تشكيليون شباب يكرمون فناني سورية في ورشة عمل وجوه وحكايا بدار الأوبرا

دمشق-سانا

يقوم حاليا أربعون شابا وشابة من طلاب وخريجي كلية الفنون الجميلة بدمشق برسم لوحات بورتريه وتنفيذ تماثيل شخصية لعدد من فناني سورية وذلك في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق ضمن ورشة عمل بعنوان “وجوه وحكايا” انطلقت الأحد الماضي وينفذ كل مشارك في الورشة عملا أو عملين يجسد كل واحد منهما شخصية فنان من الفنانين السوريين المحبوبين كنوع من التكريم لهؤلاء الفنانين ولمسيرتهم الفنية من قبل التشكيليين الشباب المشاركين إلى جانب تنفيذهم للوحة جدارية ستكون مفاجأة الورشة حيث سيتم عرض الأعمال المنجزة في التاسع من آذار القادم ولمدة أربعة أيام ضمن معرض خاص يرافق مع افتتاحه حفل موسيقي وعرض فيلم يصوره مجد امون من قسم الاتصالات البصرية عن الورشة والمشاركين فيها بحضور الفنانين السوريين المكرمين بالأعمال المنجزة في الورشة.

الفنانة التشكيلية والإعلامية دانة الامام صاحبة فكرة الورشة والمشرفة عليها قالت لسانا إن الفكرة جاءت من رغبتي بتنفيذ عمل جماعي يشترك فيه أكبر عدد من زملائي الفنانين الشباب لرسم موضوع واحد وتحقيق هدف مشترك مبينة أنه تمت إتاحة الفرصة أمام كل طلاب وخريجي كلية الفنون للمشاركة بالورشة.

وأضافت الامام إن هذه الورشة تثبت للجميع ان الحياة مستمرة في سورية التي ستعود و”تتلون بريشة وألوان هؤلاء الشباب” المصرين على الفرح والحياة ويبذلون ما يستطيعون لإثبات قدرتهم على تحدي كل الظروف الصعبة بالأمل والعمل والمثابرة والاجتهاد ولاسيما مع وجود رغبة من الجميع بأن تكون هذه الورشة تقليدا سنويا بأفكار جديدة لتحقيق ذات الهدف.

وتشير الامام إلى أن الأعمال المنجزة في الورشة يمكن للفنانين المكرمين أن يقتنوها مقابل مبلغ رمزي لتشجيع التشكيليين الشباب كما أن اللوحة الجدارية التي ستنفذ ضمن الورشة ستقتنيها دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق.

وعن اختيارها لرسم المايسترو جوان قرجولي مدير دار الأوبرا أوضحت الامام أنها تعتبره قدوتها في المجال الفني لكونه كان أستاذها في معهد صلحي الوادي وهو فنان مهم ويجمع الشباب في كل المفاصل التي عمل بها ومنها دعمه لهذه الورشة كما سترسم أيضا الفنان زهير رمضان تكريما له كفنان “اعطى للفن السوري الكثير” ولكونه نقيب الفنانين السوريين وصاحب رؤية مستقبلية للفن في سورية.

المشاركة ناي صائب20 عاما من اختصاص تصوير زيتي قالت..إن أهمية هذه الورشة تنبع من الدافع القوي الذي تعطيه لنا كفنانين شباب للعمل وتنفيذ أعمال فنية بروح جماعية ضمن مكان ثقافي راق كدار الاوبرا التي قدمت لنا كل الدعم الفني معتبرة أن إقامة الورشة في ظل هذه الظروف الصعبة التي نعيشها هو دليل على أن الحركة الثقافية والفنية في سورية لم تتوقف وأن الدعم للفنانين الشباب مستمر.

اختارت الفنانة صائب رسم بورتريه للفنانة ميادة الحناوي لحبها الكبير لها ولتقديرها للإحساس الرائع الذي تمتلكه كما سترسم بورتريه للفنان فايز قزق لأنه فنان قدير وموهوب ويجسد كل الشخصيات التي يلعبها ووجوده في أي لوحة يوحي بالكثير من الحكايا من تعابير وجهه العميقة على حد تعبيرها.

أما الفنانة الشابة علا احمد 21 عاما اختصاص اتصالات بصرية فاختارت رسم الفنانة وفاء موصللي والمخرج نجدة إسماعيل انزور كتقدير وشكر منها لعطائهما الفني للوطن واستمرارهما بالعمل داخل سورية رغم كل الصعوبات والعقبات وقالت إن أهمية هذه الورشة تكمن بما سنقوم به من عمل فني يلخص قدراتنا الفنية وما تعلمناه خلال دراستنا لكونها أول مشاركة لي بورشات العمل والمعارض.

ورأت احمد أن مثل هذه الورشات تساعد بتسليط الضوء على الفنانين الشباب ببداية طريقهم وخاصة في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها وقلة الفرص بالعمل أو العرض لافتة إلى أهمية احتضان دار الأوبرا كمكان ثقافي مهم لمثل هذه المبادرات الشبابية وتقديم الدعم لها وتكريسها.

بدورها الفنانة الشابة تالا شحيد 20 عاما من اختصاص تصوير زيتي اختارت أن ترسم الفنان عبد المنعم عمايري وعبرت عن سعادتها بالمشاركة في الورشة وقالت إن مثل هذه الورشات تعتبر فرصة لنا كفنانين شباب لاكتشاف طاقاتنا وتنمية قدراتنا مع اكتساب خبرات عمل جديدة في إطار العمل الجماعي والمطلوب اليوم من كل الشباب إثبات قوة سورية وشعبها وقدرة شبابها على الإبداع في أصعب الظروف.

الفنانة الشابة رالة المسالخي 21عاما اختارت أن ترسم الفنان اندريه سكاف لإعجابها بأدائه التمثيلي وقالت إن أهمية الورشة جاءت من قدرتها على توحيدنا كطلاب من مختلف سنوات الدراسة في عمل جماعي واحد وهذا يطور مهارات التعاون لدينا ويتيح لنا تبادل الخبرات فيما بيننا وتطوير تقنياتنا الفنية معتبرة أن الورشة كانت تحد كبير للمشاركين حتى يعبروا عن ذاتهم بطريقة فنية راقية تعكس واقع الشباب السوري والفن في بلدنا.

أما زين قلندري طالب سنة رابعة قال هذه أول ورشة أشارك فيها لتكون أول خطوة حقيقية بعالم الفن والمعارض عبر هذه الفعالية التي تكرم من ساهموا بالثقافة السورية لذلك اخترت الفنانين عمر حجو وشكران مرتجى لكونهما ممثلين قديرين في الأداء وفيما قدماه للفن والمسرح السوري.

الورشة المستمرة حتى الخامس من الشهر القادم وبشكل يومي برعاية من الاتحاد الوطني لطلاب سورية و كلية الفنون الجميلة التي قدمت المراسم للمشاركين وبصمة شباب سورية التي قدمت المواد اللازمة لتنفيذ الأعمال إلى جانب البوسترات والدعم النفسي للمشاركين والتنظيم وقدمت دار الأسد للثقافة والفنون المكان والجو المناسب للعمل ومن ثم عرض الأعمال مع التكفل بتكاليف اللوحة الجدارية.

محمد سمير طحان