مقالات اجتماعية بكتاب “آراء في المواقف والحياة” لـ ريمه الخاني

دمشق-سانا

كتاب “آراء في المواقف والحياة” مجموعة مقالات وآراء تناولت الحياة الاجتماعية التي يعيشها الإنسان في عصرنا الراهن بقلم ريمه عبد الإله الخاني وفق رؤى وأفكار متوافقة ومتباينة بين الحين والآخر عرضتها الكاتبة بأسلوب بسيط يرقى إلى مستوى فن الخاطرة محاولة أن تصل بالأفكار إلى شرائح ثقافية متنوعة.

ورأت الكاتبة في مقالها “الحياة إمرأة ورجل” أن المرأة هي أمانة غالية في عنق المجتمع لأنها تؤدي واجبا كبيرا فعندما تقوم بواجبها على أكمل وجه يحق لها أن تطلب حقوقها بشكل كامل وبالتالي فالمرأة والرجل مخلوقان متكاملان.

وأوضحت الكاتبة الخاني أن الناس أصبحوا محط تجارب الشركات الدوائية والأطباء ناقصي الخبرة وعديمي الأمانة العلمية والإنسانية وأن الطب البديل أو العودة للتداوي بالأعشاب يعرض حياة البشر لمخاطر أشد فتكا إلا أن ذلك لا يعني أن “اللوثة” قد طالت الجميع فهناك من يؤدي عمله بإتقان وإخلاص ويحترم أخلاقيات المهنة وسلوكياتها وهذا قدمته عبر أسلوب أدبي شائق طغى على الحالة التي طرحتها الكاتبة.

ومن خلال مقالها “الفتنة” أسقطت قصة قابيل وهابيل باعتبارها أول جريمة ارتكبت على الارض عالجت من خلالها الحالات الاجتماعية المتخلفة المؤدية للقتل والتي تنتهي بزهق أرواح البشر مستنكرة الجريمة أيا كان نوعها وفي أي مكان تقع.

وأشارت الكاتبة الخاني في مقالها “رفقا بالقوارير” إلى خطورة استغلال المرأة ومحاولة الإيقاع بها بأي مستنقع يؤدي إلى ضياعها لأن ضياع المرأة قد يكون سببا كبيرا بانهيار المجتمع وتفكك علاقاته الاجتماعية محذرة من أي خلل لا تحسب نتائجه تجاه المرأة إضافة إلى أن المرأة ركن ضروري في إرساء قواعد التربية الاجتماعية الصحيحة التي تؤدي إلى بناء مجتمع قوي سليم.

وسلطت الخاني الضوء على خطورة الفراغ الذي يعيشه الشباب والنتائج السلبية التي يمكن ان يصل إليها شبابنا جراء حالات الفراغ التي سيملؤونها بما لا يقدم لهم نفعا لافتا إلى أهمية عدم اعطاء فرصة تخل بالقيم والأخلاق وتلحق ضررا بالشباب.

وأكدت الخاني ضرورة الانتباه إلى الطالب المدرسي والجامعي وايجاد طرائق تربوية وأدوات تدريسية تسهل العملية التربوية وتنقل المادة العلمية بمهارة عالية وإعادة النظر في المناهج الدراسية وتلافي التعقيدات والعمل على صياغة سياسة جديدة في القبول الجامعي بما يتلاءم مع رغبات الطلاب ليتمكنوا من الابداع في تخصصاتهم.

وتطرقت الخاني إلى خطورة استخدام أمريكا للبرمجة اللغوية العصبية في تشويه عقل الشباب العربي خلال استخدامها تقنياتها الواسعة في إعادة برمجة العقول وتحريكها بالشكل الذي يتوافق مع منظومتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية إضافة إلى التشويه الإعلامي والثقافي الذي بات منتشرا دون أن يتمكن المثقف من ضبطه مع نتائجه السلبية على المجتمع.

غلب على الكتاب أسلوب المقالة والخاطرة دون الالتزام بهما حيث أرادت الكاتبة أن تقدم حالات ثقافية متزامنة مع انتشار الشبكة الإلكترونية لذلك اضطرت الكاتبة للتخلي أحيانا عن بعض الأسس والمقومات التي تدعم المقالة إلا أنها قدمت رؤى اجتماعية ضرورية جدا لمواكبة الأحداث وتطوراتها وانعكاساتها على أجيالنا.