لقاء ترامب وكيم.. محاولة لاستئناف المحادثات حول شبه الجزيرة الكورية

دمشق-سانا

لقاء هو الثالث الذي يجمع الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الكوري الديمقراطي كيم جونغ اون اليوم في حدث وصف بـ التاريخي لكونه جرى في المنطقة الآمنية المشتركة منزوعة السلاح بين الكوريتين.

ترامب اجتاز مع كيم المنطقة المنزوعة السلاح بقرية بانمونجوم الحدودية إلى الأراضي الكورية الديمقراطية وأعرب في تصريحات للصحفيين عن فخره بعبور حدود المنطقة واصفا هذا اليوم بأنه يوم عظيم للعالم في الوقت الذي أعرب فيه كيم عن رغبته بترك الماضي والمضي نحو المستقبل واستغلال ذلك للخروج بأخبار جيدة لا يتوقعها أحد مشيرا إلى أن العلاقات الرائعة مع ترامب ستساعد على تجاوز العقبات.

التصريحات الإيجابية والمتفائلة من قبل الرئيس الكوري الديمقراطي تؤكد بشكل واضح على الرغبة الجدية والحازمة لكوريا الديمقراطية في إنهاء التوترات في شبه الجزيرة الكورية وإحلال السلام والاستقرار فيها ونزع السلاح النووي منها.

اللقاء الثالث بين ترامب وكيم والذي تحول من دقائق معدودة خطط لها سابقا إلى اجتماع مغلق استمر 50 دقيقة اكتسب أهمية ملحوظة بسبب العلاقات المتجاذبة حينا والمتنافرة حينا آخر بين بيونغ يانغ و واشنطن في ظلال المراوغات الأمريكية والانتهاكات الواضحة من قبل الولايات المتحدة للالتزامات التي يتوجب عليها تنفيذها بموجب البيان المشترك الذي تم توقيعه في القمة الأولى التي عقدت بين ترامب وكيم في سنغافورة في حزيران عام 2018.

ترامب الذي كان المبادر في عرض عقد لقاء مع كيم في بانمونجوم أعلن في ختام الاجتماع بينهما الاتفاق على استئناف المحادثات المتوقفة بشان نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية مشيرا إلى أن فريقين من الولايات المتحدة وكوريا الديمقراطية سيجريان لقاءات مرتبطة بالمحادثات بشأن الأسلحة النووية في غضون أسبوعين أو ثلاثة.

ورغم إشادة ترامب بالاجتماع مع كيم إلا أن مواقفه المتصلبة المعتادة إزاء بيونغ يانغ بدت واضحة عند حديثه عن العقوبات الأمريكية ضد كوريا الديمقراطية حيث ذكر أنها ستبقى في الوقت الراهن لكنه استدرك أمام الصحفيين بالقول إن هناك إمكانية لتقليصها فيما بعد كجزء من المحادثات الجديدة بين الجانبين.

وتبقى العبرة في نتائج هذه اللقاءات على صعيد خفض التوتر في شبه الجزيرة الكورية إذ ليس خفيا ان أسباب تجاذب العلاقات بين واشنطن وبيونغ يانغ خلال الأشهر الماضية ترجع إلى سياسات الإدارة الأمريكية التي تحاول المراوغة في تنفيذ التزاماتها بموجب البيان المشترك الموقع في سنغافورة وإصرارها على اتخاذ مواقف عدائية ضد كوريا الديمقراطية في الوقت الذي تؤكد فيه الأخيرة حرصها واستعدادها على استئناف المحادثات النووية والتوصل إلى حل للأزمة في شبه الجزيرة الكورية .

ترامب وكيم كانا عقدا في فيتنام في شباط من العام الحالي لقاءهما الثاني لكن ذلك اللقاء لم يفض إلى أي اتفاق بشأن المضي قدما في قضية نزع الأسلحة النووية بسبب إجراءات واشنطن الأحادية والتعسفية فيما أكدت كوريا الديمقراطية مؤخرا أن “الولايات المتحدة تتحدث عن الحوار معها في حين تقوم بأعمال عدائية خسيسة ضدها”.

خطوة ترامب الجديدة نحو استئناف المحادثات مع كوريا الديمقراطية ربما تكون محاولة لإصلاح العلاقات بين الجانبين لكنها بالتأكيد ورقة سيحاول الرئيس الأمريكي استغلالها في حملته الانتخابية المقبلة.

 

انظر ايضاً

استقالة مديرة جهاز الخدمة السرية الأمريكية بعد محاولة اغتيال ترامب

واشنطن-سانا قدمت مديرة جهاز الخدمة السرية الأمريكية كيمبرلي تشيتل استقالتها وسط تدقيق في الثغرات الأمنية …