تراجع النهضة.. فشل لمشروع

كشفت نتائج الانتخابات التشريعية التونسية عن تبدلات كبيرة في مواقع القوى على الخريطة السياسية، وطرحت من الأسئلة فيما خص تراجع حركة «النهضة» وسقوطها المدوي وتلاشي واندثار قوى ركبت موجة «الربيع»، إضافة إلى تنامي ودينامية حزب «نداء تونس» وقدرته على اقتناص أصوات الناخبين.

وإذا كان المراقبون يجمعون على أن التونسيين وبإقبالهم الضعيف على صناديق الاقتراع والإحجام عن التصويت لـ«النهضة» إنما أرادوا من وراء ذلك معاقبة الحركة بعد فشلها الذريع سياسياً واجتماعياً وتسببها في تنامي ظاهرة الفساد والاغتيال السياسي ودعمها للإرهاب العابر للحدود إضافة إلى محاولة «أخونة» البلاد.

لقد أراد التونسيون القطع نهائياً مع المرحلة الانتقالية ورموزها السياسية ومحاولة تدشين مرحلة جديدة عبر صناديق الاقتراع في محاولة العودة بالبلاد إلى دورها ومحيطها وعدم إعطاء تفويض جديد للنهضة برهن تونس لسنوات قادمة في سياق تنفيذ مشروعات إخوانية- إرهابية- تكفيرية.

انتخابات تونس وقبلها ليبيا ومصر والفشل الذريع للإخوان لا يمكن قراءتها إلى من زاوية التغيرات الحاصلة في المنطقة والتي دفعت بالحركات الإسلامية والمتطرفة إلى الواجهة بدعم أمريكي- غربي- خليجي- تركي وبعد انكشاف أمر هذه الحركات ومخططاتها وأدوارها الوظيفية قطفت ثمار زرعها الأسود وسقطت بشكل مدوٍ واحدة تلو الأخرى.

أياً كانت التسميات التي توصّف ما حدث في تونس أهو تراجع أم انتكاسة أم إحباط؟ فإن ذلك يعني بالمحصلة كل هذا معاً أي هزيمة مشروع سياسي أراد البعض تسويقه عبر سياسات إقصائية وعنفية وفتاوى تكفيرية ومصادرة حقوق الآخرين، والحال أن الناخب الذي انخدع أو انطلت عليه الحيلة في عام 2011 في تونس لم تنطلِ عليه الشعارات البراقة وأظهر قدراً من الوعي الانتخابي والسياسي ترجم بحصول «نداء تونس» على المرتبة الأولى ودفع أحزاباً إلى خارج البرلمان.

انتخابات تونس ونتائجها دليل جديد في زمن قصير نسبياً يؤكد النتيجة نفسها وهي فشل حملة مشاريع «الإخوان» ومعهم كل الداعمين الخارجيين المتلونين حسب الظروف وإن تعددت الأسماء من «النهضة» إلى «العدالة والتنمية» وما بينهما مما هبّ ودبّ من أسماء.

بقلم: شوكت أبو فخر