاهدة وهو إخراجيا رائع وممثلوه مميزون ولكن حسب تعبيره كان توصيفا للواقع لا أكثر وأغنية الشاره “أكلت” العمل الدرامي .

وأشار إلى ان الموهبة الجيده لا تكفي فهناك الثقافة والوعي وأن يكون صاحب الموهبة لديه مشروع بالحياة وهدف محدد بعد ذلك يأتي التدريب وإختيار الكلمات وكتابة الموسيقا التي تتناسب مع هذا الصوت.

وبين أن المسؤولية مضاعفة على الفنانين لأنهم واجهة المجتمع فهناك فنانون سخروا إرثهم الفني لوطنهم وممكن أن نجد العكس ممن سخر وضعه الفني لمآرب خاصة متناسياً وطناً عريقاً وجريحاً يحتاجه.‏

وعن الأغنية الوطنية اوضح أنها من نسيج الأغنية الإنسانية التي تحتاج إلى فكر وثقافة وهي لا ترتبط بحدث لأن الوطن هو حالة مستمرة في الوجدان والوطن ليس مخصصاً لمناسبة محددة باستثناء الصراع مع الكيان الصهيوني.

وعن صعوبات العمل أوضح أنه لديه أكثر من خمسين عملاً وأغنية وطنية جاهزة للطرح لكبار الشعراء كمحمود درويش ونزار قباني ومارون كرم وجوزيف حرب وشعبان سليم لكن الأغنية الوطنية هي بالنهاية عمل فني يحتاج إلى استديو وأوركسترا وكورال ومكساج وتسويق ومن ثم عرض وهذا بحاجة إلى إنتاج وهنا نقطة ضعفنا فالإنتاج مكلف جدا وخصوصا في هذه المرحلة.

يشار إلى أن الموسيقي وليم حسن من مواليد عام 1966خريج كلية العلوم قسم فيزياء بجامعة تشرين كتب الموسيقا التصويرية للعديد من المسرحيات والافلام منها الشاهد لممدوح عدوان و الروزانا اخراج حسن اسرب و الدكان ونبع الغزلان إخراج سليمان شريبه إضافة إلى فيلم “الاستاذ” لصالح الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.

بشرى سليمان / نعمى علي