ندوة “سورية تنتصر” تختتم أعمالها

دمشق-سانا

اختتمت الندوة الفكرية الدولية سورية تنتصر التي تقيمها مديرية ثقافة دمشق أعمالها اليوم بمناقشة محاور العقيدة والخبرة والثبات سمات الجيش العربي السوري وسورية والمقاومة علاقة مصير وانتصار سورية انتصار لفلسطين وذلك في قاعة المحاضرات بمكتبة الأسد الوطنية.

وخلال الجلسة الختامية التي ترأسها بسام عاقلة مدير ثقافة دمشق بين المحلل الدكتور سليم حربا أن الجيش العربي السوري هو ركيزة الانتصار في الحرب على سورية بما يحمله جنوده من قيم تمثل الوطن ولكونهم أبناء مؤسسة عسكرية سليلة أمجاد سطرها الآباء والأجداد.

واعتبر حربا في محور العقيدة والخبرة والثبات سمات الجيش العربي السوري أن السمات الميدانية خلقت من الجندي السوري مقاتلا نوعيا بكفاءته وشجاعته وفروسيته وقدرته على خوض المعارك في مختلف البيئات القتالية وتحقيق بطولات كسرت كل المعادلات المعروفة في العلم العسكري ما حدا بكاتب أمريكي هو أنتوني كوردسمان إلى أن يرى أداء الجيش العربي السوري خلال حربه ضد الإرهاب يفوق أداء أكبر الجيوش في العالم.

ورأى حربا أن الجيش في سورية توافرت لديه عوامل نجاح نوعية تمثلت في الشعب والقيادة والسلاح رغم أنه يخوض أشرس حرب عرفها التاريخ في مواجهته لجيش من الإرهاب وحلف دولي عدواني دفاعا ليس عن سورية فحسب بل عن كل منظومة القيم الإنسانية ليمهد الطريق أمام صيغة جديدة للعلاقات السياسية في العالم ولشبكة تحالفات تحدت النظام السياسي العالمي المفروض منذ نهاية الحرب الباردة.2

وفي محور سورية والمقاومة علاقة مصير تحدث الباحث الدكتور مهدي دخل الله عن المقاومة كمفهوم انطولوجي علم الجوهر الإنساني معتبرا أن الإنسان يعبر عن وجوده وكينونته بمقاومته في إطار ثقافة معينة ما يستوجب النظر إلى المقاومة كثقافة وكفكر وعدم حصرها في المقاومة المسلحة.

وأشار دخل الله إلى أن نظرة الدولة السورية إلى المقاومة الشرعية مرت بثلاث مراحل الأولى عقب نكسة حزيران 1967 تمثلت في اعتبار المقاومة الشعبية حلا وحيدا لتحرير الأرض ثم المرحلة الثانية بعد حرب تشرين التحريرية سنة 1973 والتي اعتبرت آخر حرب يخوضها العرب موحدين ضد “إسرائيل” حيث دعمت سورية حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية لعقود وتجلى ذلك في انتصاراتها الأخيرة والمرحلة الثالثة والأخيرة بعد الحرب الكونية على سورية والتي أفرزت واقعا جديدا تمثل في التكامل بين منظومتي الجيش النظامي والمقاومة.

أما الدكتور أنور رجا مسؤول الإعلام في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة فأشار في المحور الثالث انتصار سورية انتصار لفلسطين إلى أن الحرب التي تشن على سورية كانت ذات أبعاد استراتيجية تتخطى الواقع الداخلي إلى إسقاط القضية الفلسطينية واستهدافها في عقر دارها ومربعها الأول معتبرا أن فلسطين صارت أكثر تداخلا مع الشأن السوري ونتيجة الحرب التي يخوضها الجيش العربي السوري ستؤثر حتما على القضية الفلسطينية.

ورأى رجا أن النصر السوري حقيقة يؤكدها التاريخ والجغرافيا وإرادة الشعب في رد العدوان.

يشار إلى الندوة التي عقدت على مدى يومين بمشاركة محللين سياسيين من سورية وتركيا والعراق وفلسطين ناقشت عدة محاور تتعلق بحكمة القيادة السورية في إدارة الأزمة والرؤية الوطنية للحل ودور القوى القومية والتقدمية والوطنية العربية في الأزمات التي تعصف بالمنطقة ودور المتغيرات الإقليمية والدولية بالأزمة في سورية.