الشاعر محمد الفهد: سحر الفن يكمن في الغموض الذي ينكشف كلما أمعنا في قراءته

حمص- سانا

يرى الشاعر محمد الفهد أن الابداع كتابة لها منحيان أساسيان أولهما الدفقة الكتابية وثانيهما العودة إليها وتصويبها من حيث الصورة والرؤيا فالكتابة “عملية فيزيائية” تعبر عن التراكم المعرفي والثقافي بحيث يتم خلقها من جديد حاملة معها كل ما قرأه الشاعر بصورة جديدة ورؤيا شخصية باعتبار الفن نتاجا شخصيا.

ويضيف الشاعر في حديث لـ سانا أن مؤهلات الكتابة هي النبض الداخلي الذي يأخذ الروح إلى مسافات بعيدة ثم يأتي العمل على ذلك الإبداع مترافقا مع المعرفة فعلى الشاعر أن يقرأ ويطلع على تجارب الذين سبقوه من الشعراء ليستطيع تجاوز تلك المسافات.

ويتابع.. يحاول الشاعر عبر قصائده التي يكتبها إما بنمط التفعيلة أو العمود أن يصور موضوعات الحياة التي نعيشها وخاصة في الغربة فالشاعر كما يرى “يعيش دائما حالة غربة لذلك تحتل مكانا لدى أغلب الشعراء”.

ويبين الفهد أن قصائده تتميز بالعمل عليها جيدا حتى تصبح ناضجة ومحملة بما يشتهي من رؤى محاولا في ذلك الجمع بين شيئين متناقضين هما المجرد والمحسوس معتبرا أن “الفن الواضح ليس فنا لأن الفن هو إعادة صياغة الواقع الذي نعيشه من خلال الرؤيا التي يحملها الفنان”.

ويحاول الشاعر من خلال مجموعته الشعرية من فصول العشق والرماد العمل على منحيين شعريين يقوم الأول على التذكر وما أصاب الروح في مشوارها من الطفولة وحتى الكهولة فيقول..

ورجعت أمواجا لأنظر ما تبقى .. من زمن الطفولة و اليفاع
فإذا بروحي قد طغى فيها الخراب ..وصارت النايات فاكهة الشتاء
أما المنحى الثاني فيقوم على ما أصاب حياتنا من وجع في الحرب التي شنت على سورية “وحملت الروح بما لا يطاق من الوجع والغربة والمرارة بفقدان الأحبة” فيقول في قصيدته “دروب إلى حمص”..

ماذا ستحمل صافرة الوقت من وجع ..إلى جرن الدموع وشهقة
الأنفاس مرآة التجلي.. لست أدري
الآن افتح دفتر الذكرى.. فومض في المدى أنفاس أحبابي
لكنها حمص التي سارت على درب النبوغ .. تجيء عاتبة على ظلي
المسافر..

يذكر أن الشاعر من مواليد 1946 ويحمل إجازة في اللغة العربية من جامعة دمشق وتولى العديد من المناصب منها مقرر لجمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب وحاليا أمين سر فرع اتحاد الكتاب العرب بحمص وله العديد من الاصدارات الشعرية منها “منارات الأسئلة ومرايا الوقت ومرثية الرؤيا وفضاء لشهوة الايقاع وقصب على الشرفات وناي يذاكر في الظلام ومناديل اللوعة” وغيرها.

هنادي ديوب

انظر ايضاً

مجموعة حبر الغياب… قصائد بشكل جديد تحفل بالموسيقا

دمشق-سانا تتزاحم الصور الشعرية والمعاني العميقة والانزياحات على صعيد الشكل والمضمون في المجموعة الشعرية الصادرة …