دي ميزيير: هجمات باريس جزء من سلسلة هجمات منسقة ضد أوروبا

عواصم-سانا

حذر وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير اليوم من أن الهجمات التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس الجمعة الماضي قد تكون جزءا من سلسلة واسعة من الضربات التي يعتزم تنظيم “داعش” الإرهابي تنفيذها في أوروبا.

ونقلت ا ف ب عن دي ميزيير قوله في مؤتمر للشرطة بمدينة مينز الغربية “حسب المعلومات التي لدينا حتى الان فإن اعتداءات باريس هي نتيجة أو جزء من سلسلة منسقة من الهجمات من تنفيذ ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية” مضيفا “إذا تأكد ذلك فإن هذه هي أول مرة يشن فيها التنظيم هجوما في أوروبا الغربية ولكنها لن تكون على الارجح المرة الأخيرة”.

واعتبر الوزير الالماني أن التهديد الذي تواجهه ألمانيا وأوروبا “خطير جدا” لأن الدول الغربية مستهدفة من “التطرف” حسب رأيه.

من جهته حذر مدير المكتب الفدرالي لمكافحة الجرائم في المانيا هولغر ميونخ في الموءتمر نفسه من أن أكثر من ثلث 750 مواطنا المانيا انضموا إلى الإرهابيين في سورية والعراق عادوا إلى المانيا.

وأشار إلى احتمال أن يكون عدد من المتطرفين اندسوا بين طالبي اللجوء في المانيا والذين يتوقع ان يصل عددهم الى نحو مليون شخص إلا أنه قال “إنه لم يتم تأكيد أي من الحالات بعد رغم ورود نحو 120 تحذيرا معظمها من أجهزة أمن أجنبية”.

واكد ميونخ أن “جماعات متشددة” في المانيا حاولت في 60 حالة الاتصال بأشخاص في مراكز اللاجئين لنشر دعايتها وتجنيد لاجئين.

يذكر أن سلسلة هجمات متزامنة شنها إرهابيون يوم الجمعة الماضي في استاد لكرة القدم وقاعة حفلات ومطاعم في باريس واوقعت أكثر من 480 شخصا بين قتيل وجريح.

وعلى الأثر شددت الدول الاوروبية اجراءاتها الامنية بعد أن تعامت لسنوات عن التحذيرات التي انطلقت منذ بداية الأزمة في سورية للتنبيه من تحالف دول اوروبية مع كيانات ودول تدعم التنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية كـ “داعش” و”النصرة” وغيرها من التنظيمات الارهابية ودعمها وتسليحها والاشارات المتزايدة على ارتداد الارهاب عليها.

الشرطة الألمانية تحذر من تنامي عدد “المهاجمين المتطرفين”المحتملين

إلى ذلك حذر هولغر مونش قائد الشرطة الالمانية من تنامي أعداد المهاجمين المتطرفين المحتملين في بلاده معتبرا أن تلك الظاهرة تشكل تهديدا أساسيا للأمن الألماني.

ونقلت وكالة رويترز عن مونش قوله خلال مؤتمر أمني في مدينة ماينز اليوم أن “الشرطة الألمانية على دراية بتوجه نحو 750 شخصا من ألمانيا إلى سورية والعراق عاد ثلثهم إلى البلاد” مشيرا إلى أن نحو خمس هذا العدد من النساء.

واعتبر مونش أن هناك تحديين رئيسيين للأمن الألماني وسط تنامي المخاوف في أوروبا بعد الهجمات التي ضربت باريس وهما الطابع الدولي لظاهرة الارهاب والشبكة العالمية للمنفذين من جهة والعدد المتزايد للمنفذين المحتملين من جهة اخرى.

واضاف مونش انه “كلما زاد العدد صعب على الشرطة إبقاء المنفذين المحتملين تحت المراقبة ومنع وقوع الجرائم” مشيرا إلى أنه “لا توجد في الوقت الحالي أدلة على أن المجموعات الجهادية تستغل التدفق الهائل للمهاجرين إلى ألمانيا كطريقة لإدخال إرهابيين إلى البلاد”.

يذكر أن الشرطة الالمانية أعلنت أمس عن الغاء مباراة دولية ودية فى كرة القدم كانت مقررة في مدينة هانوفر بين منتخبي المانيا وهولندا بسبب تهديد بوجود قنبلة.

الخارجية الألمانية: روسيا شريك مهم بمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي

كما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتين شيفير أن برلين تعتبر موسكو شريكا مهما في محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية.
ونقل موقع روسيا اليوم عن شيفير قوله خلال مؤتمر صحفي اليوم إن “روسيا تعتبر شريكا مهما جدا وحتى محوريا بهذا الخصوص”.
وكانت روسيا دعت شركاءها الغربيين مرارا الى تشكيل جبهة دولية واسعة لمحاربة الارهاب تقوم على مبادئ القانون الدولى وتعمل مع القوى الفاعلة على الأرض ولا سيما الجيشان السورى والعراقي إلا أن فرنسا وكثيرا من الدول الاوروبية تجاهلوا المبادرة الروسية وأصروا على مواصلة سياساتهم الداعمة للإرهاب وتغطيته سياسيا قبل انقلابه على داعميه حيث كانت العاصمة الفرنسية أحد أهدافه قبل أيام قليلة.
من جهة أخرى أعرب شيفير عن ترحيب ألمانيا بالتقارب الفرنسي الروسي لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي وأي توسيع للائتلاف الموجه لمحاربة الإرهاب مبينا أنه كلما كان الإئتلاف الذي يحارب الإرهاب أوسع كلما كانت أهدافه أكثر اتساقا وأكثر وضوحا وله الأفضلية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوعز للقوات الروسية المشاركة في العمليات الجوية العسكرية لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية تنسيق ضرباتها الجوية والبحرية مع نظيرتها الفرنسية الموجودة بالمنطقة وذلك بعد اتفاقه خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على التنسيق العسكري
والاستخباراتي.