S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
حلب-سانا
بمشاركة 37 باحثا من الجامعات السورية والعراقية افتتحت اليوم فعاليات المؤتمر السنوي الثالث والثلاثين لتاريخ العلوم عند العرب الذي يقيمه معهد التراث العلمي العربي بجامعة حلب.
وأكد رئيس الجامعة الدكتور مصطفى أفيوني أهمية المؤتمر في تسليط الضوء على ما قدمه العرب للحضارة الإنسانية من علوم وإبداعات في مجالات الطب والصيدلة والفلك والرياضيات والفيزياء داعيا المشاركين لإبراز هذا الدور لطلبة الجامعة ليكون حافزا لهم ومشجعا على الاستمرار بنهل العلوم المعرفية ومتابعة البحث العلمي والخروج بنتائج تغني المسيرة العلمية والتعليمية في الجامعة والمجتمع متخذين من العالم البيروني قدوة لهم للإبداع في جميع المجالات.
وأوضح الدكتور مصطفى موالدي عميد معهد التراث العلمي العربي أن أهداف المؤتمر تتجلى في تقديم أبحاث أصيلة لم تنشر سابقا في موضوعات تاريخ العلوم والطب والتكنولوجيا والتراث العمراني والحضاري عند العرب والاحتفال بالعالم العربي أبي الريحان البيروني.
وأضاف موالدي أن المعهد منح خلال العام الماضي 19 شهادة ماجستير وسجلت 25 رسالة ماجستير أخرى كما تم تسجيل 10 رسائل دكتوراه في مختلف العلوم البحثية.
وخصصت الجلسة الأولى للحديث عن العالم العربي أبي الريحان البيروني المولود سنة 973 ميلادية والاحتفال به كأبرز علماء العرب واسهاماته ومؤلفاته في علوم الفلك والرياضيات والتاريخ والجيولوجيا والصيدلة والفيزياء.
وتحدث الباحث محمد شقال دبلوم دراسات عليا في بحثه الذي حمل عنوان “البيروني مؤرخا للهند ومجتمعها في العصور الوسطى” عن العالم الكبير البيروني الذي كان متقنا 5 لغات عالمية في عهده هي العربية واليونانية والفارسية والسريانية والهندية.
نغم مشارقة طالبة دراسات عليا في معهد التراث عرضت مساهمة البيروني العلمية في علم التقاويم الفلكية كعالم فلكي عمل في شتى مجالات الفلك ودرس جميع التقاويم قبل القرن الخامس الهجري كالتقويم القبطي والتقويم السرياني والرومي.
وقدم الأستاذ محمد مجد الصاري بحثا بعنوان البيروني والتنجيم في كتاب “التفهيم لأوائل صناعة التنجيم” مشيرا إلى أن البيروني ألف هذا الكتاب على شكل سؤال وجواب في كل ما يتعلق بالتنجيم حتى عام 1030 ميلادي وهو كتاب قيم جدا يحتوي جداول تتناول علم التنجيم عند كل الشعوب كالفرس والرومان والهنود.
بدورها سلطت الدكتورة هزار أبرم الضوء في بحثها على جهود المستشرقين في دراسة التراث العربي وعلمائه وما يحتويه وعادت في بحثها إلى دراسات هؤلاء المستشرقين وأقوالهم وآرائهم.
من جانبها عرضت الدكتورة بثينة جلخي نائب عميد معهد التراث العلمي العربي في بحثها المحاورات التي دارت بين البيروني وابن سينا فيما يتعلق بالإبصار أي شرح آلية الرؤية.
من جانبه أشار الدكتور يحيى خراط إلى أن النهضة العلمية الأوروبية في الأساس استندت إلى النهضة العلمية العربية كون العلماء العرب عملوا في المجالات الطبية والفلكية والفيزيائية وألفوا كتبا بقيت تدرس فترة طويلة في الجامعات الأوروبية.
ويشهد المؤتمر على مدى ثلاثة أيام مناقشة 33 بحثا في مجالات التراث العمراني الإسلامي وإسهامات العلماء العرب في مجالات الفلك والفيزياء والصيدلة والعلوم الطبية.
وعلى هامش المؤتمر تم افتتاح معرض تقنيات متحف تاريخ العلوم العربية ومقتنيات ومطبوعات معهد التراث العربي ورسائل الدكتوراه والماجستير الممنوحة للطلاب إضافة للمطبوعات المتعلقة بالعالم العربي البيروني.