باكورة نشاطات النادي السينمائي بعرض فيلم مريم

دمشق-سانا 

بعد سنوات من الانقطاع تم احياء النادي السينمائي في ثقافي أبو رمانة بمبادرة من مؤسسة أحفاد عشتار وبالتعاون مع وزارة الثقافة والمؤسسة العامة للسينما ليكون الافتتاح بعرض فيلم مريم للمخرج باسل الخطيب.1

وجذب الاختيار الموفق لهذا الفيلم المئات من عشاق السينما والمهتمين من مختلف الأعمار والأجيال الذين غصت بهم قاعة المركز فتابع بعضهم الفيلم وقوفا بينما بقي العشرات على الدرج المؤدي الى القاعة على أمل أن يتمكنوا من الدخول فيما غادر عدد كبير دون أن يتمكنوا من الوصول الى باب القاعة فوقفوا جماعات أمام الباب الخارجي للمركز في مشهد يعكس تعطش الناس للثقافة بشكل عام وللسينما بشكل خاص.

وفي لقاءات مع سانا الثقافية قالت الدكتورة أيسر ميداني رئيسة مؤسسة أحفاد عشتار وصاحبة فكرة النادي السينمائي إنه تم اختيار فيلم مريم لكونه رمزا للمرأة وايقونة للوطن فهو يحكي عن صفحات من التاريخ السوري من خلال دور المرأة في النضال الوطني في الماضي وكيف ينعكس على دورها اليوم في اعادة الاعمار والبدء من جديد.

ورأت ميداني أن المرأة السورية متجددة وخصبة ومحبة مثل عشتار وهي التي حافظت على الوطن وستحافظ عليه متمنية أن يكون الاقبال على النادي في العروض القادمة كما هو اليوم لأن الناس متعطشون للثقافة والفكر وبحاجة للترفيه والخروج من أجواء الدمار والقتل عبر الفنون وأهمها السينما.2

وعن الهدف من النادي قالت ان السينما هي من الفنون التي توصل الفكرة للمتلقي بمتعة واسلوب حضاري لأن السينما تحاكي الأحاسيس والمشاعر التي يمتلكها كل انسان والمهم أيضا هو الحوار والنقاش الذي يعقب العرض.

ومن جانبه عبر مخرج فيلم مريم باسل الخطيب عن سعادته بهذا الجمهور وهذا الاقبال على مشاهدة الفيلم وثمن هذه المبادرة لاحياء النادي السينمائي بدمشق موضحا أنها فكرة جيدة لكوننا افتقدنا مثل هذا النشاط السينمائي الثقافي لسنوات طويلة وقالت غنوة ميا من مؤسسة عشتار عملنا على افتتاح النادي السينمائي مدفوعين بحبنا لهذه الفكرة وسيكون لدينا عرض كل اسبوعين بثقافي ابو رمانة ويتم اختيار الفيلم من قبل احفاد عشتار ومجموعة من المخرجين والاعلاميين.

نورا من الحضور قالت إنها شاهدت الدعوة على الفيسبوك فاتفقت مع صديقاتها على الحضور لمشاهدة الفيلم بعد أن سمعت أنه يقدم صورا مشرفة للمرأة السورية وحكايات عن دورها في الحروب التي مرت على سورية وهي تحب السينما بشكل عام وترغب في متابعة الأفلام التي سيعرضها النادي.

الطالب في كلية الحقوق عمار مسعود جاء بسبب اسم المخرج باسل الخطيب الذي يتعلم منه ويعتبره قدوته ويستفيد من مشاهدة أفلامه لكونه مخرج أفلام وثائقية وقال ان فيلم مريم فيلم جميل والسيناريو فيه متناسق وطريقة التصوير متميزة وفيها نوع من التناغم مع الموسيقا ومع الشخصيات أنفسهم 00″وانا باختصار أعتبره خطوة جديدة وبالرغم من انني شاهدته قبل الآن الا أنني مستعد لمشاهدته مرة ثانية وثالثة”.

أما الشاعر فاتح كلتوم فسمع عن التظاهرة وأحب أن يحضر مدفوعا بحبه للسينما التي تعتبر أكثر أهمية من متابعة المسلسلات فهي ثقافة بحد ذاتها بسبب المواضيع التي تطرحها ولطريقة تصوير هذه المواضيع وأداء الممثلين فأي فنان بامكانه التمثيل في الدراما وهذا لاينطبق على التمثيل في السينما وهو من المتابعين للمهرجانات السينمائية فالسينما والمسرح هما الفنانان الحقيقيان البعيدان عن الاستهلاك.

ويدعو كلتوم الى تكرار تجربة هذا النادي في كل المراكز الثقافية بعد ان تم التخلي عن الكتاب في وقتنا الحالي فالسينما هي بديل سهل للكتاب عندما تقدم أفلاما روائية وحتى الأفلام القصيرة غالبا ما تكون أفلاما مدروسة وتقدم الفائدة والسينما السورية معروفة بالتزامها بالنواحي الانسانية والمشاكل الحياتية.

وأعقب عرض الفيلم حوار غني أداره الشابان فراس محمد وعامر الملا وشارك فيه معظم الحضور ومنهم الفنان القدير رفيق سبيعي الذي شدد على أهمية توعية الناس عن طريق الاعلام بكل مؤسساته وعن طريق الدراما والسينما والتلفزيون وأن يقوم الفنانون بواجبهم تجاه وطنهم وأن يسخروا مهنتهم للنضال من أجله ولاسيما في هذه المرحلة الصعبة.3

ويحكي فيلم مريم عن قصة ثلاث نسوة تحمل كل منهن اسم مريم على مدى حقبات زمنية مختلفة ابتداء من عام 1918 مرورا بعدوان حزيران عام 1967 وحتى الأزمة الحالية التي تمر بها سورية وتم تصويره في عدة مناطق من سورية وهو من تأليف المخرج الخطيب وأخيه تليد الخطيب 00والفيلم من بطولة أسعد فضة وصباح جزائري وسلاف فواخرجي وعابد فهد وديمة قندلفت ولمى الحكيم.

يذكر أن مؤسسة أحفاد عشتار هي مؤسسة ثقافية هدفها ترميم الفكر وإعادة إعمار الإنسان وإعمار النفوس التي عانت من حرب ضروس استهدفت البشر والحجر والحضارة والتاريخ والجغرافيا في سورية وتركز في فعالياتها على المرأة السورية لكونها المتضرر الأول من الأزمة.

سلوى صالح

انظر ايضاً

المقاومة اللبنانية تستهدف بالأسلحة المناسبة التجهيزات ‏التجسسية للعدو الإسرائيلي في موقع /مسكفعام/ شمال فلسطين المحتلة وتحقق إصابة مباشرة