المشاركون بمؤتمر “العنف التكفيري..الجذور والعوامل المؤثرة”: تماهي أميركا والجماعات التكفيرية في نشر الفوضى

بيروت-سانا

أكد المشاركون في مؤتمر “العنف التكفيري .. الجذور والبنى والعوامل المؤثرة” والذي بدأ أعماله في بيروت اليوم ان الولايات المتحدة الامريكية والجماعات التكفيرية يتماهون في نشر الفوضى خدمة للكيان الصهيوني ولضمان استمرار سيطرة أمريكا على المنطقة.

ورأى رئيس المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق في لبنان الدكتور عبد الحليم فضل الله ان جماعات العنف التكفيري بنت عصبياتها على الانغلاق ونبذ حق الاختلاف بل إنكار حق الآخر المختلف بالوجود مستندة في ذلك إلى رفض لا هوادة فيه للاجتهاد والرأي.

وقال فضل الله في كلمة له خلال المؤتمر الذي ينظمه المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق ومركز الحضارة لتنمية الفكر الاسلامي وبالتعاون مع المركز الأردني للدراسات والمعلومات.. أن جماعات العنف التكفيري أطاحت في طريقها العقل وقهرت روح النص وجردت أعماقه من الامثولات والمعاني التي تعلن عن نفسها تباعا مع توالي العصور وتعاقب الأزمنة وتبدل الأحوال.

ودعا رئيس المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق الى رصد التحولات المتسارعة التي مرت بها تلك الجماعات التكفيرية وترقب طفراتها الآتية لان هذا يزودنا من جهة بالمعرفة الضرورية لاحتوائها وإخماد نيرانها واستدراك مخاطرها ويساعد من جهة أخرى على الاتفاق بشأن طبيعة ما ترتكبه من عنف وما تتسبب به من أزمات.

من جهته أكد رئيس مركز الحضارة لتنمية الفكر الاسلامي الشيخ محمد تقي سبحاني ان مشكلة التكفير الإرهابي من أخطر ما تواجهه الأمة والعالم.

وقال تقي سبحاني.. أن مواجهة هذه الظاهرة المدمرة للانسانية يجب ان تكون متعددة الأبعاد ولا سيما على عاتق المثقفين.

وفي الجلسة الأولى التي كانت بعنوان ظاهرة العنف التكفيري “الخطاب والجذور” حذر رئيس المركز العربي والدولي للتواصل معن بشور من تجذر ثقافة التكفير في حياتنا.

وتحدث الباحث السعودي الدكتور بدر الابراهيم فأورد عددا من النقاط حول جذور هذه الجماعات وخطابها ومنها العامل السياسي كسبب في ايجاد هذه الجماعات على الرغم من اقتصار التركيز على العامل الديني لأن ما تمارسه هو عنف سياسي ولأغراض سياسية.

وأكد الابراهيم ان الخطاب والرؤية لتلك الجماعات التكفيرية هو نتاج مزاوجة بين الفكر الاخواني الأممي وبين السلفية الجهادية مشيرا إلى ما يفعله تنظيم “داعش” في استهدافه للمكونات الاجتماعية العربية قبل استهداف أي آخر غربي.

وخلص الابراهيم الى القول.. إننا امام جماعات توظف الخطاب الديني لأهدافها السياسية داعيا الى تجفيف المنابع السياسية كأولوية في محاربة تلك الجماعات التكفيرية.

من جهته وصف الدكتور عبد الكريم زاهد مدير مركز دراسات جامعة الكوفة في العراق الفكر المتطرف التكفيري بأنه اقصائي وان التكفيريين جماعات سياسية أنشأها الاستبداد الديني والحرمان والتخلف.

ثم عرض الدكتور عبد الغني عماد من لبنان لقضية الإرهاب لدى المفكرين في الغرب وكيف أظهروا انها صناعة الغرب وجزء من ترسانة انظمتهم التسلطية في التدخل في بلادنا.

وحملت الجلسة الثانية لأعمال المؤتمر بعنوان “جماعات العنف التكفيري.. الجذور والبنى والعوامل المؤثرة” عنوانا فرعيا عن المؤثرات الاقليمية والدولية وعلاقتها ببروز العنف التكفيري وترأس الجلسة رئيس المركز الاردني للدراسات والمعلومات بلال التل مقدما بحثه عن العوامل الاقليمية وعرض فيه لعوامل اغراق منطقتنا العربية بالعنف لمصلحة الكيان الاسرائيلي.

بدوره أشار الباحث الإيراني الدكتور محمد مرندي الى ان الولايات المتحدة الاميركية دعمت عقيدة التطرف في افغانستان لقتال الشيوعية ولاحقا دعمت التيارات المتطرفة مثل داعش والقاعدة.

أما الوزير اللبناني السابق الدكتور جورج قرم فقد برهن في بحثه “قضية الجماعات التكفيرية والقوى الدولية.. الرعاية وتقاطع المصالح” ان القضية الاقليمية انما هي تماه في أهداف اميركا والجماعات التكفيرية والقاضية في نشر الفوضى لضمان استمرار الهيمنة الاستعمارية والصهيونية.

ولفت قرم إلى أن الأممية الإرهابية سلاح دمار شامل تم تشكيله بإشراف الولايات المتحدة الاميركية.

وأشار قرم الى تضاؤل الاهتمام بقضية فلسطين بسبب تنامي التيارات المتطرفة المدعومة من أميركا داعيا الى بذل جهود كبيرة لدحض مقولة صراع الحضارات لانها تبرير للاستعمار والصهيونية.

من جهته نفى الدكتور حازم عتلم من مصر وجود تمييز بين الجماعات التكفيرية وجماعات الارهاب التكفيري فالاولى تتحول سريعا الى جماعات للعنف التكفيري مشيرا الى ان الجماعات التكفيرية تحمل نظريات قائمة على مبدأ “انكروا كل شيء وكل ما يقال” ومن هنا يأتي انكارهم لسيادة الدولة والدولة المدنية والقوميات والقوانين الدولية.

وأكد عتلم ان مسار سلوكيات الجماعات التكفيرية يقوم على عدم اللقاء مع أي طرف وتبدأ بالعمل السري ثم تعمد الى الظهور عن طريق العنف لتحقيق أهدافها.

ويستكمل المؤتمر أعماله غدا بالحديث عن علاقة جماعات العنف بالإعلام وحول كيفية المواجهة.